-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 15-07-2018 09:34 AM     عدد المشاهدات 3388    | عدد التعليقات 0

(التواصل الاجتماعي): عقد الواقع عندما تترجم افتراضيا

الهاشمية نيوز - في خضم انشغال العالم بالفضاء الالكتروني انتقل العتب بين الناس جراء عدم استدامة التواصل، وغياب تبادل الزيارات وتقديم الواجبات الاجتماعية من الواقعية للعالم الافتراضي، تحت مظلة ما يمكن تسميته مجازا بـ"العتب الالكتروني".
ويأخذ هذا العتب قسطا من حديث المجالس اينما اتجهنا، فيلوم هذا ذاك على عدم قيامه بوضع "اعجاب" تحت منشوره، ويغضب آخر من صديق افتراضي لعدم تطابق تعليق الاخير مع آرائه، ليمتد الامر بين المتخاصمين الى استخدام خاصية" البلوك كناية عن " قطيعة الكترونية".
فهذه سهام متقاعدة من وظيفة حكومية تقاطع صديقتها بسبب عدم قيام الاخيرة بإبداء الإعجاب على صورة حديثة لها نشرتها على صفحتها على الفيسبوك، ولم تقم سهام باستخدام خاصية "البلوك" فقط، بل قاطعتها فعليا رغم أن علاقتهما تمتد لزمن الطفولة.
وعمدت وفاء (ربة بيت) إلى إلغاء حسابها على "الفيسبوك" لانها لا تريد رؤية اي من الاصدقاء المفترضين ممن لا يشاركونها بتعليقات ترتقي لسقف توقعاتها.
خبراء في علمي النفس والاجتماع يعزون فكرة "العتب الالكتروني" الى انعدام الثقة بالنفس والسطحية في التفكير وضعف التسلح بالعلم والمعرفة وغياب الأسس الحقيقية لمعنى الصداقة وعرى الروابط الاجتماعية وقيمها الاصيلة، مؤكدين ان العتب بين الناس ولاسيما المرتبط بوسائل التواصل "يولّد مع الوقت امراضا مختلفة كالقلق والتوتر وضعف التركيز وفقدان الهدف".
ويقول مطور نظم المعلومات الادارية داوود ابو حسان " بقدر ما أسهم "الفيسبوك" بتقريب المسافات بقدر ما أدى إلى خلق فجوات بين البعض نتيجة ضحالة التفكير او العقد النفسية"، منوها الى ان المسألة تتعدى الاعجاب من عدمه في المنشور، الى صلب العلاقات إلانسانية التي يفترض ان تبنى على تبادل المعرفة والإحترام المتبادل.
ويرى عثمان محارمة وهو مدير لشركة خاصة ان "الفيسبوك" تحديدا أظهر الوجه الحقيقي لأشخاص بعينهم حيث خاب ظنه من بعض االناس، معتقدا أنه تسبب جراء سوء الاستخدام بـ"خراب العلاقات الاسرية" لنلحظ ازديادا في نسب الطلاق. ويتشاطر كل من عماد الصمادي ( مدير انتاج)، وأمية كمال الدين (مدرسة) الرأي حول هذا الموضوع حيث يؤكدان أنه ينم عن "قلة عقل" وفراغ يعاني منه الشخص "العاتب".
ويرى باعث الضلاعين (يعمل في مجال الاغاثة) أنه عالم وهمي فلماذا الغضب اذا لم يشاركنا اشخاص نحن نعتبرهم أيضا وهميين".
ويقول أستاذ الارشاد النفسي والتربوي بجامعة عجلون نايف الطعاني ان الاصل بوسائل التواصل ان تكون "اجتماعية" بامتياز بمعنى التواصل والحوار والنقاش، وحتى المجاملة بابداء الآراء لغايات معينة من جملتها الدعم المعنوي والنفسي لاشخاص بعينهم يكونوا بأشد الحاجة اليهما، غير ان ما يحدث حقيقة ان المتواصلين نقلوا ايضا طباعهم وكيفية تعاطيهم مع المجتمع من الحياة الاعتيادية الى الحياة الافتراضية .
ويعتقد استاذ علم الاجتماع بالجامعة الاردنية محمود كفاوين ان الاجيال بحاجة الى اعادة تعريف مفاهيم التربية والتثقيف والتواصل، وصولا الى الارتقاء بالفكر والسلوك يخدم فكرة التواصل الافتراضي.
"التشاركية والتفاعل والتواصل مع جميع الاصدقاء الموجودين على صفحتك تحد من العتب الالكتروني"، يقول استاذ علم الاجتماع بالجامعة الاردنية محمد الدقس، مشددا على ان من ارتضى لنفسه دخول العالم الافتراضي عليه أن يتحمل كل تبعاته وأمزجة الناس.-(بترا)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :