-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 09-12-2018 10:13 AM     عدد المشاهدات 550    | عدد التعليقات 0

الغور الشمالي: موسم الخبيزة مصدر غذاء ورزق للأسرة الفقيرة

الهاشمية نيوز - تنتظر العديد من نساء وادي الأردن بشغف موسم الخبيزة، والورقيات باعتباره فرصة كبيرة، لتوفير بعض من متطلبات الحياة، وخصوصا المتطلبات الشتوية، والتي تثقل كاهل العديد من الأسر الفقيرة في اللواء كالملابس الشتوية، ووسائل التدفئة.
ومنذ الصباح الباكر تحرص الأربعنية أم محمد الدبيس، بالذهاب الى الحقول والمزارع المجاورة لجمع أوراق الخبيزة، خاصة أيام العطل الأسبوعية، ليساعدها أبناؤها في عملية القطف، وتقوم بعرضها على أطراف الشوارع الرئيسية في لواء الغور الشمالي، وخصوصا الشوارع التي تؤدي الى مناطق سياحية كحمة الشونة الشمالية، وطبقة فحل، اضافة الى أضرحة الصحابة وبيعها للمتنزهين والعابرين، والذين يوفرون على أنفسهم عناء البحث عنها بين الحقول والبساتين.
وتوكد أم محمد أن أسعار البيع غالبا ما تكون في متناول الجميع سواء كان غنيا أو فقيرا، الأمر الذي يشجع على قطافها وبيعها، مشيرة الى انها تبيع أربع ربطات من الخبيزة بدينار، وهي كفيلة بإطعام أسرة كبيرة.
وتؤكد ام محمد ان عملية البيع لا تقتصر فقط على الخبيزة وإنما تقوم ببيع العلت، والهندباء وورقيات أخرى.
ويؤكد مواطنون أنهم يجوبون الطرقات الزراعية خلال رحلاتهم إلى الأغوار بحثا عن الخبيزة، خاصة مع بداية نموها، لأن هذه النبتة مفيدة جدا، إذ تحتوي على العديد من العناصر الغذائية المفيدة الإنسان.
وتبين أم نزار، وهي تعمل في بيع الخبيزة منذ ما يقارب حوالي 15 عاما، أنها وجدت في المهنة متعة، وفائدة اذ ساعدها عملها في هذا المجال على تدريس أبنائها في الجامعات، وتسديد الالتزامات المالية المتراكمة على زوجها.
وتضيف انها ايضا أصبحت امرأة قادرة على مواجهة أعباء الحياة في ظل الظروف المالية القاسية، التي تعاني منها نساء الأغوار.
وأكدت في حديثها، أن المرأة هي من تخلق الفرصة ولا تنتظر مساعدة الآخرين، وأن العمل يغنيها عن الوقوف على أبواب الجمعيات الخيرية، وصندوق المعونة الوطنية.
وأكدت العديد من النساء في لواء الغور الشمالي، أنهن ينتظرن هذه المواسم بفارغ الصبر، كونها توفر لعائلاتهن مصدر طعام طبيعي يمتد لعدة أسابيع، ويخلو من "الكيماويات" التي أدخلت إلى الزراعة الحديثة كونه ينبت طبيعيا بدون زراعة، ومصدر رزق لا يحتاج إلى رأس مال ولا يتعرض للخسارة، ولا يقاسمهن أحد فيه.
وتعتاش الأرملة الأربعنية "أم علي" التي تأتي من منطقة الغور الشمالي إلى "حسبة إربد" على ما تبيعه من نباتات وأعشاب برية، مثل "العكوب واللوف والحميض والخبيزة والعلت" والذي يوفر لها مبالغ بسيطة.
وتؤكد أن النباتات تشكل مصدرا تعتاش منه هي وأسرتها المكونة من 7 أفراد، بعد وفاة زوجها وابنها الأكبر، مشيرة الى أن المبلغ الذي تحصل عليه من بيع هذه الورقيات يعينها على تأمين أساسيات الحياة، في ظل الارتفاعات المستمرة والضرائب التي تفرض على المواطنين.
وتظهر الدراسات أن للخبيزة العديد من الفوائد الطبية سواء من خلال الأكل أو من خلال غلي الأوراق والسيقان والجذور، فهي تستخدم لعلاج آلام اللوزتين والرشح وأمراض الفم والتهابات الحنجرة وأمراض اللثة والأسنان، وفي علاج أمراض الصدر، والسعال، وكمقشع يزيل البلغم، وتساعد في علاج نوبات الربو، ومدرة للبول، وتفتت الحصى والرمل، وملينة وأوراقها تعالج القروح في الأمعاء، والشرج وتخفف وتلطف أمراض وآلام البطن والمغص.
ويعتبر لواء الغور الشمالي من المناطق الأشدا فقرا، جراء انتشار البطالة بين صفوف الشباب، ويعتمد أهالي اللواء في جلب مصدر رزقهم على العمل بالمزارع المنتشرة في اللواء مقابل مبلغ زهيد الثمن.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :