-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 16-04-2018 09:52 AM     عدد المشاهدات 386    | عدد التعليقات 0

وادي الأردن: 65 % نسبة تراجع الزراعات الصيفية

الهاشمية نيوز - يؤكد معنيون أن الزراعات الصيفية في مناطق وادي الأردن "تراجعت بنسبة تقرب من الـ65 %، مقارنة بالمواسم الماضية"، قائلين إن الموسم الحالي يعتبر "القشة التي ستقصم ظهر البعير"، في إشارة إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشونها نتيجة الخسائر المالية "الكبيرة" التي لحقت بهم.
ويوضح هؤلاء المزارعون "أن هذا التراجع سينعكس سلبًا على قدرتهم على التحضير للزراعات المبكرة، التي ستتراجع أيضًا بشكل كبير"، عازين أسباب ذلك إلى "نقص التمويل، والعمالة الزراعية اللازمة لبدء العمل، وتراجع السيولة اللازمة لتجهيز الأرض وشراء البذور، إضافة إلى تحدي المياه في ظل الوضع المائي الصعب كتراجع مخزون السدود إلى ما دون 40 % من سعتها التخزينية الأمر الذي يدفع المعنيين باتخاذ قرار بوقف الزراعات الصيفية".
ويقولون إن الزراعات الصيفية، وإن كانت زراعات ثانوية، إلا أنها عادة ما كانت توفر الدخل اللازم للمزارعين بعد انتهاء الموسم الزراعي، وركيزة أساسية لتوفير مصاريف تجهيز الأراضي للزراعات المبكرة.
ويقسم الموسم الزراعي في وادي الأردن لثلاث مراحل، الأولى تختص بالزراعات المبكرة والتي تبدأ من نهاية أيار (مايو) وحتى مطلع تموز (يوليو) من كل عام، فيما يبدأ إنتاجها خلال أيلول (سبتمبر)، وغالبا ما تكون محاصيل الباذنجان والذرة والخيار، بينما تبدأ المرحلة الثانية، وهي الأكثر مساحة وتسمى بالعروة التشرينية، مطلع تشرين الأول (اكتوبر) وتستمر لغاية تشرين الثاني (نوفمبر)، في حين تبدأ المرحلة الثالثة، والتي تختص بالزراعات الصيفية، عقب الموسم الرئيس وهي عبارة عن محاصيل الذرة والملوخية والباميا وغيرها من المحاصيل الأخرى.
المزارع نواش اليازجين يؤكد أنه "لم يشهد طول مدة عمله في الزراعة التي قاربت على الـ33 عامًا، موسمًا أسوأ من الموسم الحالي، إذ أن خسائر المزارعين توالت منذ بدء الموسم وحتى نهايته"، موضحًا أن "ما زاد الطين بلة، أن المزارع عانى الكثير نتيجة ارتفاع الكلف وخاصة الايدي العاملة التي استحوذت على ما قيمته 40 % من الإنتاج".
ويقول إن تكلفة البيت البلاستيكي الواحد "تجاوزت هذه الأيام الـ600 دينار، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه ناتج البيت بأفضل حالاته 1500 دينار"، مضيفًا في الوقت نفسه أنه وفي "ظل الظروف الحالية فإن الزراعات الصيفية تراجعت بنسبة كبيرة زادت على الـ65 % مقارنة بالمواسم الماضية".
ويتابع اليازجين أن مجموع الأراضي التي تزرع بالمحاصيل الصيفية "تشكل نحو 30 % من مجمل الأراضي الزراعية في مناطق وادي الأردن، فيما تناقصت مساحة الأراضي المزروعة للموسم الصيفي الحالي لحوالي 10 % فقط".
من جانبه، يقول المهندس عبدالكريم الشهاب إن الأوضاع الصعبة التي يمر بها القطاع الزراعي وعدم وجود أي بوادر تلوح بالأفق لانفراجها سـ"يدفع بالعديد من المزارعين إلى بيع مشاريعهم الزراعية وترك المهنة، ما سيقلل من المساحات المزروعة خلال الموسم المقبل لنحو 30 % فقط"، عازيًا ذلك إلى "إحجام الشركات الزراعية عن دعم المزارعين الذين لم يستطيعوا حتى الآن سداد ديون المواسم الماضية".
ويؤكد "أن معظم المزارعين يبدون تخوفهم من المضي قدمًا في تجهيز أراضيهم سواء للزراعة المبكرة أو العروة التشرينية القادمة، وذلك بسبب استمرار المشاكل التسويقية من جانب وتفاقم مشكلة العمالة التي تعتبر ركيزة أساسية لبدء الموسم لأي مزارع من جانب آخر"، مشيرًا إلى أن التراجع المستمر لمساحة الأراضي المزروعة خلال المواسم الثلاثة الماضية "مؤشر خطير" على المنظومة الزراعية بمجملها بدءا من المزارع وصولا إلى المستهلك.
"تراجع الإنتاج الخضري مقارنة بالمواسم الماضية، وانتهاء الموسم الحالي مبكرًا يظهر مدى سوء الأوضاع التي يعيشها القطاع الزراعي والمزارع على وجه الخصوص" بحسب الشهاب الذي توقع "أن يكون الموسم المقبل أسوأ من الحالي خاصة مع عدم وجود أي تحرك رسمي لانقاذ القطاع، وكأن الأمر لا يعنيهم".
بدوره، يرى ناصر كامل، مالك مشتل زراعي، أن أوضاع القطاع الزراعي "تتراجع عامًا بعد عام، إذ أن كمية الأشتال التي يجري زراعتها حاليًا سواء للموسم الشفوي أو للزراعات المبكرة تراجعت بنسبة 50 % مقارنة مع العام الماضي"، مرجعًا ذلك إلى "عدم وجود إمكانات لدى المزارعين لدفع ثمن الأشتال، وعدم قدرة المشاتل على إمداد المزارعين بالأشتال خوفًا من عدم قدرتهم على السداد".
ويتوقع كامل "أن تتراجع عمليات التشتيل للعروة التشرينية بنسبة كبيرة، خصوصًا وأن العديد من المزارعين سيتوجهون إلى زراعة أراضيهم بالذرة والأعلاف، كونها ذات كلف منخفضة مقارنة بالمحاصيل الأخرى"، مشيرًا إلى أن كمية الأشتال التي تنتج حاليًا "انخفضت بنسبة 70 % مقارنة بمواسم سابقة".
من ناحيته، يحذر رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام من أن الموسم الحالي سـ"يكون الأخير لمزارعي وادي الأردن في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدوها والتي فاقمت من الأوضاع الكارثية التي مروا بها".
ويوضح "أن تفاقم مشاكل القطاع مع استمرار المشاكل التسويقية وزيادة الأعباء نتيجة نقص العمالة الزراعية وارتفاع كلف الإنتاج ونقص مياه الري سيؤدي حتمًا إلى تراجع المساحات المزروعة"، مؤكدًا "أن الأوضاع الاقتصادية لغالبية المزارعين تزداد سوءا يومًا بعد يوم نتيجة الالتزامات المالية المترتبة عليهم".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :