-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 17-11-2017 09:39 AM     عدد المشاهدات 582    | عدد التعليقات 0

لاجئون سوريون ينافسون الغزيين على فرص العمل في جرش

الهاشمية نيوز - يتنافس المئات من اللاجئين السوريين، مع الغزيين من أبناء مخيم جرش، على فرص العمل المتواضعة في محافظة جرش، وخاصة في موسم قطف الزيتون، الذي يعتمد عليه الغزيون في تغطية نفقات شهور قادمة وتوفير مونة البيوت من الزيت وشراء وسائل التدفئة لفصل الشتاء.
ويعتقد الناشط أبو يوسف الغزي أن فرص العمل لأبناء مخيم جرش متواضعة، خاصة وأن العشرات من المهن مغلقة على الأردنيين، وأبناء المخيم لا يحملون بطاقة أحوال مدنية أو أي وثائق أخرى باستثناء جواز سفر مؤقت، يجدد كل عامين ويعانون من الفقر والبطالة وتراجع المستوى المعيشي للأفراد في ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية.
وقال الغزي إن نساء وشباب مخيم جرش يعتمدون على الأعمال الحرة في توفير مصادر دخل كالعمل في المحال التجارية أو كعمال في الأراضي الزراعية وفي قطاع الإنشاءات وغيرها من الأعمال التي يعملون فيها ساعات طويلة وأجور قليلة ودون أدنى شروط العمل أسوة بالعمالة الأردنية.
ويعتقد أبو يوسف أن الآلاف من السوريين يعملون الآن ومنهم يقطنون محافظات أخرى، ولكن يعملون في جرش ويتقاضون أجورا أقل، ويعملون ساعات أطول وهذا يخفض فرص العمل المتوفرة لأبناء مخيم جرش والمعتادين عليها منذ عشرات السنين.
وبين أن موسم الزيتون من أهم المواسم التي يعمل فيها أبناء المخيم من نساء وشباب وأطفال، وحاليا تنخفض فرص العمل تدريجيا لتكون معدومة في العديد من القرى ومغلقة للاجئين السوريين، ما يفاقم الأوضاع الاقتصادية لأبناء المخيم كموسم قطاف الزيتون والذي يستمر لأكثر من 3 أشهر ليتجه المئات منهم إلى العمل في قطاف الزيتون رغم ظروف العمل الصعبة فيه.
وكان مخيم جرش أقيم كمعسكر طارئ عام 1968 لاستيعاب 11500 من اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة بعد نكبة 1967، ولا يحمل معظم سكانه أي اثبات للشخصية، وينطبق ذلك على جيل الأبناء والأحفاد.
وتصل البطالة في المخيم بين الرجال 39 %، فيما تبلغ بين النساء 81 % وهي مرتفعة بالمقارنة بـ39 % للاجئات الفلسطينيات بالأردن، وفق دراسة تعد الأولى من نوعها أعدتها وكالة الغوث الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبي العام 2007 .
وتقدر أرقام أولية وجود ما يزيد على 40 ألف سوري يعملون يوميا في محافظة جرش، بينما يقيم فيها ما يزيد على 13 ألفا، وهناك أعداد كبيرة من السوريين لا يلتزمون بالتعداد لعدة مخاوف ترتابهم ومنها الخوف من قطع المعونات والزامهم بفرص عمل معينة أو نقلهم إلى محافظات أخرى، فيما أكدت دراسة أخرى أعدتها بلدية جرش الكبرى وجود ما يزيد على 1100 لاجئ سوري يعملون في مختلف المهن في مدينة جرش.
وقال المحامي جنيد العياصرة إن اللاجئين السوريين ينافسون الغزيين على فرص العمل على الرغم من اللاجئ الغزي في مخيم جرش يعيش في الأردن منذ عشرات السنين وتربى فيها ودرس فيها، ومحروم من أي ميزة تميزه عن باقي اللاجئين الذين يقطنون في الأردن وينافسون أبناءنا في الخدمات الصحية والتجارية وفرص العمل ومختلف الخدمات.
وأوضح أن اللاجئين يلجأون للعمل في محافظة جرش تحديدا لموقعها المتوسط بين مختلف المحافظات وتوفر فرص عمل متعددة لا يعمل فيها الأردنيون لتدني الأجور كالعمل في قطاع الأطعمة والأشربة والإنشاءات والأعمال الزراعية ويعملون فيها بأجور منخفضة وساعات عمل طويلة.
في المقابل اعتادت النساء الغزيات على حزم زوادة طعامهن في ساعات الفجر الأولى باتجاه كروم الزيتون المجاورة لمخيم "غزة" بمحافظة جرش، للعمل في "جوال" الزيتون ليساعدهن هذا العمل في تأمين قوت أولادهن ويغنيهن عن انتظار صدقات محسنين يدقون أبواب منازلهن في المخيم، على حد تعبيرهن.
وتعمل السبعينية أم مصطفى رغم الظروف الجوية القاسية والتي تتميز بالبرودة الشديدة وشدة سرعة الرياح كغيرها من النساء "الغزيات" في "جوال الزيتون" ، وهو جمع ما تبقى من ثمر الزيتون المتساقط على الأرض أو ما يزال عالقا في أعلى الشجر بعد إنتهاء أصحابه من عملية قطاف الزيتون ومن ثم عصر الزيتون وبيعه وتوفير مونة البيت من الزيت لعام مقبل.
وتقول إنها تعتمد على هذه المهنة حالها كحال المئات من نساء مخيم جرش واللواتي قست عليهن ظروف الحياة وحملهن فقدان الزوج أو مرضه مسؤولية إطعام أفواه تنتظر في ساعات المغيب ما يسد جوعها.
وأضافت أنها "تتشارك و5 نساء أخريات من المخيم في عملية " الجوال " ويحصدن يوميا ما يقارب 3 ( شوالات ) من ثمار الزيتون ويقمن بعصرها وبيع الزيت ، بعد تخزين "مونة المنزل" وتقاسم الارباح فيما بينهن".
وقالت عزيزة عبد الدايم، أم لـ7أطفال، إن "موسم جوال الزيتون من المواسم التي تنتظرها النساء الغزيات ويبدأ عملهن عند انتهاء أهالي جرش من قطاف الزيتون وحتى إغلاق المعاصر.
ولا تتحرج رقية من عملها في جوال الزيتون بل تحاول التشبيك - قدر الإمكان – مع أكثر من نساء لمواصلة العمل على مدار الموسم لادخار مبلغ من المال يعينها على تجاوز قساوة برد أشهر الشتاء، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف توفير سبل التدفئة.
وبينت أنها مع النساء يتحملن قساوة العمل في جوال الزيتون حتى عند تساقط الأمطار، فجميع النساء ينطلقن للعمل وعند تساقط المطر يختبئن تحت ظلال أشجار الزيتون وبعد توقف سقوط المطر يتابعن العمل.
وقالت عبد الدايم إن المئات من شباب المخيم يعملون في هذه المهنة نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الشباب وإغلاق عشرات المهن على الأردنيين، مما يجبرهم على العمل في أي مهنة وتحت أي ظرف في سبيل توفير مصدر رزق لهم.
وأكد الشاب مصطفى الغزي أن أبناء المخيم يعتبرون موسم الزيتون مصدر رزق لهم وموسم الفرج، لا سيما وأن بعضهم يعمل في المزارع على القطاف ومنهم على الطرق لبيع الزيتون ومختلف منتوجاته والأغلبية تتجه نحو جوال الزيتون وجمعه وبيعه خاصة وانهم غير مقيدين بأرباب العمل لإنتاج كميات كبيرة في اليوم أو العمل لساعات طويلة وبأجور منخفضة، خاصة بعد توافد الآلاف من اللاجئين السوريين لمحافظة جرش، والعمل في موسم الزيتون ومنافسة أبناء مخيم جرش ومخيم سوف على العمل فيه.
يذكر أن عدد سكان المخيم يبلغ حوالي 30 ألف نسمة، وتبدو مظاهر الفقر فيه واضحة إذ أن 64 % من سكان المخيم يعيشون على دولار في اليوم ونسبة من هم تحت خط الفقر النسبي هو 42 %، بحسب دراسة بينت ان " 97 % من الأسر ليس لديها مدخرات لمواجهة الاحتياجات المفاجئة من سكان المخيم".






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :