-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 09-10-2018 11:49 AM     عدد المشاهدات 416    | عدد التعليقات 0

تشرين .. موعد للاطمئنان المبكر

الهاشمية نيوز - حنان كامل الشيخ



لا شك أن غالبية نسائنا، على الأقل أتكلم عن العقلية العربية والثقافة المحيطة بنا، ما تزال تقلق كثيرا من فكرة التعرض إلى فحوص استباقية للاطمئنان على صحتها، خصوصا فيما يتعلق بمرض سرطان الثدي. وهو مخيف حقا رغم الدعايات والأعمال الدرامية والبرامج والحملات التي تدعو إلى عدم القلق.
يجب أن نعترف بأن تلك الحملات والحراكات الدؤوبة والدعوات "التشرينية" الموسمية كل عام، لا تؤدي النتائج أو لنقل الأهداف المنشودة بنسبة كبيرة للأسف الشديد. فالعقلية العربية بالعموم والنسوية بشكل خاص، تتعامل إلى هذا اليوم وعند غالبية الناس ومن الطبقات الاجتماعية والثقافية والعلمية والمهنية المختلفة، بآليات تعد خرافات حسب المنطق العلمي مع مرض السرطان، تقوم على فكرة الابتعاد كليا عن ذكر الموضوع لا خيرا ولا شرا، باعتبار أن كله شر، وعدم إخضاع الجسد إلى اختبارات وإشعاعات تلقائية اختيارية لتحفيز الاطمئنان عليه، بل تركه وترك مؤشرات القلق كافة إلى المجهول، وقراءة أي مقدمات مرضية أو أعراض مشابهة بأنها مجرد دلائل لأمراض عادية أخرى، لا يدرك كثيرون منا أنها أشد خطورة على حياتنا من هذا المرض فعليا.
لهذا يبدو بأن طرق تحفيز الناس على الفحص المبكر، وخصوصا النساء وما يتعلق مع شهر تشرين الأول وحملات مكافحة مرض سرطان الثدي، تحتاج إلى أدوات مباشرة ومحددة وسريعة بالضرورة. فالدعوة إلى أن تذهب المرأة بنفسها على مراكز الأسرة والأمومة مثلا، أو العيادات الخاصة لتطمئن على نفسها لم تصل حتى اليوم إلى النسبة المقبولة للإجراء الطوعي، رغم الحملات الدعائية المتجددة وتبديل العناوين كل عام، وإشراك قطاعات حكومية وخاصة في الترويج، وتقديم خدمات مجانية في مراكز معلنة. هذا الأمر لم يزل الخوف من المجهول بالنسبة للمرأة عندنا، والتي قررت في كثير من الأحيان أن لا تفتح على نفسها باب الريح!
لربما يكون الفضل الأكبر لتلك الحملات المشكورة هو تعريف النساء على مبادئ أساسية كان تجهلها قبل عشر سنوات مثلا، كالفحص الدوري الشخصي وملاحظة التغيرات والعلامات الواضحة. وبهذا اكتفت هؤلاء النساء بتلك المرحلة من الوقاية. هذا الأمر على القائمين على حملات الإعلان الانتباه له للترويج عن الفحص الدوري خارج حدود البيت، لأنها بصراحة وحتى اليوم لم تلق الاستجابة الشجاعة من قبل نساء بمئات الآلاف هنا يرفضن تماما التعامل مع أجهزة الأشعة الدقيقة، خصوصا وهذا مهم أيضا، لو لم تكن مجانية هي الأخرى ضمن حملات الفحص.
من المهم الاعتراف هنا بأن أولويات المرأة في الأردن، خلال السنوات القليلة الفائتة تبعدها تماما عن غرف الأشعة المختصة المكلفة، فقط لمجرد فكرة الاطمئنان على نفسها، بسبب تحول الاهتمام لأولويات العيش البدائية التي تبتلع المخصصات المالية بالكامل ولا تترك مكانا "للترف" الصحي. وكل ما تفعله تلك المرأة هو الفحص الذاتي أو الدوري عند طبيبة المركز والدعاء بعدم الابتلاء!
وبالنسبة لمن يقول إن اشتراكات سنوية في برامج التأمين الصحي المخصص لمكافحة هذا لمرض هو الحل، فنصيحة أن تتغير طريقة التوجيه إلى هذا الطريق لأنه مهم جدا وحيوي وفعال، لكنه وكما يبدو لم يوصل رسالته، خصوصا وأنه يتطلب تحركا ماديا وجسديا خارج أسوار البيت.
من الضروري إذن إعادة النظر في توصيل الرسالة المهمة جدا، لتنتقل المرأة الأردنية بقناعة واهتمام وليس بقلق، إلى المرحلة الثانية من الفحص، وتنجح الحملة في السنوات المقبلة. ولا أعرف شخصيا إمكانية أن تتحول مخصصات الإعلانات الكبيرة والكثيرة في وسائل الإعلام والشوارع وكل مكان لمدة عام واحد، إلى أجهزة ومعدات يتم التبرع بها لأقسام الأمومة في المراكز، هذا يحتاج طبعا إلى تبرعات كبيرة من شركات وطنية، ليس من الخطأ أن تحول بنود التبرع هذا العام فقط، إلى أمور أجدى من الحفلات والمهرجانات، من أجل هدف سامٍ، تجد المرأة الأردنية أمامه نفسها محاصرة ومدفوعة للفحص في مكان مألوف لديها، وباختيارها.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :