-

كتابنا

تاريخ النشر - 23-06-2018 08:53 PM     عدد المشاهدات 1288    | عدد التعليقات 0

ماهية صفقة القرن؟ و كيف؟! و متى؟! و إلى أين؟!

الهاشمية نيوز -

ماهية صفقة القرن؟ و كيف؟! و متى؟! و إلى أين؟!

ميار شحادة

يقول الأديب السوري #محمد_الماغوط لروحه الرحمة و السلام "كل طبخة سياسية في المنطقة أمريكا تعدها وروسيا توقد تحتها واوروبا تبردها واسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون" طبخة الطاهي فيها موجود و لكنه غير ماهر و الذي يوقد النار تحتها توقف بلا حراك و الذي يبردها اذعن لأنه يريد ترفيعا في سلم المطبخ و لكن الذي سيأكلها جائعا و جاهزا لأن يلتهم و الذي سينظف ينتظر اكتمال الطبخة و حتى أنه يختلف من الآن كيف سينظف الأطباق (صفقة بلا قرن و وصفة بلا هوية)،

تعودنا لبداية أي دولة تنتج حضارة يجب أن توجد بداية حقيقية تفرز كيمياءا بين منتسبيها و لهم مصالح في إعدادها و حتى تنتج يجب أن تغلق دفاتر الماضي إلا أن هذه الدفاتر بمسمى الماضي لم تغلق بعد (صفقة القرن) أو هكذا أرادها أبناء العم سام أو لنقل أبناء العم سام و حام معا و لكي نشرع في فك طلاسم هذه الصفقة و من مبدأ تجردي علمي باحث و في قضية بدأت قبل نحو سبعين خريفا يجب علينا اولا تعريفها و شرح مفهومها من ثم وضع معطياتها و الإجراءات و الظروف التي مرت بها و على ذلك نستطيع الخروج بإضاءات و أفكار تستطيع وضع النتائج و البدائل و الخيارات،

فلسطين أو إسرائيل أو لنقل أن التسمية متنازع عليها هي أرض المقدسات و الحضارات بدأت بصارع بين البابليين و الفراعنة و استمرت قرونا طويلة جدا إلى أن وصلنا ليكون الصراع عربيا إسرائيليا و حتى أنه فهم بثلاث مفاهيم ديني و قومي و مفهوم ثالث تأرجح بين الدخيل و الإن و هو اللغوي فعن تسمية فلسطين بهذا المسمى -وقد كتبت في هذا الصدد- فهو إسم أطلقه الإغريق (اليونانيين حديثا) و تعريفه اللغوي سكان أهل الساحل من مناطق جنوب لبنان إلى معبر رفح في سيناء أما تسمية أهل فلسطين الاوائل (الكنعانيين) الذين و كما أشدد في كل منشور يخص فلسطين الحبيبة ليسوا عربا و ليسوا اسرائيليين بل هم شعوب سامية اعيد انتاجها بأكثر من صيغة فكانت دولة السلام لأنهم كانوا يروون في دولتهم السلام و الوئام أما تسمية الإسرائيليين فكانت اسرائيل الكبرى تحت غطاء ديني مزور فلا هو معلوم هل هو سن توراة حمورابي البابلي أم من توراة موسى أم من انجيل المسيح القديم هذا فيما يخص التسمية،

و حتى لا نغوص في غياهب الماضي كثيرا فما يهمنا الحاضر و لا شى غيره من مبدأ إنساني فإن عام ٤٧ أعلن عن قيام أحادي المنظور لدولة لا قومية و لا دينية و حتى أنها مشوهة المعالم فتارة يستخدمين الدين و تارة العرق اليهودي المهجر المظلوم (حسب زعمهم) و هنا أقصد الإسرائيليين فقامت دولتهم و التي اعترفت فيها أميركا بعد دقائق من إقامتها و لكن التركيبة السكانية الأخرى (العربية) التي ضاعت بين دول عربية كثيرة فتارة تنسبها مصر إليها و تارة سوريا مع أنها تاريخيا مرتبطة بحضارة نهر الأردن يعني أن الاردن و فلسطين أرض واحدة في ذلك الوقت عداء المسلمين العرب مع اليهود سواء كانوا عربا او غرب عداءا طائفيا معقد غير مفهوم إطلاقا فكان كل واحد منهم ينسب الأرض و المقدس لنفسه بدون وجه حق و هذا تاريخيا و حضاريا يدل على أن لا احد سيكسب بالنهاية في ظل عدم وجود دولة عربية موحدة و مستقرة شرع الأردن عن طريق حاكمه الأول #عبدالله_الاول على حفظ مقدسات المسلمين و المسيحيين على حد سواء لأنه حاكم يعي أن الآخر يلعب سياسة و يطبخها فإستخدم أسلوبا مهما في السياسة و هي فن الممكن إلا ان الجيران العرب و كما العادة في كل موقف كانوا يروون بأنهم أحق رغم عدم ارتباطهم في فليطين بشئ حتى العلاقة الجغرافية المصرية الفلسطينية لا تتعدى سوى معبرا بسيطا لا يعد عميقا مع فلسطين،

بعد فك الإرتباط في ٨٨ و كانت وحدة الارتباط مرفوضه من قبل العرب قبل أي أحدا أخر من مبدأ استعادتهم الأرض كاملة من البحر الأبض المتوسط إلى نهر الاردن إلا أنهم غفلوا ان اسرائيل تتمدد ليس فقط سياسيا و دوليا بل استشرت قوميتها ليس في الاراضي التي اقامت عليها دولتها بل حتى في الضفة التي رسمتها معاهدة اوسلوا و التي للآسف لم تكن مدروسة إطلاقا حيث ما تلى أوسلوا من ترتيبات بين السلطة الفلسطينية و اسرائيل حيث قسموا الضفة ذاتها إلى ثلاث مناطق الأولى (A) و هي مناطق تحت سلطة السلطة سياسيا و عسكريا و اداريا و مجتمعيا و الثانية (B) و هي مناطق تحت سلطة السلطة اداريا فقط اما الجوانب العسكرية و السياسية بيد الاحتلال و المناطق (C) و هي مناطق مشتركة و كل المناطق غير محددة لأنها مرهونة بالمستوطنات التي ليس لها قانون منظم فهي على مزاج الاحتلال و ايضا جاءت توصيات اسرائيلية لاميركا بإضافة بنادا ينص على ادارة اسرائيل للمنطقة الحدودية في غور الاردن و هذا كله يذكرني بما كتبه الرائع مدير الديوان الملكي السابق #عدنان_أبو_عوده في كتابه عاصمتين في عاصمة غير قابلة للقسمة القدس والذي قال في طياته أن اسرائيل تستخدم نظرية الفأران الذان يتنازعان على قطعة جبن فاحتكما إلى رأي قرد و كتابه يدرس ككتاب حل لقضايا دولية في جامعة هارفرد،

في العام الماضي وحينما تسلم الرئيس الامريكي #دونالد_ترامب استبشر الاسرائيليين و تحديدا الرئيس #نتنياهو خيرا ليس لأنه جمهوري لأنه لطالما جاء لاميركا رئيسا جمهوريا و لكنه يعلم بأن ترامب ليس سياسي و هو ينتمي للاقتصادي الذي يهمه حلفاءه اليهود التجار سعى ترامب منذ حملته الانتخابية و حتى هذه اللحظة لتمكين اسرائيل بكل شئ دوليا حيث دعمه كان لا محدود حتى ان جزءا من قراراته الدولية كان لاسرائيل بل و دعمهم في حماية مشروعهم النووي حيث سن وثيقة وصفت سرية بضمان عدم الضغط على اسرائيل في معاهدة حظر الأسلحة النووية رغم ان اميركا من ضمن الموقعين و أخيرا الخروج من دائرة الحياد و العمل على تحديد و ترسيم و شرعنة زيادة الاراضي الإسرائيلي داخل اسرائيل بدون وجه حق دولي و هو ما يرفضه المجتمع الدولي و اخيرا منحهم لحق القدس الموحدة رغم أنها من قضايا الحل الدولية،

اذا اتينا للجزء المهم ماهية صفقة القرن؟ صفقة القرن و هي مشروع امريكي لادارة ترامب على غرار مشروع كلينتون لاقامة سلام و حوار على هذه الاراضي المتنازع عليها و لكن مشروع ترامب يقضي بإعطاء دولة للفلسطينيين على الضفة و غزة بشرط عدم إدارة المستوطنات المتوغلة و المتغولة على اراضي الضفة تحديدا و عدم إمتلاكها لسلاح و الارادة و عاصمتها مدينة (أبو ديس) البعيدة فقط ٤ كم٢ عن القدس إلا أنها بعد الجدار و الحواجز ستصل المسافة على الأرض ١٨ كم٢ طبعا هذا المخطط ضعيف و غير منطقي لا سياسيا و لا دوليا لأنه ببساطة مخالفا لاتفاقية اوسلوا التي شهدت عليها اميركا و روسيا و طرفيها الفلسطيني و الاسرائيلي،

سعت اميركا بالضغط على السلطة للموافقة من خلال تخفيف المساعدات المباشرة من واشنطن لرام الله و المساعدات الغير مباشرة من خلال إلغاء ٦٠ مليون دولار كانت تدفعها لمخيمات اللاجئيين في الاونوروا كما أنها أيضا حاولت الضغط على الأردن اقتصاديا إلا أن الاخير كان صارما و في كل محفل يخرج فيه الملك #عبدالله_الثاني يقول لا سلام في المنطقة إلا بحل عادل و شامل للقضية الفلسطينية و أن تكون القدس الشرقية عاصمتها من خلال المواثيق الدولية و التي تعود لحدود عام ٦٧ و رغم الاحتجاجات و الظروف الإقتصادية على الأردن ظل ثابتا متماسكا و قويا في مواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي،

الحديث عن تمويل سعودي او اماراتي او تنازل مصري غير منطقي ليس من مبدأ الدفاع عن هذه الدول لكنهم لا يملكون قرارا لا في الأردن و لا فلسطين كيف ستتم الصفقة او كيف يريدها راسميها؟! حاولت اميركا و تحاول مؤخرا من خلال زيارات عديدة لمستشار و صهر الرئيس ترامب غارد كوشنير و مبعوثه الخاص غرينبلات بزيارات عديدة للاردن و مصر و السعودية و قطر لاقناع السلطة في الضفة و حماس في غزة على الموافقة في مقابل دعم استراتيجي ضخم و لكن جميع هذه الدول الأردن قالتها بصراحة أننا لسنا بصدد الدخول في فوهة النار كما أننا لا ننفك عن قضيتنا و طبعا انا مع من كل من يقرأ ان هناك أصوات مطبعة لكن هذه الأصوات لا تستطيع الحسم خصوصا وان الشارع لن و لم يرضى بهكذا نتائج و لذلك رد الملك الى كوشنير و غرينبلا و نتنياهو و كوهين واضحا التفاوض ليس معنا بل مع الجانب الفلسطيني فقط و شعبه لانه الاحق بذلك،

و علينا ان نذكر هنا ان الجانب الفلسطيني ضعيف و ضيق الافق سياسيا و عسكريا و اقتصاديا و حتى مجتمعين فنحن نرى سلطتين متمثلة بالسلطة و حماس و جيشين متمثلة بجيش السلطة و قوات القسام و قيادتين سياسيتين متمثلة بالسلطة و حماس عداك عن المجتمعين المتقسمين اصلا بين الضفة و غزة الأخطر في هذا الإنقسام ان هناك اصوات من داخل الضفة تفضل الإدارة الاسرائيلية و هذا ينذر بخطر أنه في حال اللجوء لأي استفتاء و هو حل مطروح سواء في البيت الأبيض او الكنيست ستكون الغلبة اسرائيلية،

أما عن ماهية الخيارات المطروحة؟ تتلخص بعدة آراء فإقامة كونفدرالية مع الأردن خصوصا في اراضي الضفة و اخرى بين سيناء المصرية و غزة و هذا خيار مستبعد تماما ليس لرفض الفكرة بل جيوسياسيا حيث ان الأردن لا يحتمل تغيرا جيوسياسي و ديمغرافي جديد و ستزيد المشكلة اكثر حيث ان التماس الاسرائيلي سيزيد مع الاردن و يشكل خطرا عليها الخيار الأمريكي و الذي تحبذه اسرائيل و جاء ذلك على لسان مندوبة اميركا في مجلس الامن نيكي هيلي في مقابلة في قناة ال (CNN) الامريكية و هذا ما تعمل على رفضه الدبلوماسية الاردنية من خلال علاقاتها الاوروبية الرافضة للقرارات الاحادية للجانب الأمريكي و هذا ما زاد الحدة و التوتر بين الجانب الاوروبي و الامريكي في خلافاتهم الكثيرة ماذا سيحدث و سينتج عن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لاميركا هذا ما ستطلعه علينا الأيام،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#القضية_الفلسطينية
#هنا_الأردن




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :