-

مانشيت

تاريخ النشر - 13-12-2018 07:42 PM     عدد المشاهدات 362    | عدد التعليقات 0

بحر ميت وبترا .. لكن ليس في الأردن

الهاشمية نيوز - مدينة البتراء الأثرية في الأردن، إحدى عجائب الدنيا، هي مدينة معروفة على مستوى العالم، كما هو الحال مع "البحر الميت" أخفض منطقة على وجه الأرض والتي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.
هذه المعلومة معروفة محلياً وعالمياً؛ لكن الذي قد يُسمع أول مرة أن هناك "بحر ميت" و"بتَرا" في مكان آخر من هذا العالم غير الأردن، على الرغم من أن الاسم الأخير يختلف عن اسم مدينتها "البتراء" في اللفظ قليلاً.


البحر الميت

في تركيا؛ هناك أماكن سياحية عديدة وخلابة من حيث الطبيعة، لكن ما لفت الانتباه خلال جولة في جنوب غرب تركيا هو اسم منطقة مكتوبة على لوحة الطريق، "أولودينيز" (Ölüdeniz)، مصطلح تركي يعني حرفياً "البحر الميت".
هي عبارة عن إحدى البلدات السياحية الموجودة في منطقة "فتحية" التابعة لمدينة موغلا المعروفة والمشهورة بسحرها الطبيعي والتي توجد جنوب غرب تركيا وتطل على البحر الميت المغلق الصغير.
تعود تسمية المنطقة باسم البحر الميت إلى هدوء ساحلها النقي الذي تم اختياره عام 2006 كأفضل وأجمل السواحل البحرية في العالم. إلى جانب الساحل الرائع المحاط بالغابات والأشجار الكثيفة الجذابة للناظر إليها يوجد العديد من الأنهار والشلالات والبرك المعدنية الطبيعية.
وهناك حكاية اسطورية عن سبب تسمية "البحر الميت" وهي أنه منذ قرون كان هناك فتاة عاشت في تلك المنطقة حيث كانت واقعة في حب فلاح، إلا أنه مات في يوم عاصف، ومنذ ذلك الوقت يزعم أن لذلك علاقة باسم البحر بهذا الاسم.
وتفيد بعض المراجع التركية إلى أن تاريخ "البحر الميت" التركي يتمتع بالقدم والأصالة. وتُعد الحضارة الليقية أول حضارة استوطنت "أولودينيز" وعاشت على عروشها، وكان يُعرفها الليقيون بأنها "ديار الشمس والنور".
وبعد الليقيين توافدت عليها الحضارة الإغريقية ومن ثم الرومانية، وتلتها الحضارة السلجوقية، وفي النهاية الحضارة العثمانية. وجميع هذه الحضارات تركت العديد من المعالم التاريخية المميزة التي تظهر منطقة "أولودينيز" بأنها أحد الأماكن التاريخية القديمة الغنية بالحضارة والمدنية والثقافة.
وعلى الرغم من صغر وانغلاق "البحر الميت" الموجود في منطقة "أولودينيز" إلا أنه يمكن له أن يجدد نفسه سنويًا من خلال مصدرين أساسيين: عيون المياه الكثيفة الموجودة داخل أحشاء البحر نفسه، ومياه الأمطار. حيث يتمتع الساحل بنقاء وصفاء كبيرين، كما يحيطه العديد من الأشجار والنباتات الخضراء.
وتعتبر منطقتي "فتحية" و"البحر الميت" في موغلا من أهم مراكز أنشطة الطيران الشراعي على مستوى العالم، حيث تمتلك الولاية 102 شاطئ حائز على جائزة "العالم الأزرق" التي تمنحها "مؤسسة التعليم البيئي"، ومقرها بريطانيا.
ويقول الطيار والمشرف على رحلات الطيران الشراعي، محمد سلجوق أوغلو: "على مدار عشر سنوات أجريت العديد من التدريبات في مختلف الظروف الجوية، من جبال نيبال وصولا إلى جبال ولايات أضنة ومرسين وهاطاي وأنطاليا التركية".
وأضاف لوكالة الأنباء التركية في تصريح سابق أن تجربة الطيران فوق البحر الميت مختلفة تماماً عن مغامراته السابقة، مضيفا: "بعد مغادرتك لجبل بابا داغ، ومن ارتفاع ألفي متر، يطالعك منظر رائع جداً، للبحر الميت وزرقة المياه وخضرة الجبال".


بتَرا التركية

أما مدينة بتَرا "التركية" بفتح حرف التاء؛ فهي تختلف عن المدينة الأثرية الأردنية "البتراء"؛ فهي ساحلية ويوجد فيها أحد أكبر وأجمل الشواطئ قرب مدينة ليقيا القديمة في تركيا، على ساحل الريفيرا التركية، حيث يمتلك المناظر الطبيعية الجميلة.
ويبلغ طول الشاطئ 18 كيلومترا وهو الأطول في المنطقة، ويصل في بعض الأحيان إلى عرض 200-300 متر. كما أن الشاطئ يملك رمال ناعمة، ويتميز بلونه الأزرق الفيروزي ورماله البيضاء.


شبيهة البتراء

إلا أن المدينة الأشبه بمدينة البتراء الأردنية هي مدينة "ميرة" وهي قرية أثرية صخرية قديمة، تقع في محافظة أنطاليا وهي من أغرب البلدات في تركيا، كونها تضم العديد من المنازل والمقابر التي نحتت في الصخور.
تشير المراجع التركية إلى أن "ميرا" بلدة قديمة في "ليسيا" بمنطقة معروفة الآن باسم "دمرة". وتحتوي هذه المدينة على مقابر ومنازل منحوتة بالصخر تُشبه إلى حد كبير مدينة البتراء في الأردن ومدائن صالح في السعودية، ويعود تاريخ بناء هذه الآثار إلى حقبة "الليسيين"، وهم قوم استوطنوا جنوب تركيا على سواحل المتوسط، ومنها يأتي اسم المنطقة التاريخي "ليسيا".
تعرضت المدينة للتنقيب والحفريات للكشف عن الآثار المتغلغلة بها، وبعد عامين من الحفريات تم الوصول الى الكنيسة التاريخية في مدينة "ميرا". وكان علماء الآثار قد رصدوا الكنيسة عام 2009 باستخدام رادار مخترق للأرض، واستطاعوا تحديد الجدران والمبنى، وبعد سنتين من الحفريات وجدوا الآثار ما زالت محفوظة بشكل جيد من جدران وأعمدة.

مما هو منشور في المواقع التركية؛ فإنه في القرن الرابع الميلادي حول الأسقف "نيقولاوس" مدينة "ميرا" الواقعة على ساحل البحر المتوسط التي هي في تركيا اليوم، إلى عاصمة المسيحيين.
وبعد 800 سنة من كونها موقع يحج إليه المسيحيون في الإمبراطورية البيزنطية، اختفت الكنيسة ودفنت على عمق 18 قدماً تحت الطين الذي تكون من مياه نهر "ميروس" الهائجة، ولكن الآن وبعد 700 سنة تم اكتشاف الكنيسة، وكانت الكنيسة التي يطلق عليها اسم كنيسة القديس "نيقولاوس" قد بنيت في القرن الخامس الميلادي وأعيد بنائها عدة مرات، ويعتقد أن المسيحيين من دول البحر المتوسط كانوا يزورونها للحج، فأرضية الكنيسة صنعت من فسيفساء من الرخام الملون، وهناك بقايا قديمة على الجدران. وقد استخدم تابوت من الرخام يعود إلى الفترة "الهلنستية" لدفن القديس، ولكن سرقت رفاته من قبل تجار إيطاليين في 1067 وهي الآن في كاتدرائية "باري".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :