-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 03-09-2018 09:29 AM     عدد المشاهدات 369    | عدد التعليقات 0

فتيات يشاركن بكلف الزواج لتأسيس بيت الزوجية

الهاشمية نيوز - تقف الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، حائلا أمام تحقيق حلم الزواج للكثير من الشباب، خصوصا مع ارتفاع التكاليف المترتبة على ذلك، وثبات مستوى الدخل. لكن، بالمقابل هنالك عائلات كثيرة بدأت تتغير بطريقة تفكيرها، ونظرتها لفكرة الزواج، والتشاركية، وأهمية التخفيف على الشاب الذي يتقدم للزواج.

ذلك جعل عائلات لفتيات تغير من نظرتها ومعتقداتها، والتفكير جديا بمساعدة الشاب بنفقات الزواج، إن لم يكن باستطاعته، وكل ذلك برأيهم يصب بمصلحة الطرفين.

خالد إسماعيل الأب لأربعة أبناء، قرر مساعدة خطيب ابنته لإتمام مراسم زواجهما وكل التجهيزات اللازمة. ويبين أن ما يهمه هو المعدن الطيب للرجل الذي سيرتبط بابنته، وأن يكون على خلق، وبعد أن تأكد لم يمانع على الإطلاق بأن يساعده، خصوصا أنه شاب بمقتبل العمر، ولا يستطيع تأمين نفقات الزواج كافة بمفرده. ويلفت إلى أن كثيرا من العائلات أصبحت تقوم بالأمر ذاته، فالزمن تغير والعقلية اختلفت.

ويعتبر أن الشاب متوسط الدخل حاليا لا يملك القدرة على القيام بنفقات الزواج كلها بمفرده، وطالما كان الشاب من عائلة جيدة، ويسعى لتأمين حياة جيده لأسرته المستقبلية، فلا مانع من مساعدته إذا كان بمقدور عائلة العروس أن تفعل ذلك، مشيرا إلى أن ذلك كله يصب بمصلحة ابنته بالنهاية لكي تعيش حياة كريمة وأن تكون سعيدة مع زوجها.

إبراهيم مسعود الأب لثلاث بنات، يدرك تماما صعوبة الأوضاع التي يمر بها الشباب، وهو في النهاية يريد مصلحة بناته، مبيناً أن عقلية كثير من الآباء ترفض الى حد ما أن يتم مساعدة العريس، ويعتبرون أن في ذلك "تقليلا" من ابنتهم، وكأنهم يريدون فقط تزويجها.

غير أن ذلك يتعارض مع كل ما يمر به الشاب من ظروف مادية صعبة، ما جعله يقوم بالاستغناء عن كثير من النفقات التي كان على العريس تقديمها، وذلك من باب التسهيل عليه، بالإضافة الى تقديم المساعدات المالية لإتمام مراسم الزواج، بطريقة تبدو أنها هدية من الأب لابنته حتى لا يتم تفسيرها كمساعدة.

ويشير الى أن ذلك يعتمد أيضا على شخصية العريس وعائلته، ومدى تقديرهم لدور أسرة الفتاة من أجل مصلحة هذا الزواج.

أما عائشة جمال فلها رأي مختلف؛ إذ تبين أن زوجها قام بمساعدة الشاب الذي تقدم لخطبة ابنتهما، من خلال نفقات الزواج والمصاريف، لعدم قدرته حينها على توفير كل شيء، ورغبتهما بإسعاد ابنتهما الوحيدة، وعدم إنقاص أي شيء عنها.

غير أن ذلك جعله يستسهل الأمر بعد الزواج، بحسب وصفها، وكلما أصبح عنده ضائقة مالية، يطلب من ابنته أن تأتي بكل هذه المصاريف، من دون أن يبذل هو أي مجهود؛ إذ اعتاد على توفر كل شيء وكأنه هو غير ملزم بشيء. وتبين أن مساعدة زوج الابنة ينبغي أن يكون بشكل عقلاني، ووفق شروط وحدود معينة من دون المبالغة.

وفي ذلك، يذهب الاستشاري الاجتماعي الأسري، مفيد سرحان، إلى أن العامل الاقتصادي، وصعوبة أوضاع الشباب، أثرا بشكل كبير على بعض الأسر، مبينا أن هذا التغيير بدا واضحا بموضوع الزواج خصوصاً فيما يتعلق بدور الزوجة وأهلها في التقليل من النفقات والشروط، أو المساهمة المباشرة في التكاليف المادية، سواء الأثاث أو الأدوات المنزلية أو نفقات الزواج.

ويذهب إلى أن ذلك يأتي إيمانا وقناعة من أهل الفتاة بأن نجاح الزواج واستقراره هو الأهم، لافتا إلى أن القيمة الحقيقية ليست بما يقدم من العريس من نقود أو مهر أو متطلبات أخرى، بقدر ما هو قدرة الطرفين على التفاهم والانسجام والتعاون لتخطي متطلبات الحياة المادية الصعبة، خصوصاً في بداية الحياة الزوجية، وتكوين أسرة ناجحة.

ويعتبر سرحان أن هنالك أسرا ما تزال تنظر لمساهمة الفتاة أو ذويها بنفقات الزواج بأنه "معيب" للأسرة؛ اذ يتصور البعض أن في ذلك تقليلا من شأن الابنة.

وفي الوقت نفسه، ينبغي أن يقدر الشاب موقف أسرة الفتاة، وبأنه من باب المحبة وليس الفرض، كما أن هنالك حاجة لتغيير النظرة عند الجميع بأن الزواج بحاجة الى تعاون سواء بتقليل النفقات أو من حيث المساهمة المباشرة في تكاليف الزواج إن كان ذلك ممكنا.

ووفق الخبير الاقتصادي الاجتماعي، حسام عايش، فإن السبب الأساسي بتراجع الفرص أمام الزواج هو العامل الاقتصادي، ما جعل الأهل يشعرون أن من واجبهم تخفيف نفقات الزواج وتحمل جزء من تكاليفها كمشاركة منهم لإنجاحه. ويلفت إلى أن السائد بالمجتمع هو أن تكاليف الزواج مرتبطة بالزوج وأسرته، مبيناً أن هذا التغير الذي يحدث حاليا أمر إيجابي.

ويبين أن هناك شكلا جديدا من العلاقات يفرضه الواقع الاقتصادي، هذا كله يدفع نحو التفكير بهذه الطريقة، خصوصاً أن أوضاع الشباب الاقتصادية صعبة جداً مما يؤخر خطوة الزواج.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :