-

صورة وخبر

تاريخ النشر - 09-03-2019 11:41 PM     عدد المشاهدات 3985    | عدد التعليقات 0

يوسف جبري وحيداً في شارع وصفي التل ( الجاردنز)

الهاشمية نيوز -

عمر الزيود

هنالك في شارع وصفي التل يعمل رجل بكل هدوء اسمه يوسف صبحي جبري , النظر في عيناي هذا الرجل يدعوك الى الأمل احيانا , والتحدي احيانا اخرى, والحزن في مواطن كثيرة . شعره ابيض كا هو قلبه وعيناه فيهم من الدموع الكثير الكثير ...

 


سرقت من وقته 45 دقيقة كنت انعم بطيب الكلام والذكريات الجميلة التي كان يرويها لي بتأني وكأنه يعيش لحظة الماضي , أمي جميلة وابي كان يناديني يا (ولد) وانا اناديه يا (معلم )  ، اخواني محمد خير ويحيى وزكرياوجميعهم في ذمة الله وافتقدهم كثيرا وخصوصا اخي محمد خير  , كان يتحدث بألم واضاف بيتنا في اللويبدة رائع كنا نجلس في صالة البيت في اللويبدة مع اخوتي ووالداي , يضيف احب ان اجلس مع امي في المطبخ واتذوق طبخها امي تعطيني مصروف اكثر من اخوتي وكنت اشتري لي ولهم , اعشق الجلوس في الغرفة المطلة على ادراج عمان من اجل رؤية مياه الامطار التي تشبه شلالات المياه وهي تحتضن ادراج عمان ...يوسف ما زال يتحدث بألم عن ذكرياته وأنا متابع جيد له ... أبو حمدي رفيق عمره يدخل الى المشهد والحوار الدائر بيني وبين يوسف ابو حمدي النخله العمانية التي رافقت يوسف ووفرت له بعض الأمان الانساني, احسست انه هذا الرجل اقرب الى قلب يوسف... دعوني اكمل المشهد مع يوسف. .. هناك في اللويبدة بيت عتيق لوالده صبحي جبري يا هل ترى كم تنفس فيه يوسف واخوته؟ وكم لعبوا فيه؟ يوسف يتحدث لي بعد عشرات السنين من هجر البيت الا أنني اذهب اليه ولا استطيع دخوله ! فقط اراقب شبابيك البيت وانظر الى مطبخ امي من بعيد انا خائف من دخوله لاني امي وعدتني بأنها لن تموت وستبقى معي وأخي محمد خير الذي كنت اشتري له من مصروفي تركني ايضا والصالون الذي كان يجمعنا لم يعد ممتعا مثل زمان ,وادراج عمان وامطارها ايضا لم تعد حنونه كما كانت ... اراقب حديث يوسف جبري وكأنه يرسم لوحته وبالوانه الخاصة ,يشعل سيجارته ويضيف بيتنا كان بارداً جداً في الشتاء لكن أنفاس والدي والدتتي كانت مدفأة البيت القديم ... انا اشعر بالبرد ولكن كل وسائل الدنيا ما (بدفيني) مثل انفاس أبوي وأمي قلبي يبكي كل يوم واخبأ دموعي كل لحظة على والدي صبحي واخي محمد خير واخي زكريا اما امي لن ابكي عليها وارفض البكاء عليها لانها وعدتني بانها لن تموت ... وكان والدي يعتمد علي كثيراً الحج حمدي الطباع اتصل بي وقال لي ( يا يوسف كنت انا وابوك متكفلين بعمل الخير للناس بتقدر تكمل معي ؟ ) طبعا يا ابو حسن انا بكمل عن ابوي وانا جاهز هكا كان رده على الحاج حمدي .. حاولت انا لا اشغله كثيرا ولكن يبدو لي بانه مستمتع برسم لوحته من خلال سرده لي يضيف يوسف جبري لي صديق احبه كثيرا جدا هنا الالم يبرز في كلماته وكان صديقه ايضا ابتعد عنه يحاول يوسف ان يعبر عن حبه لصديقه لكنه مرة اخرى يغير مكان جلوسه ويشعل سيجارته مرة اخرى وكأنه يعلن بان صديقه اختفى باختفاء خيوط الدخان لاأداري ما الذي يفكر به يوسف جبري وكأنني علمت بان قلبه اتسع للجميع وبدأ يضعف امام حبه للجميع .

دعوني اترتك يوسف قليلاً واعود اليه بعد أن يطفأ سيجارته التي اعلنت عن دخول اللون الرمادي الى لوحته التي بدأ يرسمها....

والد يوسف جبري هو المرحوم صبحي جبري غني عن التعريف والذي برز دوره الكبير في خدمة الناس ومحبتهم ولقاءهم دائماً.. كان المرحوم صبحي يوسف جبري يعطي جل وقته للعمل الميداني في مصالحه المترامية الأطراف، وبلا شك فقد حقق نجاحات مدهشة في ملف الاقتصاد الأردني وأعطى أفضل صورة عن قوة القطاع الخاص ومصداقيته في ذلك الوقت..

المرحوم صبحي جبري لم يرتكز في عمله بمعاقبة هذا العامل أو المسؤول في مصلحته.. أو التركيز على الاستراتيجيات الورقية هي خوض في الفراغ، بل كان يرتكز على على حب العمل وتوفير سبل الراحة للموظف لتنعكس على الزبون القاصد مطعم جبري . لقد نجح الرجل في بناء صورة المستثمر القوي الذي ينجز العمل ويحس بالناس ويفضل مخافة الله في العمل..

العودة الى يوسف جبري الذي عاد الينا متشوقاً في الحديث ويرشدنا على مجموعة صور تحيط في مكتبه في جبري المركزي , وصور ايضا تعود لعائلته وبعض المقتنيات الجميلة التي تعود بنا الى الزمن الجميل .

ينادي يوسف جبري بعض العاملين في المطعم اثناء الحوار معه والذين زاملوه منذ عشرات السنين كان فرحا بوجودهم حوله (علي , اياد , عمر , شبلي , حسين ) وكأنه ينادي على اخوته(محمد خير ويحيى وزكريا ) ...

يكمل يوسف جبري حديثه بأنه سعيد جداً بأن اسم ( جبري ) وصل الى العالمية من خلال المعارض والندوات وورش العمل العالمية وكان ذلك أحد طموحات والده صبحي جبري ... ويضيف وضعت صورة اخي محمد خير كصورة غلاف على أحدى منتجاتنا وقمنا بتصديرها للخارج تعبيرا عن جزء من محبتي لاخي المرحوم محمد خير .

غادرت مكتب يوسف جبري وبقي وحيدا هو في شارع وصفي التل (الجاردنز ) لعلني التقيه مرة أخرى وهو بأفضل حال.



 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :