-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 25-10-2017 11:42 AM     عدد المشاهدات 839    | عدد التعليقات 0

بوح

الهاشمية نيوز - إسماعيل الشريف

ما من مجتمع يمكنه أن ينعم بالسعادة إذا كانت الأغلبية من الفقراء البائسين – آدم سميث
عندما تنظر إلى خريطة العالم، ستجد بلدا صغيرا يشبه الفنجان أو الكف الممدودة أو المسدس، بلد صغير، معظمه صحراء، موقعه عادي، إمكانياته قليلة وموارده شحيحة، من أفقر دول العالم في المياه.
ولكن إشراقة شمس كل يوم جديد أحتفل به، فكل ما له قيمة عندي موجود فيه، منزلي، أسرتي ، ذكرياتي، قبر أبي، طفولتي، أهلي، أصدقائي، من أحبهم، شهداؤه، قراه ومدنه وصحاريه، شجر الزيتون والبلوط والشيح والزعتر.
ومع مغيب شمس كل يوم أقسم أن أحافظ عليه، أن أحميه بروحي، هو بيتي الوحيد الذي عرفته وسأعرفه، في عيني لا مثيل له فهو الأجمل والأحلى والأبهى، أعرف أنني إن ساهمت في خرابه فلن أجد وطنا آخر أذهب إليه.
أشعر أحيانا أنه لا يبادلني حباً بحب، منذ زمن وأنا أبحث عن حبه لي، أنا طفله الصغير الذي أحتاج منه إلى كلمة جميلة، إلى لفتة بسيطة يشعرني من خلالها بحبه لي، أريد أن أكون محور اهتمامه، أن لا ينازعني آخر بحبه، أن يستمع إلي مهما كان كلامي سخيفا، حينذاك قد يجد كل الألق الذي يريده مني.
على أرضه أعيش، وعلى أرضه يعيش الغني، فخره في ماله، فهو يعلم أنه يؤمن له الاهتمام، وعلى أرضه كذلك يعيش الفقير الذي يشعر بخجله من فقره، فهو لا يكاد يحظى بأي اهتمام، وعلى أرضه يعيش المسؤول، الكل متحمس له، حركاته وتصرفاته وحديثه محور كل الاهتمام.
في وطني من يشغل مركزا مهما يسمى شخصا مهما، وبعكس ذلك تكون تسميته هي «المواطن» الذي سيعامل بفظاظة أينما حل، وإن كان محظوظا فسيعامل على أنه غير مرئي.
المواطن هذا يغضب ويتألم حين يرى الغني والمهم يحصلان على كل شيء، المواطن يؤمن بنفسه ويجدها مظلومة مقابل عشرات القصص التي يقرؤها يوميا عن فساد الغني والمسؤول، ويتساءل ألا يحبان وطني كما أحبه، ولماذا مع تصرفاتهما هذه وطني يحبهما ولا يحبني كحبه لهما.
يبدأ المواطن بالتعبير عن نفسه، أحيانا يكون مبالغا، يصب غضبه على مواقع التواصل الاجتماعي، وأحيانا يشارك في مظاهرة هنا أو يحرق إطارا هناك، فكل ما يريده هو أن يلفت انتباه وطنه لأنه لم يسمع منه إني أبادلك حبا بحب.
لكل منا قصّة حب، حب نهبه، وحب نسعى إليه حتى نصل إلى حياة أفضل، أن نلاحَظ، اهتمامه بنا، أن يتعاطف معنا، سنشعر بالرضى والاستحسان.




وسوم: #بوح


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :