-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 03-02-2019 09:32 AM     عدد المشاهدات 412    | عدد التعليقات 0

(فنزويلا) تشعل الحرب الباردة وسباق التسلح من جديد

الهاشمية نيوز -
كمال زكارنة


تذكرنا التجاذبات والتدخلات الخارجية بالشؤون الداخلية الفنزويلية، بأزمة صواريخ كوبا في العام 1962 من القرن الماضي، وان كانت اقل منها حدة، التي كادت ان تشعل حربا نووية بين القطبين الاقوى في العالم في ذلك الوقت الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الامريكية، في اطار الحرب الباردة، وقورنت آنذاك أزمة الصواريخ الكوبية بـحصار برلين كواحدة من أشد المواجهات خلال الحرب الباردة، وتعتبر تلك الأزمة اعنف أزمة كادت أن تؤدي للمواجة النووية.
وفي شهر آب 1962 وفي أعقاب عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة لإسقاط النظام الكوبي (غزو خليج الخنازير وعملية النمس) شرعت حكومتا كوبا والاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى في كوبا، والتي تعطي الإمكانية لضرب معظم أراضي الولايات المتحدة، حيث بدأ هذا العمل بعد نشر صواريخ ثور في بريطانيا ضمن مشروع إميلي سنة 1958، ونشر صواريخ جوبيتر في إيطاليا وتركيا سنة 1961، حيث أصبح بهذا لدى أمريكا المقدرة على ضرب موسكو بأكثر من 100 صاروخ ذي رأس نووي.
وفي هذه الآونة تتصدر القوة الصاروخية لدى روسيا من جهة، والولايات المتحدة والدول المنضوية في حلف الناتو من جهة ثانية، المشهد في الحرب الباردة التي بدأت تطل برأسها من جديد، والتي نفضت الغبار عنها الازمة الفنزويلية، عندما اتخذت كل من الصين وروسيا ودول اوروبية اخرى، موقفا مضادا للسياسة الامريكية في فنزويلا، وبدء الولايات المتحدة باجراءات الانسحاب من معاهدة الصواريخ وانتاجها ونشرها في اوروبا، والتحذيرات الامريكية شديدة اللهجة للجانب الروسي، والتي وصلت الى حد تلويح ترمب باستخدام القوة لوضع حد للتفوق الروسي الواضح في سلاح الصواريخ التقليدية والنووية.
بعيدا عن الانظار، استطاعت روسيا بناء ترسانة صاروخية هي الاقوى في العالم، في المجالين التقليدي والنووي، من حيث العدد والتقنية المتقدمة والمتطورة جدا، وما تملكه من قوة تدميرية هائلة، وعدم قدرة الصواريخ الاعتراضية لدى امريكا وحلفاءها على اعتراض الصواريخ الروسية، التي تعتبر جميع دول العالم في مرماها، واثار الكشف المفاجيء عن الترسانة الصاروخية الروسية اثار حفيظة المعسكر المضاد بقيادة الولايات المتحدة، وتشكلت ازمة بين الجانبين حركتها واظهرتها للعلن الازمة الفنزويلية، وتفاعلت واخذت ابعادا خطيرة انعكست على العلاقات الدولية بين المعسكرين.
العسكريون الروس يتحدثون عن قدرات تدميرية خيالية لصواريخهم، التي لا يمكن اكتشافها ولا اعتراضها ولا التصدي لها، واذا صحت هذه الاقوال فان الحسم العسكري لصالح روسيا اصبح مؤكدا وفي حكم المنتهي، ومن المؤكد ايضا ان هذا التحول الخطير والهام، سوف يستفز الجانب الامريكي والذين في فلكه، ويدفعهم للعمل على اعادة التوازن العسكري مع روسيا، او جعل كفة الميزان تميل لصالحهم .
بعد سكون وهدوء عالمي، في سباق التسلح استمر تقريبا ثلاثة عقود، ها هو العالم المشحون بالتوتر، يعود الى الواجهة ليعرّض الامن والسلم لمخاطر حقيقية، ويستنزف السباق المحموم بالتسلح، وصناعات الاسلحة المتطورة اقتصادات الدول العظمى، وتدفع الدول الضعيفة والشعوب الفقيرة الثمن باشكال متعددة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :