-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 07-05-2019 11:12 AM     عدد المشاهدات 447    | عدد التعليقات 0

الصيام الحقيقي

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن

اتصل بي صديقي الحميم مهنئا بحلول شهر رمضان الكريم .. شهر الرحمة والغفران، شهر الجهاد والمعارك المفصلية في تاريخ العرب والمسلمين..
وبادرني بالقول..
هل تريد أن تصوم هذا العام صوما صحيحا .. صوما حقيقيا يتجاوز الطقوس ؟؟
قلت ..كيف . ياصديقي؟؟
هات ما عندك..
قال : هيا فلنعلن مقاطتنا لكافة المواد الاستهلاكية والسلع والفواكه والخضروات واللحوم والالبان والاسماك ..الخ، التي ترتفع اسعارها في رمضان..
تعال.. نعلن ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.. للاصدقاء والصديقات . للزملاء والزميلات..الخ..
تعال ندعو النقابات المهنية والاحزاب وكافة مؤسسات المجتمع المدني، الى المباشرة فورا بتنفيذ المقاطعة ، وذلك من خلال تشكيل لجان في كل محافظة ولواء، تتولى تنفيذ هذه المقاطعة.. والاعلان عن اسماء المواد والسلع التي ارتفعت، ودعوة المواطنين الى مقاطعتها فورا...
يا اخوان .. يا ناس..
في كل دول العالم، وخاصة العالم الذي نسميه نحن متحضرا .. متقدما .. ديمقراطيا « عالم المسعدين « كما كان يقول استاذنا المرحوم جورج حداد.. يلجأ المواطنون الى المقاطعة ، وخاصة ربات البيوت..وقد رأينا ذلك على شاشات التلفزيون ذات مساء..
رأينا سيدات بريطانيا يقاطعن البيض، ويلقين باطباق البيض في الحاويات ..
ورأينا في الدول اللاسكندنافية يقاطعون منتوجات الالبان، ويجبرون اصحاب هذه المزارع على سكب الحليب في الشوارع بعد ما انتهت مدة صلاحيته..ورأينا ..ورأينا..الخ .
«لقد ذاب الثلج، وبان المرج»..كما يقول المثل العربي..وثبت ان هناك حكومات ،غير جادة في مكافحة نيران الاسعار، وفي الحد من هذه النار المستعرة، التي حرقت وتحرق الفقراء، وذوي الدخل المحدود...
ندعو كل القوى الفاعلة ، ان تمارس دورها الطليعي، وان تخرج من حالة اللامبالاة، التي تغرق فيها، وقلب الطاولة في وجه الفاسدين والمفسدين،وأن تعيد تصحيح البوصلة، من خلال الاصرار على احداث تغيير حقيقي جذري، ومحاسبة الفاسدين، والزج بهم في السجون، واعادة اموال الدولة المنهوبة..وهذا ما نحن بحاجة اليه ..
ومن ناحية أخرى فان شهر رمضان .. شهر الجهاد الحقيقي، شهر الفتوحات العظيمة والمعارك المفصلية في الاسلام .. كبدر وحطين وفتح مكة وعين جالوت وحرب 73 ..الخ، يفرض علينا اذا كنا حقيقة نريد صوما مختلفا، يقربنا الى الله، ان نعلن عن مقاطعة البضائع والمنتوجات الاسرائيلية، وتشكيل لجان تتولى توعية المواطنين باسماء هذه المنتوجات ، وخطورة الاستمرار في التطبيع مع عدو يحتل القدس والاقصى، ويقذف اهلنا في غزة، وكل يوم، بجحيم الموت والدمار و الاسلحة المحرمة دوليا «الفوسفور الابيض» ..
المفارقة المؤلمة ..ان المقاطعة الاقتصادية لمنتوجات العدو « بي.اتش.دي» وفي اغلب دول العالم، حققت نتائج باهرة، وكسرت ظهر اقتصاد العدو، بعد تكبيده خسائر بمئات المليارات من الدولارات، وامتدت لتشمل مقاطعة جامعات العدو واكاديميه، في ظل رفض هذه الجامعات التنديد بعنصرية هذا الكيان الغاصب، كما فعل المؤرخ الاسرائيلي المعروف « ايلان بابيه».. في حين بقيت اسواق عربية، مفتوحة امام بضائع ومنتوجات العدو ..
باختصار..
رمضان يفرض علينا وقفة حقيقية، للخروج من دائرة اللامبالاة، ومستنقع الانتظار، والمبادرة بمقاطعة المواد الاستهلاكية التي ترتفع اسعارها في رمضان، ومقاطعة منتوجات العدو، ومقاطعة ونبذ المطبعين ..من يستقون «بالشيكل» ويحالفون «شيلوك» .. ومن يطعنون المرابطين والاقصى والقيامة والقدس..
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
وكل عام وانتم جميعا بخير..




وسوم: #الصيام


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :