-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 30-08-2018 09:30 AM     عدد المشاهدات 477    | عدد التعليقات 0

بقالة أحمد منسي صامدة بوجه التغيرات منذ 60 عاما

الهاشمية نيوز - أنشئت قبل ما يزيد على "60" عاما.. يصفها أهل المنطقة بأنها معلما بارزا في عمان القديمة.. وتحديدا في مدينة سحاب شرق العاصمة.. شاهدا على تاريخ ينبض بأحداث وتطورات مختلفة عاشها رواد المنطقة من رجالات البدو.. هي بقالة "الفالوجي" للحاج أحمد منسي الفالوجي.
تعد "بقالات" سحاب القديمة من الموروثات الشعبية التراثية للمدينة الحالية، والتي ما يزال البعض من معالمها "صامد" حتى وقتنا الحاضر، ومنها بقالة "الفالوجي" للحاج أحمد منسي الفالوجي الذي تجاوز الثمانين من عمره.
لا يقتصر وجود البقالة القديمة في الأحياء الشعبية مكانا "للبيع والشراء" فقط، بل يمكن وصفها بـ "دواوين" يجتمع فيها الأهالي، وخاصة في أوقات الصباح الباكر، بحسب الحاج أحمد الذي يقول "للغد"، "في السابق كانت كل بقالة تضم "دلة" للقهوة السادة تقدم للزائرين والمتسوقين، وهي مكان لتناقل الأخبار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التي تتضمن أحوال الناس ومعرفة مريضهم، والمسافر والمحتاج.. وغيرها.
يضيف الفالوجي، كانت "البقالة" تمثل الرمزية لنمط المعيشة البسيطة لتلك الحقبة الزمنية المنصرمة، وكثيرا ما كان يعقد فيها جلسات القضاء العشائرية، ورد الحقوق لأصحابها، وأحيانا تتحول لمكان للدراسة وأداء الواجبات اليومية المطلوبة أيضا، أـثناء عودة الطلبة من مدارسهم، وقبل وصولهم البيت.
وعن محتويات البقالات القديمة يصف الفالوجي، "كانت تشمل: الطحين، القمح، الذرة، السمن البلدي، السمنة العادية، الحلقوم، الراحة والحلاوة، الدبس، البرغل، والبقوليات مثل الفريكة والعدس، والسكر والشاي السيلاني، والجبن.. وغيرها".
ويضيف الفالوجي "لم يقتصر وجود المواد الغذائية في البقالة فقط، كنت اتقن حياكة الاثواب، وكانت تكلفة الخياطة للثوب لا تتجاوز 7 قروش، اذكر ذلك العام 1960، وكنت أبيع الاثواب والاقمشة والشمغ والحطات البيضاء والعقل السوداء، ومستلزمات الحياة البدوية والزراعية مثل: دلو الماء، والغربال والمنخل، وصاج الشراك المعدني، ومحماسة القهوة، واقلام الحبر "البك" والرصاص ودفاتر الطلبة، وغيرها".
حجزت بقالة الفالوجي والمعروفة بـ "أحمد منسي" منذ العام 1957 على تأسيسها في منطقة سحاب مكانتها بين مرتاديها، ليندمج المواطنون بالحجاج الذين يمرون بالأردن متجهين لبيت الله لأداء مناسك الحج، ومنهم الأتراك واليوغسلافيون والبوسنيون؛ إذ كانوا يقومون بنصب خيامهم في الساحة الترابية القريبة من واجهة البقالة، ويقصدونه لشرب الشاي والقهوة والماء البارد، لتربط المسلمين غير العرب بالأردنيين علاقات إنسانية ودينية وثيقة، ولا يقف الأمر عند الحجاج بل كان المقهى مقصد أهل البادية القادمين بأغنامهم إلى سوق الحلال الواقع بجانبه في ذلك الوقت، ما يؤهلهم ذلك لبيع "حلالهم" والاستراحة في البقالة.
يؤكد ولدا مؤسس بقالة الفالوجي، رايق ومحمد، بأن أباهما عمل على تأسيس البقالة في موقعها الحالي في العام 1957، ولم يفكر من ذلك الوقت بتوسعتها أو زيادة معروضاتها، ويشيران إلى أن والدهما أطلق عليها في البداية اسم "أحمد منسي"، ولكنه بعد سنوات أطلق عليها اسم "الفالوجي" كنية لاسم العائلة.
لعب وجود البقالة.. ولم يزل دور في الحياة الاجتماعية والثقافية القديمة أو المعاصرة، وكان كما يروي الإبن رايق، بأنها ملتقى الأصدقاء، إذ كانت تضم رواده من مختلف الأطياف، يجمعهم كلام الإطمئنان على الأوضاع الإجتماعية للعائلات والعشائر المحيطة بالمنطقة.
ويقول الحاج أحمد منسي، أن الأوضاع المعيشية والاقتصادية كانت صعبة، وكان عامل الاستدانة موجودا، بحيث يأخذ الزبون حاجته من المواد التموينية، ويكون سداد الدين على "البيدر" أي وقت الحصاد، أو حينما تلد أنثى الخراف.
ما زالت بقالة أحمد منسي "صامدة" حتى يومنا هذا، ولم يتغير عليها شيء سواء في حجم المكان أو المواد المباعة، فهي شاهد على أحداث وذكريات عاشها الحاج أبو رايق في سوق سحاب.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :