-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 10-03-2019 09:53 AM     عدد المشاهدات 2002    | عدد التعليقات 0

الغجر وطلامس أسرارهم السرمدية

الهاشمية نيوز - تراهم في عينيك و تكلمهم لكن لن تعرف عنهم أكثر مما يريدونك أن تعرف.. ذلك الغموض الذي يجعلك تتسائل آلاف المرات من هم ؟؟ من أين أتوا ؟؟ ماذا وراءهم ؟؟
الغجر أو مثلما يطلق عليهم في مجتمعنا ( النّور ) حيث يقال إن تسميتهم بالنور يعود لأصل الكلمة (النُور) أي الضوء المنبعث من السماء و ذلك نسبة لجمال بنات الغجر.
لا يوجد معلومات مؤكدة عن أصول الغجر و نسبهم؛ فالبعض ينسبهم إلى الهند حيث جاءوا عن طريق هجرات للمنطقة العربية و هناك من ينسبهم إلى بني مرة البكريين قوم «جساس» الذين تشتتوا بعد صراعهم مع قوم تغلب في حرب البسوس.
الترحال و عدم الاستقرار في أي مكان هي طبيعة الغجر، و لهذا يسمون أبناء الريح و ذلك نسبة لكثرة ترحالهم و تجولهم بين المدن و البلدان، و للغجر حول العالم خصوصية و عالم آخر يميزهم عن باقي الشعوب، لغةً و نمط حياة و اعمال لا يجيدها غيرهم ، يشتهر الغجر حول العالم بالتجوال بين المدن و الرقص و الغناء و السحر و الاستعراض؛ حيث يجلبون الفرح الى اي مكان يصلون اليه و هذا الفرح الذي يعطونه للجمهور هو مصدر دخلهم.
اما الغجر في الاردن الذين يسكنون اطراف ضواحي العاصمة عمان او اطراف المحافظات فتختلف طبيعة عملهم حسب مكان اقامتهم. فالغجر المقيمون في الغور و اربد و مادبا يعملون في الزراعة. اما الغجر الساكنون في العاصمة عمان يعملون كباعة متجولين على اشارات المرور او في الشوارع الرئيسية بين المدن.
و اشتهر الغجر بشكل كبير في الاردن بتصليح الاسنان حيث كان من الشائع في العقود الماضية ان ترى خلال تجوالك في مدينة عمان احد الغجر يسير و بيده شنطة تحتوي على معدات الاسنان، كما اشتهروا ايضا بتركيب الاسنان الذهبية؛ لكن اليوم لم يعد هناك الكثير منهم و ربما انهم لم يعودوا يمارسون هذه المهنة.
و النساء الغجريات لهن دور كبير في الاسرة الغجرية اذ تعتبر المرأه الغجرية امراة مسؤولة و عاملة بامتياز؛ حيث يعملن في جمع الخردة و من ثم بيعها لاعادة تدويرها، وهنا يفضل الكثير من الغجر الاقامة في خيمهم جانب التجمعات الصناعية؛ حيث تتواجد الخرده بشكل اكبر؛ ما يزيد فرصة الحصول على دخل افضل من اي مكان اخر.
يعرفن نساء الغجر اكثر من الرجال و ذلك يعود للاثواب التي يرتدينها بالوان زاهية مع ارتداء شال عل الرأس يخفي على استحياء الشعر الاشقر الذهبي المتدلي على اجفانهن، يسرن كمجوعات و يحملن اطفالهن. اطفال كأزهار قطفتها الحياة التي ولدوا ليعيشوها و لم تكن من اختيارهم.
و هناك الكثير من الغجر رحلوا من الخيام الى مساكن و انخرطوا بالمجتمع الاردني والعديد منهم اكملوا تعليمهم و يعملون بعدة مجالات و لعل من اشهرهم الفنان الراحل عبده موسى الذي يعتبر ايقونة الغناء في الاردن.
الغجر في الاردن يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة و يحملون الجنسية الاردنية، على عكس بعض الدول التي لا تسمح لهم بالانخراط في مجتمعاتهم.
وبالرغم مما يمتلكون من حقوق الا ان القانطين في الخيام يفضلون هذه الحياة عن غيرها، حياة الخيام التي توفر عليهم الكثير من التكاليف و التي تبقيهم قريبين من اعمالهم، بالرغم من تنقلهم الدائم؛ و لكن هذا امر اعتادو عليه و خلقوا ليفعلوه.
هي الريح.... و هم ابناؤها.. اذا ما هبت هبوا معها و اذا ما سكنت سكنوا...






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :