-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 05-03-2019 11:28 AM     عدد المشاهدات 551    | عدد التعليقات 0

مجالس الذكر

الهاشمية نيوز -
د.حسان ابوعرقوب

مجالس الذكر ظاهرة بدأت بالانحسار في بلدنا الغالي، حيث يجتمع الناس على التسبيح والتهليل، والصلاة والسلام على خير الأنام، وقراءة القرآن، وغيرها من الأذكار. حتى وصل الأمر إلى أذكار ما بعد الصلاة، فلا تجد من يذكّر الناس بها، أو يعلمها لهم. ولو اقتصر الإمام على صلاة واحدة يجهر بها بالأذكار على نية تعليم الناس وتذكيرهم لكان حسنا.
فريق من الأئمة يهربون من الذكر الجماعي أو رفع الصوت بالذكر خوفا من الوقوع في (البدعة) مع أن الحديث الذي يرويه ابن عباس رضي الله عنهما، والمتفق على صحته يقول: ( أَنَّ رَفْعَ الصَّوْتِ بِالذِّكْرِ حِينَ يَنْصَرِفُ النَّاسُ مِنَ المَكْتُوبَةِ كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: « كُنْتُ أَعْلَمُ إِذَا انْصَرَفُوا بِذَلِكَ إِذَا سَمِعْتُهُ «. وروى البخاري عنه: ( كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّكْبِيرِ ).
وقد سئل الإمام السيوطي عن عقد حلق الذكر والجهر به في المساجد، ورفع الصوت بالتهليل، هل ذلك مكروه أو لا؟ فأجاب: (إنه لا كراهة في شيء من ذلك، وقد وردت أحاديث الجهر بالذكر، وأحاديث تقتضي الإسرار به، والجمع بينهما: أن ذلك يختلف باختلاف الأحوال والأشخاص، كما جمع النووي بمثل ذلك بين الأحاديث الواردة باستحباب الجهر بقراءة القرآن والواردة باستحباب الإسرار بها) وساق السيوطي أحاديث كثيرة تفيد جواز الجهر بالذكر، منها على سبيل المثال:
ما رواه البخاري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه» والذكر في الملأ لا يكون إلا عن جهر.
أتمنى أن تعود مجالس الذكر لسابق عهدها، وأن يرفع الناس أصواتهم بذكر الله، والصلاة على سيدنا رسول الله، بدل رفعها بالخصومة والشجار، أو طلب الجمع بين الصلوات.




وسوم: #مجالس


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :