-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 29-01-2019 11:05 AM     عدد المشاهدات 423    | عدد التعليقات 0

شبح الموت على (الصحراوي)

الهاشمية نيوز -
كمال زكارنة


ليست المرة الاولى التي يتم فيها اجراء صيانة واصلاح وترميم واعادة تأهيل للطرق في المملكة، لكنها الحالة الاولى التي نشهد فيها هذا العدد من الحوادث المرورية والعدد الكبير من الوفيات والاصابات والخسائر المادية، التي نجمت عنها منذ بدء العمل في مشروع تأهيل الطريق الصحرواي، حتى اصبحت هناك حاجة ماسة وضرورية لكشف السر الذي يختبئ خلفه مارد الموت او شبح الموت، الذي يخطف ارواح سالكي الطريق وقد يتحول الى قصة خرافية، بعد ما بات يعرف بـ»طريق الموت»، وهو في الاساس طريق حيوي سياحي يوصل الى شواطئ البحر الاحمر المرجانية الدافئة، في المدينة الواعدة المسترخية على طرف الاردن الجنوبي ..العقبة، والى مدينة البتراء الوردية ومواقع سياحية رائعة في جمالها تحتضنها مدن الجنوب الكرك والطفيلة ومعان، فهو طريق يقود نحو الراحة والاستجمام والامل والتفاؤل، والاستمتاع بجمال الآثار التاريخية والمواقغ الاثرية والطبيعية المنتشرة حوله على امتداده، لا الى نهايات مأساوية تنهي حياة البعض بسبب حوادث سير مفاجئة، لا يستطيعون تفاديها نتيجة الانعطافات والتحويلات والتداخلات والحفر والمطبات التي تربك السائقين.
تكرار الحوادث على هذا الطريق وخطورتها الشديدة التي تظهر من نتائجها، باعداد الوفيات والاصابات وشطب المركبات، يؤكد ان الخلل في الطريق وتفرعاته وتعرجاته، ومن غير المعقول ان يكون جميع الذين تعرضوا للحوادث على الطريق الصحراوي، ارتكبوا نفس الاخطاء، او انهم جميعا غير مؤهلين لقيادة السيارات، لكن الحقائق تثبت حالة الطريق هي المسبب الاكبر والاخطر لوقوع الحوادث عليه، مما يستدعي اعادة النظر هندسيا بالتحويلات والتفرعات الخارجة منه والملحقة به، وهذا كان يجب ان يحصل منذ وقوع اول ثلاثة حوادث مرورية على الطريق، لكن يمكن تدارك هذا الموضوع سريعا، وتشكيل لجنة من المهندسين الخبراء المختصين بالطرق وشروط السلامة لمستخدميها، مهمتها اختيار الاماكن المناسبة لعمل التحويلات والتفرعات من والى الطريق الصحراوي الرئيسي، وتنفيذها حسب الاصول الهندسية المتبعة والمعروفة التي تؤمن وتوفر شروط الامان والسلامة العامة، خاصة وان امامنا اشهرا عديدة قبل انتهاء المشروع، حفاظا على ارواح المواطنين، الذي اصبح سلوكه يشكل مغامرة محفوفة المخاطر لكثير من ابناء الوطن، والسواد الاعظم منهم يفضلون تأجيل زيارة العقبة الى حين الانتهاء من المشروع تجنبا للمخاطر.
وقف النزف على الطريق الصحراوي مسؤولية وطنية، تتحملها وزارة الاشغال العامة والاسكان والشركات التي تعمل على تأهيل الطريق، وفي مقدمة اولوياتها واهتماماتها وواجباتها حماية ارواح الناس المستخدمين للطريق، هندسيا واجرائيا وفنيا، والمدة المتبقية للانتهاء من تنفيذ المشروع تستحق ادخال التعديلات اللازمة على وضع الطريق لرفع معدلات الامان على سلوكه.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :