تاريخ النشر - 09-04-2019 10:26 AM عدد المشاهدات 628 | عدد التعليقات 0
ضرب الحبيب وأكل الزبيب
الهاشمية نيوز -
طلعت شناعة
لا اعرف صاحب مقولة « ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب» والتي يُضاف إليها عبارة « وحجارته حَبّات رُمّان «. ولا في أية مناسبة قيلت، باستثناء بعض الاجتهادات التي قرأتُها في معاجم اللغة العربية. ووجدتُ مثلها في اللغة الإنجليزية.
وذات يوم كنتُ ضيفاً على « اتحاد نسائي «. وبعد ان استمعتُ الى ما قالته النساء « المُعنّفات» من ازواجهنّ،او ما يُسمّى « العُنف ضد المرأة «، بدأ عرقي « يزرب « من « الخجل « و» شعرتُ بالعار» مما يفعله بعض الرجال بزوجاتهم.
ولكنني عندما طلبت مني مديرة الاتحاد ـ وقتها ـ ان اقرأ على الحاضرين شيئا من « خواطري النثرية / الغزليّة»..،أحسستُ ان بعض الجالسات « تعاطفن معي» بعد الذي سمعنه من « آهاتي والامي التي سببتها المحبوبة لي بتمنّعها وغيابها وتعنّتها .. الخ الخ « من أشكال المعاناة التي سببتها لي.
وعندما خرجنا ، اصرّ احد الرجال الحاضرين مرافقتي الى الشارع ، واسرّ لي و « وشوشني» أنه تعرض للضرب والإساءة من قِبَل زوجته. واشار الى « ظهره» وقال: هووون محل الضربة !!.
فأدركتُ ان هناك « عنفاً / مُتبادَلاً «،وان كانت « الكفّة تميل لصالح الرجال الذكور « بحكم طبيعة مجتمعنا « الذكوريّة «.
زماااان وانا في سنّ المُراهقة ، كان ثمة اغنية للمطرب ذياب مشهور تقول كلماتها :
« ضربني او ظربني بخنجره الشامي وبصوابه دقدق اعظامي».
وقتها، لم اكن أُدْرك كيف « تحمّل / الضحيّة ، كل ذلك الضرب حتى وصل به الأمر الى « عظامه التي تعرّضت لـ « الدقدقة» ؟
ومن العراق، ظهرت في الماضي اغنية شهيرة غناها اكثر مطرب ومطربة ،عنوانها « بين العصر والمغرب».
ومن كلماتها :
« لا تضربني لا تضرب
كسّرت الخيزارانة
صار لي سنة وست اشهر من ظربتك وجعانة «. والكلام يعبّر عن « أُنثى « عاشقة تتعرض للضرب المبرّح من قِبَل حبيبها « الشّرس». ومع ذلك تتابع قائلة :
« والله لانصب مرجوحة من سطوحي لسطوحه «.
أيّة رغبة في الضرب تحمل « ثقافتنا وتراثنا الغنائي والاجتماعي ؟
وكيف نستسلم لمقولة « غبيّة «، تؤكد «ظُلْماً وبُهتاناً وإفكا « ، أن « ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب ؟
هل نحن « ساديون «،نتلذّذ بتعذيب الآخرين واحيانا « مازوشيين « نستمتع بتعذيب انفسنا ؟
هل هو فعلا « زبيب» أم « زفت» أم أي شيء آخر ... ؟؟