-

اقتصاد

تاريخ النشر - 23-04-2019 09:48 AM     عدد المشاهدات 374    | عدد التعليقات 0

فريز: تطورات إيجابية ومشجعة على أداء الاقتصاد الوطني منذ العام الماضي

الهاشمية نيوز - اكد محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور زياد فريز ان الجهاز المصرفي الاردني يتمتع بالقدرة والجاهزية العالية لتوفير التمويل اللازم لنشاطات القطاع الخاص.
وقال خلال حلقة نقاشية نظمتها مساء امس الاول جمعية رجال الاعمال الاردنيين، ان الجهاز المصرفي الاردني سليم ومتين وقادر على تحمل الصدمات والمخاطر المرتفعة لتمتعه بمستويات مرتفعة من رأس المال التي تعد بمنطقة الشرق الأوسط ومستويات مريحة من السيولة.
واضاف الدكتور فريز ان الجهاز المصرفي استطاع الحفاظ على سلامة ومتانة أوضاعه المالية والإدارية رغم الأزمات المالية والاقتصادية العالمية وظروف عدم الاستقرار بالمنطقة وتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي.
واكد ان البنوك الاردنية تمكنت من الحفاظ على نسبة الديون غير العاملة من إجمالي الديون ضمن مستويات متدنية بلغت 6ر4 ٪ فيما بلغت نسبة تغطية المخصصات لها 76 ٪ بالاضافة لنمو التسهيلات الائتمانية العام الماضي بنسبة 8ر5 ٪ وودائع العملاء 2 ٪.
وبين الدكتور فريز ان البنك المركزي قام بتوسيع مظلته الرقابية لتشمل شركات التأمين والشركات المالية غير البنكية بما فيها شركات التمويل الأصغر لتنويع مصادر التمويل وتحسين فرص الحصول على التمويل، خصوصاً للمشاريع متناهية الصغر والصغيرة.
واشار الى ان البنك المركزي قام كخطوة أولى لإخضاع جميع الشركات مقدمة الائتمان الى رقابته واعد دراسة معمقة للوقوف على عدد وحجم وأنشطة هذه الشركات وبما يسهم بالحد من صيرفة الظل وادماجها بالنظام المالي الرسمي لتكون شريكا مكملا لدور البنوك بمنح الائتمان وسد الفجوة التمويلية للعملاء غير المخدومين من القطاع البنكي.
وقال ان نظام سعر صرف الدينار الثابت الذي يتبناه البنك المركزي بنجاح منذ عام 1995 يمثل الركيزة الأسمية للسياسية النقدية، وأحد أبرز دعائم الاستقرار النقدي والمالي والثقة بالاقتصاد الوطني.
واضاف ان البنك المركزي يلتزم بالحفاظ على سعر الصرف الحالي، وعلى جاذبية الموجودات المحررة بالدينار مقابل الموجودات المحررة بالعملات الأخرى.
واكد ان سعر الصرف الحالي يتوافق مع سعره التوازني طويل الأجل كما تعكسه اساسيات الاقتصاد الوطني وهي نتائج تتوافق أيضا مع دراسات قامت بها المؤسسات الدولية وخاصة صندوق النقد الدولي.
وتابع ان ذلك يعززه امتلاك البنك المركزي لرصيد مرتفع من الاحتياطيات الاجنبية يتجاوز حاليا 13 مليار دولار، وهو مستوى يكفي لتغطية 2ر7 شهراً من مستوردات المملكة من السلع والخدمات، أي ما يزيد عن ضعف المعدل المتعارف عليه دولياً البالغ 3 أشهر.
وفيما يتعلق بأسعار الفائدة في الاقتصاد الوطني، لفت الدكتور فريز الى ان البنك المركزي يستند البنك المركزي في تعديلها إلى جملة واسعة من المعطيات والحقائق والقراءات العلمية والمهنية الدقيقة والمستقلة، لمؤشرات الاقتصاد الوطني، وكذلك مؤشرات الاقتصادات الإقليمية والدولية.
واكد ان البنك المركزي يعلم الانعكاسات المحتملة على مختلف قطاعات الاقتصاد الوطني لأي إجراء يتخذه بهذه الخصوص، لا سيما كلفة الاقتراض من مؤسسات الجهاز المصرفي.
وشدد ان المحافظة على الاستقرار النقدي، بكافة مكوناته يمثل أولوية للبنك المركزي التي نجح في تنفيذها وبلورتها إلى حقائق ملموسة على أرض الواقع، مما عزز من مصداقيته وثقة المتعاملين معه.
وقال الدكتور فريز» لم يغب عن بال البنك المركزي، وهو يمارس ذلك الدور، أهمية توفير السيولة الملائمة لمؤسسات الجهاز المصرفي، للحفاظ على قنوات تمويل مستقرة وذات كلفة مناسبة للنشاط الاقتصادي».
واضاف ان البنك المركزي يمضي قدما مُنذ عام 2012، عبر برنامجه لإعادة التمويل، في توفير التمويل المُيسر للبنوك، بأسعار فائدة ثابتة ومتدنية وخاصة للمناطق خارج العاصمة عمان، وبآجال سداد تصل إلى 15 سنة.
وبين ان إجمالي التمويل المتاح حالياً عبر هذا البرنامج يصل لنحو 2ر1 مليار دينار تم منح ما يزيد على 600 مليون دينار للقطاعات التي يستهدفها البرنامج وهي الصناعة والسياحة والطاقة المتجددة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاستشارات الهندسية والصحة والنقل، والتعليم.
كما تم توفير خطوط ائتمان للمشاريع الصغيرة والمتوسطة يتم إعادة اقراضها من خلال البنوك المرخصة بالتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية بقيمة 440 مليون دولار تم اقراض 252 مليون دولار منها بالإضافة إلى مساهمة هذين البرنامجين خلق ما يزيد على 14 ألف فرصة عمل حتى الآن، وأسهما في إبقاء أسعار فائدة الإقراض في السوق المصرفية ضمن حدود مناسبة، مقارنة بأسعار الفائدة على الودائع، كما يعكس ذلك انخفاض هامش سعر الفائدة بين القروض والودائع خلال عام 2018 بمقدار 88ر0 نقطة أساس بفعل ارتفاع أسعار الفائدة على الودائع بشكل ملموس مقارنة بأسعار الفائدة على التسهيلات.
واوضح الدكتور فريز ان الاقتصاد الاردني تعرض خلال السنوات العشر الماضية إلى تحديات عميقة فرضت نفسها بقوة على صانع القرار ما الزم أن يواجه اقتصاد صغير محدود الموارد كاقتصاد الأردن، تداعيات أزمة مالية واقتصادية عالمية في قلب بيئة إقليمية ملتهبة سياسياً وأمنياً واجتماعيا أدت إلى إغلاق شبه كامل في حدوده البرية وطرق تجارته الخارجية لتبقي صادراته شبه معزولة عن اسواقه المحيطة وهي التي تشكل أكثر من 36 ٪ بالمتوسط من حجم تجارة الأردن الخارجية.
ولفت الى ان دراسات البنك المركزي اكدت ان التوترات السياسية في المنطقة واغلاق الحدود كلفا الأردن خلال السنوات الثماني السابقة فرصاً تصديريه ضائعة تقدر بنحو 20٪ من الناتج المحلي الاجمالي، واصفا ذلك بانها خسارة ليست بالقليلة على شتى القطاعات.
وبين محافظ المركزي ان الحاجة تبدو اليوم لاعادة تقييم أداء ونتائج بعض اتفاقيات التجارة التي أبرمها الأردن مع العديد من دول العالم ومراجعة شروطها وقدرتها على تحقيق أهدافها وضمان ان تتوزع مكتسباتها والفرص الناجمة عنها بشكل أكثر عدالة بين أطرافها، بما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.
وبهذا الصدد، اشار الى ان البنك المركزي قدر حجم الإعفاءات الجمركية التي منحت للمستوردات من تركيا لوحدها، ضمن اتفاقية التجارة الحرة بنحو 322 مليون دينار خلال الفترة (2017-2011)، دون أن يصاحب ذلك نمو نوعي او كمي يذكر في الصادرات الوطنية وفي تدفقات الاستثمار من تركيا.
وتابع ان الصادرات الوطنية إلى دول الاتحاد الأوروبي ما زالت تراوح مكانها منذ سنوات ولا تتجاوز 0ر3 ٪ من إجمالي صادرات المملكة رغم وجود اتفاق تبسيط قواعد المنشأ مع الاتحاد الأوروبي وتخفيف شروطها مؤخراً.
واكد ان الاردن اظهر خلال السنوات الماضية مرونة عالية وقدرة كبيرة في التعامل مع التحديات والمستجدات وخرج كعادته اكثر قوة وتماسكا، واشد عزما وإصراراً من أي وقت مضى على العمل الجاد دون إبطاء.
واشار الى ان الاقتصاد الأردني ورغم من كل الظروف والصعاب تمكن من تجاوز الأصعب والاستمرار في تحقيق معدلات نمو موجبة، وإن كانت دون المستويات المأمولة، مرجعا ذلك للتصميم على نهج الإصلاح المالي والاقتصادي رغم صعوبته.
وبين ان مسار النمو الاقتصادي الشامل والمستدام يتطلّب من الجميع عدم الركون والاسترخاء ومواصلة البناء على ما تم تحقيقه من إنجازات وتنفيذ الإصلاحات المتبقية، دونما ابطاء او تردد، موضحا ان الإصلاح المنشود لا يقتصر على الحكومة او القطاع العام بل يتعدى ذلك الى مختلف شركاء الاقتصاد، بما فيهم القطاع الخاص.
واوضح فريز ان قادة الأعمال عنصرا أساسيا وشريكا استراتيجيا بالعملية التنموية والإصلاحية ولا يمكن أن يجني الوطن الثمار الحقيقية للإصلاح ما لم يمد القطاع الخاص يده بالعون والمساعدة، وتحمل المسؤوليات في الإصلاح والتغيير نحو بناء اقتصاد قوامه المعرفة والتكنولوجيا وتنوع الخدمات وجودتها، اقتصاد تنافسي يحفز الابتكار ويدعم الابداع.
واشار الى ان لغة الارقام تؤكد وجود تطورات إيجابية مهمة ومشجعة في أداء الاقتصاد الوطني بدأت خلال العام الماضي وما زالت مستمرة منها انخفاض عجز الموازنة العامة إلى 4ر2 ٪ من الناتج المحلي الاجمالي في 2028 مقارنة بالمستويات المرتفعة التي وصل إليها عام 2012 والبالغة 3ر8 ٪.
واشار الى تراجع عجز الحساب الجاري نهاية العام الماضي لاقل من نصف مستواه في عام 2012 ليصل إلى 7٪ فقط من الناتج المحلي الاجمالي وبانخفاض فاق ثلاث نقاط مئوية عن مستواه في عام 2017.
ولفت محافظ المركزي الى تحسن النمو في الصادرات الوطنية خلال العام الماضي قياساً بعام 2017، فيما يشهد العام الحالي زخماً ملفتاً في نموها كما تُظهره البيانات المتاحة حيث وصل الى 6ر13٪ خلال الشهر الاول من العام الحالي مدفوعة بنمو الصادرات للعراق والولايات المتحدة وبعض الدول الآسيوية.
وحسب فريز سجل الدخل السياحي خلال العامين الماضيين نمواً قوياً تراوح حول 14٪ سنويا وواصل هذا النمو الإيجابي خلال الربع الأول من العام الحالي ليزيد 2ر5 ٪ كما عاودت حوالات الاردنيين العاملين في الخارج للارتفاع بالشهرين الأولين من العام الحالي لتنمو بنسبة 0ر4 ٪ بعد تراجعها العام الماضي.
وفيما يتعلق بالمؤشرات النقدية، اكد محافظ المركزي انها كانت إيجابية في مجملها خلال العام الماضي وتبشر بأداء أفضل بالعام الحالي حسب توقعات البنك، الى جانب ان معدل التضخم لم يتجاوز 1 ٪ خلال الربع الأول من العام الحالي قياسا بأكثر من 3 ٪خلال الربع الأول من العام الماضي.
وقال « رغم من بوادر التحسن هذه إلا أن الانخفاض في تدفق حجم الاستثمار الأجنبي إلى جانب تباطؤ أداء قطاع الصناعات الاستخراجية الذي يُعد القطاع الاكثر تقلباً في أدائه لارتباطه بالطلب والمنافسة العالمية اسهم بتسجيل الاقتصاد الوطني نمواً نسبته 9ر1٪ خلال العام الماضي».
وتابع « رغم ان معدل النمو الاقتصادي لا يزال دون مستواه طويل الاجل إلا أنه جاء أعلى بنصف نقطة من متوسط معدل النمو لدول الـشرق الأوسط وشمال افريقيا البالغ 4ر1 ٪ كما أنه يرتفع إلى 0ر2٪ بالمقارنة مع 9ر1٪ خلال عام 2017 في حال استثناء قطاع الصناعات الاستخراجية».
واشار الى القطاع الخاص يؤدي دورا محوريا في عملية التنمية باعتباره المُشغل الأكبر للأيدي العاملة حيث يوظف نحو 60 ٪ منها واستحدث خلال السنوات الستة الماضية ما يزيد على 200 ألف فرصة عمل، ويسهم بأكثر من 80٪ من الناتج المحلي الإجمالي.
ورغم هذا الدور، بين فريز ان قطاع الاعمال بالمملكة ما زال يعاني من محدودية العلاقات والتشابكات مع قطاعات الاعمال والشركاء الدوليين، موضحا ان 5٪ فقط من الشركات المحلية يشارك في ملكيتها مستثمرون اجانب بنسبة 10٪ فأكثر، وهي نسبة تقل عن المتوسط لدول المنطقة.
واشار الى ان نسبة الشركات (حوالي 7 بالمائة ) التي حازت على شهادات الجودة الدولية تقل أيضاً عن المتوسط لدول المنطقة البالغ 5ر13 بالمائة بالاضافة لقلة عدد الشركات الأردنية القادرة على التصدير.
واوضح الدكتور فريز انه بالاستناد على بعض الاستطلاعات، فإن حوالي 20٪ فقط من الشركات الاردنية أفادت بأن سوقها الأولي هو سوق تصديري، كما أن نسبة تركز شركات التصدير منخفضة إذا ما قورنت بالشركاء التجاريين للمملكة.
وقال انه في ظل المنافسة الدولية وثورة الاتصالات والتحولات التكنولوجية والمالية السريعة فإن المنافسة التي يواجهها الاقتصاد الوطني اصبحت اقوى من أي وقت مضى ولا تقتصر على المنافسة خارج حدود الوطن وإنما أيضاً في الداخل.
واضاف ان القطاع الخاص المحلي يحتاج إلى التكيّف بشكل دائم مع هذه التحولات في البيئة الاقتصادية والمنافسة سريعة التغير ما يتطلب خدمات دعم قابلة للتكيف وتطوير البنية التحتية للخدمات المادية والمالية،
وتابع ان ما نحتاجه فعلاً هو القدرة على الإنتاج بكفاءة وفعالية لتضييق الاختلالات الخارجية والداخلية وفي ظل القيود المالية والاقتصادية الحالية، فإننا مطالبون، حكومة وقطاع خاص على حد سواء بالقيام بالمزيد باستخدام القليل المتاح وهنالك حاجة إلى تحسين الكفاءة وإيجاد وسائل جديدة للمهام التقليدية.
واكد ان الأردن اليوم يواجه منافسة عالية من دول المنطقة باستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية ينجح فيها من يواكب الإصلاح وينفذ سياسات جادة تؤسس لبيئة حاضنة للاستثمار، ورغم نجاح المملكة باستقطاب بعضها الا انها ما زالت غير كافية للنهوض بالاقتصاد الوطني ونقل المعرفة والتكنلوجيا المصاحبة لها.
وشدد على ضرورة ان يتم التركيز بالمرحلة على مواصلة إصلاح البيئة الاستثمارية وزيادة سهولة ممارسة الاعمال، موضحا ان ترتيب الاردن في تقرير ممارسة الأعمال لعام 2019 تظهر ان المملكة تحتل المرتبة 104 من أصل 190 دولة رغم تحقيقها قفزة نوعية بواقع 52 مرتبة في مؤشر الحصول على الائتمان خلال العامين الماضيين.
ولفت الدكتور فريز الى جملة إجراءات عديدة اتخذت لتحسين بيئة الاستثمار وممارسة الأعمال بالأردن، سواءً على المستوى التنظيمي او التشريعي، مثل إقرار قوانين الاعسار وضمان الحقوق بالأموال المنقولة فيما الجهود جارية لبناء شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، لا سيما عبر التوجه لتعديل قانون الشراكة بحيث يشمل كافة القطاعات بلا استثناء، في ظل ان عدد المشاريع قيد الإنجاز ضمن إطار قانون الشراكة بلغ 16 مشروعاً بقيمة 525 مليون دينار وهناك طموحات لمضاعفتها على المدى المتوسط.
وبهذا الصد اكد ، اهمية توفير البيئة المناسبة لمزيد من الاستثمار في القطاعات التي تمتلك ترابطات أكبر مع باقي قطاعات الاقتصاد الوطني للمساهمة في تحقيق التنمية الشاملة.
وقال « لدى تتبع تدفق الاستثمار تاريخياً، يلاحظ أن نسبة كبيرة من هذه الاستثمارات توجهت نحو قطاعات ذات قدرة أقل على توفير الوظائف وإحداث تنمية ملموسة في الاقتصاد».
واضاف ان الاردن لديه العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة بقطاعات يمتلك فيها ميزة نسبية ولديها القدرة على خلق فرص العمل كالسياحة والتكنولوجيا وريادة الأعمال والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والخدمات المهنية عالية المهارات، داعيا القطاع الخاص للاستثمار فيها والاستفادة من المزايا النسبية التي تتمتع فيها.
واكد ان الشمول الاقتصادي الذي يضمن الوصول العادل إلى الفرص الاقتصادية ضروري لاستدامة اقتصادات السوق، مبينا ان هذا لا يمكن أن يتحقق دون الاستفادة من إمكانات القطاع الخاص وقدراته الرائد في خلق مسارات التشغيل والتدريب لجميع الفئات وخصوصاً الشباب والنساء والفئات الأقل حظاً في المناطق النائية.
واشار الدكتور فريز الى ان الشمول الاقتصادي أصبح الهدف الذي تسعى اليه كل الدول، نظراً لكونه يضمن تكافؤ الفرص بين كافة الطبقات الاجتماعية ومستويات الدخل، للمشاركة في الحياة الاقتصادية، وجني عوائدها دون تحيز.
واوضح ان تحقيق الشمول الاقتصادي يتم من خلال إحداث تغييرات ضرورية من خلال قيام المجتمعات بزيادة الفرص الاقتصادية للأفراد وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق وفرص التعليم والتوظيف، وريادة الأعمال الى جانب اكتساب الأفراد القدرات اللازمة للإسهام بشكل منتج، والاستفادة من فرص السوق.
وبين ان الشمول الاقتصادي لا يتحقق بالشكل الأمثل ما لم يرافقه شمول مالي الذي يعد أحد مفاتيح المجتمعات المزدهرة، ويرتكز على عدد من المحاور الأساسية المتمثلة بتوفير الوسائل والأدوات التي تُيسر سبل الوصول إلى الخدمات المالية، والذي لا يتحقق دون ان يرافقه نشر للثقافة المالية.
وقال الدكتور فريز ان الشمول المالي يضمن الحصول على التمويل من قبل جميع فئات المجتمع وقطاع الأعمال وخصوصاً المشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، بالاضافة لخلق تاريخ مالي رسمي أو هوية مالية للفئات المستبعدة ماليا وحماية المستهلك المالي، وإتاحة الخدمات المالية المتنقلة.
واضاف ان المركزي اطلق الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي قبل عامين وأنشأ دوائر متخصصة في البنك تعنى بذلك بهدف زيادة الثقة والتنافسية في النظام المالي والمصرفي وتحسين نوعية وجودة الخدمات المالية المقدمة للعملاء، بما يسهم في تشجيع الافراد وزيادة إقبالهم على استخدام الخدمات المالية.
واشار ايضا للعديد من الخطط والاستراتيجيات الوطنية التي نُفّذت بهدف تشجيع ريادة الاعمال وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مثل إطلاق صندوق الريادة بتمويل من البنك الدولي والبنك المركزي الأردني وإنشاء لجنة لريادة الأعمال تضم مجموعة واسعة من ممثلي الشركات الناشئة وحاضنات الأعمال والقطاع الحكومي.
ودعا الدكتور فريز القطاع الخاص للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في الأردن والمنطقة، وخصوصاً الفرص التي يتوقع ان توفرها مرحلة إعادة الإعمار في الدول المجاورة، والتي قدرت في العراق لوحده بما يزيد على 60 مليار دولار.
كما دعا محافظ المركزي القطاع الخاص للانخراط في تشكيل عناقيد إنتاجية، لا سيما للمنشآت الصغيرة والمتوسطة والاستفادة من المزايا التي توفرها هذه العناقيد، خاصة في مجال خفض تكلفة الإنتاج وزيادة تنافسية المنتجات الوطنية إقليميا وعالميا وبما ينعكس في زيادة التصدير، وزيادة المساهمة في سلاسل القيمة او «الإنتاج» العالمية وفتح آفاق جديدة للاستثمار.
وقدم فريز قراءة في المشهد الاقتصادي الدولي مشيرا الى ان السنوات الماضية افرزت تحديات كبيرة للاقتصاد العالمي ما زال يعاني منها حتى الآن، فبعد الازمة المالية العالمية لم يلبث أن أفاق على أزمة الديون السيادية الأوروبية رافقها تذبذبات كبيرة وغير مسبوقة في أسعار السلع الأساسية وأهمها النفط الخام الى جانب زيادة أسعار الفائدة الأمريكية منذ نهاية عام 2015، وما تركته من ضغوط على الاقتصادات الناشئة بما فيها منطقتنا.
وبين ان الاقتصاد العالمي وبعد بدء تعافي والنمو القوي الذي سجله عام 2017 وبدايات العام الماضي عاد ليشهد تراجعاً في زخم نموه منذ النصف الثاني من عام 2018، وانخفض نموه المتوقع لعام 2019 إلى 3ر3 ٪ و 6ر3 ٪ العام المقبل وهي المرة الثانية خلال ثلاثة أشهر التي يخفض فيها الصندوق من توقعاته للنمو العالمي.
بدوره، اكد رئيس جمعية رجال الاعمال الاردنيين حمدي الطباع ان وجود نطام مالي متطور وكفوء يعتبر من العوامل المهمة في تطوير وتحفيز النمو الاقتصادي وهو ما تتمتع به المملكة من جهاز مصرفي سليم ومتين قادر على تحمل الصدمات والمخاطر نتيجة تمتع البنوك بمستويات مرتفعة من كفاية رأس المال والتي تعتبر الأعلى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واشار الى ان السياسات النقدية الانكماشية التي اتبعها البنك المركزي خلال العام الماضي أثرت سلباً على تكلفة الإقراض وتمويل المشاريع والنفقات التشغيلية للقطاعات الاقتصادية من خلال رفع أسعار الفائدة على الإقراض لاكثر من مرة.
وبين ان الاقتصاد الأردني عانى العديد من التحديات الجيوسياسية التي انعكست آثارها سلبا على الأداء الاقتصادي بالإضافة إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات التقشفية والتصحيحة والتي كانت لها آثار إنكماشية على مستوى النشاط الاقتصادي خاصة في ظل السياسات المالية والنقدية الانكماشية التي أثرت سلبا على الطلب العام الاستهلاكي والاستثماري .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :