-

عربي دولي

تاريخ النشر - 28-02-2018 09:47 AM     عدد المشاهدات 451    | عدد التعليقات 0

غارات على الغوطة الشرقية في اليوم الأول من الهدنة الروسية

الهاشمية نيوز - جددت قوات النظام السوري قصفها على منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق امس، رغم سريان هدنة قصيرة من خمس ساعات أعلنتها روسيا وتخللها انتهاكات عدة.
ويأتي تطبيق الهدنة الروسية بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي ليل السبت قراراً ينص على وقف شامل لاطلاق النار في سورية "من دون تأخير"، الا أنه لم يحل من دون استمرار قوات النظام في استهداف المنطقة المحاصرة وإن بوتيرة أقل.
وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل ستة مدنيين، بينهم طفلان واصابة 26 آخرين بجروح على الأقل جراء الغارات والقذائف التي اطلقتها قوات النظام على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية.
وقتل اثنان من الضحايا اثناء سريان الهدنة التي تخللها وفق المرصد انتهاكات عدة مع شن قوات النظام غارات وقصق مدفعي استهدف عشر بلدات ومدن على الأقل خلال ساعات الهدنة الخمس.
في المقابل، اتهمت موسكو امس الفصائل المعارضة باستهداف مواقع تحت سيطرة قوات النظام خلال الهدنة.
وقال المسؤول عن المركز الروسي للمصالحة الجنرال يوري ايفتوشنكو في بيان إن "مقاتلي المجموعات المسلحة" بادروا الى "قصف كثيف بالمدفعية" وخصوصاً قذائف الهاون مستهدفين مواقع عدة بينها الممر الانساني الذي يهدف الى ايصال المساعدات واجلاء المصابين.
وكان الاعلام السوري الرسمي اتهم صباحاً الفصائل المعارضة بـ"منع خروج" المدنيين عبر استهداف المعبر بخمس قذائف. ونقل التلفزيون الرسمي بثاً مباشراً من نقاط القوات الحكومية عند معبر الوافدين، حيث توقفت حافلات وسيارات اسعاف في المكان الذي خيم عليه الهدوء.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ عند التاسعة (07,00 ت غ) بتوقيت دمشق واستمرت حتى الثانية بعد الظهر (12,00 ت غ). ويُفترض ان تطبق يومياً في التوقيت ذاته على أن يُفتح خلالها "ممر انساني" عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين، وفق الإعلان الروسي.
وبحسب المرصد، لم يسجل عبور أي من المدنيين خلال ساعات الهدنة.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف يولاندا جاكميه لوكالة فرانس برس رداً على سؤال عن خروج مدنيين "على حد علمنا، لا"، موضحة أنه "لم تحصل أي من قوافلنا على الضوء الأخضر حتى الآن".
وأوضحت أنه "بحسب القانون الإنساني الدولي، يجب التخطيط جيداً للممرات الإنسانية وتنفيذها بموافقة جميع الأطراف، وليس طرفاً واحداً فقط".
ورداً على سؤال عن احتمال زيادة ساعات الهدنة، اوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف ان "ذلك رهن بطريقة تصرف المجموعات الارهابية، ما اذا كانوا سيواصلون إطلاق النار، ما اذا كانوا سيواصلون استفزازاتهم".
في البلدات المحاصرة، لم يبد عدد من السكان حماسة ازاء الهدنة رغم خروجهم مستغلين الهدوء النسبي لشراء حاجياتهم أو تفقد ممتلكاتهم والاطمئنان على اقاربهم.
وقال سامر البويضاني (25 عاماً)، أحد سكان مدينة دوما، "الهدنة (الروسية) مهزلة، روسيا تقتلنا يومياً وتقصفنا يومياً".
وأضاف "لا آمن على نفسي أو أهلي الخروج لناحية النظام (...) في حال وافقت وخرجت سيقوم مباشرة بتجنيدي لقتال السوريين".
وفي مدينة حمورية حيث تحولت مبان بأكملها الى جبال من الركام وأخرى فقدت واجهاتها، شاهد مراسل فرانس برس رجلاً يزيل ركام جدار منزله الذي انهار جراء القصف، لافتا الى حركة خجولة للمدنيين سيرا أو على دراجات نارية.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 شخص بحاجة إلى إخلاء طبي من الغوطة الشرقية، التي تعرضت "76 في المئة" من منازلها لأضرار جراء القصف. واستبقت الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الاسلام وفيلق الرحمن، اعلان الهدنة الروسي برفضها أي "تهجير للمدنيين أو ترحيلهم".
وفي بيان مشترك امس، أبدت هذه الفصائل استعدادها لاخلاء مقاتلي هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) مع افراد عائلاتهم من الغوطة الشرقية، بعد 15 يوماً من دخول وقف اطلاق النار الذي أعلنه مجلس الامن الدولي حيز التنفيذ الفعلي.
يطلب قرار مجلس الأمن الدولي من "كل الاطراف بوقف الاعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوماً متتالية على الأقل في سورية من اجل هدنة انسانية دائمة" لافساح المجال أمام "ايصال المساعدات الانسانية بشكل منتظم واجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة". ويستثني القرار تنظيمي "داعش" والقاعدة وجبهة النصرة في اشارة الى هيئة تحرير الشام وكل المجموعات والاشخاص المرتبطين بها.
وتفتح هذه الاستثناءات الطريق امام تفسيرات متناقضة لا سيما أن دمشق تعتبر فصائل المعارضة "ارهابية"، ما من شانه أن يهدد الاحترام الكامل لوقف اطلاق النار.
وسبق لروسيا أن أعلنت خلال معارك مدينة حلب (شمال) في العام 2016 هدناً انسانية مماثلة بهدف اتاحة المجال أمام سكان الأحياء الشرقية للخروج، لكن من غادروا كانوا قلة اذ عبر كثيرون عن شكوكهم بشأن الممرات التي حددت كطرق آمنة.الا ان معركة حلب انتهت مع ذلك باجلاء آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين في كانون الأول/ديسمبر العام 2016.
وقال محمد العبد الله (30 عاماً) أحد سكان حمورية "نحن أمام خيارين: الموت او التهجير، الحملة التي مرت علينا كانت حملة إبادة"، مضيفاً "نتمنى هدنة دائمة على مستوى الغوطة كلها وأن يفتحوا لنا المعابر الإنسانية أو يهجرونا من دون قتل".وأوضح "رأينا التجربة التي مرت في حلب، السيناريو ذاته يعيد نفسه".-(ا ف ب)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :