مسيرات فلسطينية للتنديد بجريمة وعد بلفور بذكراها المئوية الأولى

الهاشمية نيوز - تخرج تظاهرات ومسيرات شعبية فلسطينية حاشدة، اليوم، في عموم الأراضي المحتلة، للتنديد بجريمة "وعد بلفور" المستمرة، والتي تصادف ذكراها المئوية الأولى مع تصعيد عدوان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
ودعت الفصائل والقوى الفلسطينية إلى أوسع مشاركة وطنية في المسيرات العارمة ضمن مختلف المناطق والأراضي المحتلة، ضد "جريمة ممتدة منذ 100 عام حتى اليوم، بعدما شردت الفلسطينيين وسمحت ليد الاحتلال بالاستيطان والعدوان بحقهم"، طبقا لها.
وقد اندلعت مواجهات عنيفة، بالأمس، بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، إثر قمع قوات الاحتلال لمسيرة انطلقت في الذكرى المئوية لوعد بلفور "المشؤوم".
واستخدمت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمغلف بالمطاط وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، ما أدى إلى اصابة أحد المتظاهرين برصاصة معدنية في القدم، ووقوع عدة إصابات بحالات الاختناق الشديد بين صفوف المشاركين.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واليافطات التي تندد بوعد بلفور، كما وضعوا مجسما لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق، آرثر بلفور، صاحب "وعد من لا يملك للذي لايستحق"، وأخذوا بضربه بالأحذية على مرأى من جنود الاحتلال الذين تصدوا للمظاهرة، التي دعت إليها الفصائل الوطنية.
من جانبه، دعا المجلس الوطني الفلسطيني، خلال اجتماع أعضائه المتواجدين في عمان برئاسة رئيس المجلس سليم الزعنون، "بفتح ملف الجرائم الدولية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني منذ الانتداب البريطاني".
وأكد "التمسك بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها حق تقرير المصير وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفق القرار 194 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، والتمسك بحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال حتى نيل كافة حقوقه المشروعة".
وقال إن "جريمة وعد بلفور مستمرة لا تسقط بالتقادم"، مطالبا "الحكومة البريطانية الإقرار بتحمل مسؤوليتها القانونية الدولية، والالتزام بتقديم الاعتذار للشعب الفلسطيني، وتعويضه، والاعتراف بدولة فلسطين وفق حدود العام1967."
وأدان "موقف الحكومة البريطانية الرافض لتقديم الاعتذار، والمصر على إجراء احتفالات في ذكرى وعد بلفور، بما يتطلب الملاحقة القضائية على المستويين المحلي البريطاني والقضاء الدولي، لانطباق القواعد والأحكام القانونية الدولية عليها، نتيجة وعدها الباطل، وتنكرها لجوهر مهمتها كقوة انتداب وفق ميثاق عصبة الأمم؛ وإخلالها بأحد الالتزامات المنصوص عليها اتفاقيات جنيف المؤرخة في 12 آب (أغسطس) العام 1949، أو في أحد بروتوكولاتها".
وطالب البرلمانيين البريطانيين في مجلسي العموم واللوردات، بثني حكومة بلادهم عن إجراء الاحتفالات، ودعوتها لتحمل مسؤوليتها التاريخية والأخلاقية والقانونية الدولية، التي تترتب عليها جراء وعد بلفور، والجرائم التي اقترفتها إبان انتدابها على فلسطين، بحق الشعب الفلسطيني.
وقرر إرسال مذكرات قانونية - سياسية لكافة برلمانات العالم والاتحادات البرلمانية، لشرح ما ارتكبته بريطانيا من مخالفات جسيمة وجرائم ضد الشعب الفلسطيني، بما يتطلب المساءلة والملاحقة الأخلاقية والقانونية.
من جانبها، اعتبرت وزارة الإعلام في السلطة الفلسطينية أن "وعد بلفور الأسود في مئويته الأولى، أكبر جريمة في التاريخ البشري، وخطيئة سياسية وقانونية وأخلاقية ما زال الشعب الفلسطيني يدفع ثمنها الباهظ".
ونددت الوزارة بتصريح رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي"، التي "تفاخرت فيه بالوعد، بما ينم عن وقاحة سياسية لم يشهدها التاريخ، وإمعان في انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وإصرار على دعم الاحتلال والاستيطان والعدوان"، بحسب قولها.
ورأت الوزارة في "الوعد وكل إفرازاته مخالفة قانونية لا تسقط بالتقادم، يجب أن يساق كل من يروج لها لمحكمة الجنايات الدولية".
وحثت أبناء الشعب الفلسطيني على أوسع مشاركة في فعاليات استذكار وصمة العار الكبرى، كما جددت دعوتها للمحطات الإذاعية الوطنية لتوحيد بثها في موجة مفتوحة، للتنديد بالوعد وبتداعياتها الماثلة حتى اليوم.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد توجه، مساء أمس، إلى لندن، للمشاركة في الاحتفال بمرور 100 عام على وعد بلفور، والاجتماع مع المسؤولين هناك.