-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 22-01-2019 10:47 AM     عدد المشاهدات 482    | عدد التعليقات 0

المعركة الخالدة

الهاشمية نيوز -
د.حسان ابوعرقوب



يغوص بنا القرآن الكريم في أعماق أعماق التاريخ السحيق، عند بداية خلق الإنسان، ويخبرنا بما حصل وقتذاك وكيف حصل، ففي سورة البقرة ملخص الحكاية وموجزها.
خلق آدم من تراب، وعلّم ربنا آدم أسماء الأشياء، لتكون عونا له على الوظيفة التي ستناط به على وجه هذه الأرض، ثم أمر الملائكة أن تسجد تكريما لآدم الذي تميّز بعلم الأسماء، فالعلم يرفع أهله، وهذه سنة الله في خلقه، لكن إبليس رفض أمر الله تعالى وتمرّد عليه، بسبب كبره وعجبه بنفسه، فطرد من حضرة القرب من الرب، فتعهّد بالانتقام من آدم وذريته، بأن يجعلهم يتّبعون سبيله، سبيل المعصية والضلالة والفسوق والعصيان، وكل ما من شأنه أن يبعد العبد عن الله تعالى.
خلق ربنا حواء من ضلع آدم؛ ليتحقق له الأنس بها، وهكذا الأزواج يأنس أحدهما بالآخر، وسكنا الجنة، وقد أباح الله تعالى لهما أن يتمتعا بنعيمها كله عدا شجرة واحدة، وهذه سنة الله مع بني آدم المحرمات معدودة والمباحات لا تعدّ ولا تحصى. وسوس الشيطان لآدم، وأغراه بالأكل من الشجرة، فوقع آدم بالمحظور، وسقطت قدمه في المعصية، لكنه تاب وأناب واستغفر وندم، فتاب الله عليه، وأخرجه وزوجه من الجنة، ليشرع في الوظيفة التي خلُق من أجلها، وهي عمارة الأرض، بعد أن أخذ درسا يستذكره طوال عمره، مفاده أن الشيطان عدو لك فاحذره؛ لأنك لو تبعته ستخسر النعيم، ولن ترى في معصيتي راحة أبدا، فاستمتع بالنعم التي أبحتها لك، فكل منها حيث شئت، ولا تقترب من الحرام، فتقع في الخسران.
هذه القصة القرآنية تلخص المعركة الخالدة بين الإنسان والشيطان، وتلخص خطّ سير الإنسان في هذه الحياة، خلق الله كل شيء، وجعل المخلوقات في دائرتين، الأولى كبيرة بلا حدود وهي دائرة الحلال وأبيح للإنسان أن يتمتع بها كيف شاء، والأخرى ضيقة جدا، وهي دائرة الحرام، وأمر الإنسان أن يبتعد عنها ولا يقربها. هنا يأتي الشيطان ليوسوس لبني آدم، ويزيّن الحرام في أعينهم، ليقعوا في ظلمات المعصية، فمنهم من يعيش غارقا في هذه الظلمات ويتعشّقها، حتى إنه لا يطيق النظر لنور الطاعة، ومنهم من يسير على طريق أبيه آدم، فيعود إلى هدى الله ونوره، ويتوب عن ذنبه، ولا تزال المعركة قائمة.




وسوم: #المعركة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :