-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 19-03-2019 11:02 AM     عدد المشاهدات 471    | عدد التعليقات 0

الأزواج الرومانسيون العشّاق

الهاشمية نيوز -
محمد داودية

هل يوجد زوج مثل كمال ؟
هل توجد زوجة مثل إلهام ؟
لا أشك، لكنني اعتقد ان الإخلاص الباهر المذهل الذي في حالة كمال والهام، اخلاص موجود، لكنه نادر الحدوث في العالم.
وتعالوا نذهب الى النقاط والشواهد والحكايات الواقعية الفريدة المضيئة الجميلة في حياتنا، بعيدا عن ضغط الحياة اليومية وهمومها، المليئة بالحروب والكوارث والرعب والمصائب والمذابح والغثاء المنفر على منصات التواصل الاجتماعي.
تعالوا نُعلي شأن القيم والنبل والعشق والمحبة لأنها تجعل حياتنا جميلة بهيجة، أقل قسوة ورداءة، وتمكننا من التحمل الضروري كي لا ننهار تحت وطأة الظروف الاقتصادية والسياسية القاسية.
حكاية كمال فرحان السهاونة ابو فراس، زميل الدراسة في المفرق، حكاية نادرة متفردة لم اعرف لها مثيلا في حياتي.
يقيم صديقي كمال في المفرق بعد رحلة اغتراب وكفاح، في دولة الكويت الشقيق، امتدت 27 عاما قال عنها: «عشت حياة طيبة جدا، مع شعب عروبي راقٍ طيب».
صبّ كمال حصيلة اغترابه في تعليم ابنائه فراس وطارق ووليد وفرحان ونانسي، الذين هم الآن في اعلى الدرجات العلمية والأخلاقية.
مأثرة كمال الفريدة، انه يذهب كل يوم بلا انقطاع، الى المقبرة الواقعة في منطقة شويكة غرب المفرق، لزيارة قبر زوجته الهام، التي رحلت في 2018.3.18 قبل سنة.
سألته: هل تزور قبرها كل يوم، صيفا وشتاء، اخي كمال؟
قال ابو فراس: نعم، نعم.
سألته: لماذا لا تكون الزيارة كل أسبوع او كل سنة ؟
قال: لأنها بتستاهل.
واضاف: هل تتخيل انني احس بالتقصير تجاهها ؟ أم فراس هي الغائبة الحاضرة التي تعيش معي واعيش على ذكراها.
سألته: مع الاعتذار اخي كمال، لو حصل العكس ورحلت انت قبل ام فراس، هل تتوقع أن تفعل المرحومة، مثلما تفعل انت الآن؟
قال: نعم و أكثر.
كنت على وشك أن أسأل هذا الزوج العاشق: ماذا تقول لإلهام هناك أمام الله وعلى قبرها المستلقي بهدوء في الفضاء الرحب. تراجعت فليس ثمة قاعدة تحد او تحدد انسياب العواطف وانثيال المشاعر. تراجعت فللخصوصية حرمتها.
ما أحوجنا إلى المحبة.
ما أحوجنا إلى أن نعيد برمجة علاقاتنا الانسانية والزوجية، على هدي مأثرة كمال و إلهام، التي تتوشح بنفس رومانسي ملحمي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :