-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 05-09-2018 09:25 AM     عدد المشاهدات 529    | عدد التعليقات 0

متطوعون يرسمون جدارية تخلد ذكرى شهداء السلط

الهاشمية نيوز - "سلامٌ على العسكر على القامات والأكتاف والخوذ والبنادق والمخازن.. ألف سلام على الجيش والصوت في الميدان حين ينادي: يا يمه شدي على مهيرتي تسلم وأنا خيالها".

هذه العبارات طرزت أسوار شارع الستين "شارع القدس العربية" على أعلى تلال السلط، يتوسطها عسكري يعتلي "الشماغ الأحمر" وآخر يؤدي التحية التي أقسم من خلالها على أن يكون حارساً للوطن.

بهذه الطريقة حاول شباب وفتيات متطوعون في مبادرة "تراثي" من السلط أن يزينوا مدينتهم بعبارات الشهامة والكرامة تخليداً لأرواح الشهداء الذين راحوا ضحية الأحداث الأخيرة في المدينة.

وبجانب جدارية القدس التي تعتلي شارع الستين المقابل لجبال الأقصى؛ اختار مجموعة من شباب السلط المتطوعين ضمن مبادرة "تراثي" وبالتعاون مع مجموعة "نعنع أخضر"، أن يكون اللون والكلمة الطريق نحو التعبير عن الاعتزاز والفخر بأرواح الشهداء من الجهاز الأمني، الذين وقفوا وقفة عز ودفاع عن أرواح المواطنين، جراء العمل الإرهابي الذي حاول أن يطال أمان وجمال وهيبة جبال السلط.

وبحسب منسقة مبادرة "تراثي"، التي تُعنى بالحفاظ على إرث وجمال مدينة السلط، ليندا أبو الراغب، فإن مدنية السلط تزخر بالأماكن التراثية والطبيعية الجميلة التي يعملون على تجميلها بكل ما يتوفر لديهم من إمكانيات، فقاموا بالتعاون مع مجموعة "نعنع أخضر" برسم هذه الجدارية بعد سلسلة من الجداريات الأخرى في مناطق عدة من مسار السلط السياحي.

غير أن أبو الراغب بينت أن ما حدث بالسلط مؤخراً خلال الشهر الماضي، ومحاولة الإرهاب تشوية الصورة الجميلة، كانت سبباً في رسم جدارية، فكما يُسيج شارع الستين مدينة السلط، يسيج هؤلاء العسكر الوطن بقلوبهم وزناد بنادقهم، ليبقى جميلاً بكل تفاصيله.

"انتهينا من سطر حكاية.. من حكايات الوطن"، بهذه العبارة عبر الشباب العاملون في رسم الجدارية عن سعادتهم بهذا العمل الفني الذي رسمه خمسة عشر شابا وفتاة، وتم الاستعانة بأحد الخطاطين من مدينة السلط، ووصل ارتفاعها إلى أربعة عشر متراً، بذات طول الجدارية التي قام العام الماضي ناشطون برسمها لقبة الصخرة بعد إعلان الرئيس الأميركي بأن "القدس عاصمة لإسرائيل"، ليتحول اسم الشارع من "الستين" إلى "شارع القدس العربية" تأكيداً من أبناء السلط على وقوفهم إلى جانب عروبة القدس.

وأضافت أبو الراغب "أن تعاون الشباب في المبادرات التطوعية والتشبيك فيما بينهم للخروج بأعمال مميزة، كان له دور كبير في أن تخرج مدينة السلط بمجموعة من الجداريات مختلفة المواضيع، ولكن هذه تحديداً تحمل قصة. وتقول أبو الراغب "نسجنا أجمل قصة رووها بالخطوط والألوان لتكون شاهدة على أن الأردن معطاء ووفيّ لأبنائه وللشهداء الذين ارتقوا للسماء ورفرفت أرواحهم حولنا وكللناهم بالقسيون والغار".

وذهبت أبو الراغب الى أن التعاون ما بين مبادرة "تراثي" و"نعنع أخضر" أثمر عن وجود مجموعة من الرسومات المميزة في المدينة، ولكن العمل مستمر في التخطيط لرسومات أكثر على جدران عدة، والتي كان لها كبير الأثر في تجميل المكان مع الحرص على المحافظة على عدم المساس بالأماكن التاريخية وجدران السلط القدمية الصفراء اللون، والتي تعد من سمات الجمال للمدينة.

ولكن، في شارع الستين تحديداً، يتميز الجدار الكبير بأنه أصبح في موقع سياحي مميز يرتاده العديد من الزوار من داخل وخارج الأردن، لذلك كان الحرص على أن تكون جدارية الوفاء وتخليد ذكرى شهداء السلط شامخة في هذا المكان، والذي يتميز بكونه مواجها تماماً لجبال فلسطين، تأكيدا لأن الروح واحدة والدم واحد الجميع يحارب ويدافع ضد الإرهاب بأشكاله كافة.

وتؤكد أبو الراغب أن العمل لن يتوقف، وسيتم تحضير جدارية جديدة تُمثل المرأة في السلط، التي تزينت بجمال المدينة وثوبها الأردني الأصيل "السلطي"، لتكون أيضاً شاهدة على المكان، وسوف تتميز كذلك بحجمها الكبير، وهي أيضاً محاولة لتسليط الضوء على الاهتمام والدعم الذي تتلقاه المرأة في السلط، كمثيلاتها من محافظات المملكة الأخرى.

وفي السياق ذاته، أشادت أبو الراغب بالدعم والمساندة اللذين قدمتهما بلدية السلط الكبرى ممثلة برئيس البلدية المهندس خالد الخشمان، الذي سخر إمكانيات البلدية لإتمام الجدارية، وعدد من المؤسسات والأشخاص الذين أسهموا في توفير وسائل النقل والمواد الغذائية للفريق الذي ربط الليل بالنهار حتى يكمل اللوحة في وقتها المحدد. إلى ذلك دور أبناء المجتمع المحلي الذين حاولوا تقديم ما يمكنهم للمساعدة على إتمام الجدارية، وهذا إن دل فإنما يدل على فخر وعرفان من أهل المدنية للشهداء الذين راحوا ضحية الأحداث الإرهابية.

ويشار إلى أن مبادرة "تراثي" التي انطلقت أوائل العام الحالي تعمل على المحافظة على الطابع التراثي الجميل الذي تتميز به مدينة السلط بشوارعها وأحيائها القديمة، من خلال أنشطة تفاعلية عدة في المجتمع المحلي، ولها العديد من الفعاليات في مختلف المناطق، تتنوع ما بين فنية وإبداعية وخيرية، عدا عن تسيير رحلات لزوار من خارج وداخل السلط للتعريف بالأماكن التراثية في المحافظة والتشجيع على السياحة الداخلية، بحسب أبو الراغب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :