-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 03-01-2022 09:42 AM     عدد المشاهدات 1223    | عدد التعليقات 0

الحياة السريعة .. هل سرقت منا الطمأنينة !

الهاشمية نيوز - الحياة اليوم أسرع، ففي مجتمعاتنا العربية والتي اعتادت على التقاليد والعائلة الممتدة والروابط العميقة، نجد أن العائلة الواحدة والتي قد تتكون من 7أشخاص ويعيشون في ذات المنزل، لا يعرفون أخبار بعضهم وما يمر بيومهم من أحداث قد تحمل الفرح أو الحزن، النجاح أو الفشل، فكل منهمك في حياته.

يقول الأربعيني حامد جمعة : « الحياة بدون تغيير مملة كئيبة يجب تغيير أسلوب الحياة حتى لا يشعر الإنسان مع مرور الوقت بأنه آلة جامدة بدون روح، فالحياة من وقت لآخر تحتاج تجديد طاقة، الطاقة الكامنة تأخذ من عمرك وصحتك، تفاعل مع من يضيف لحياتك السعادة والبهجة والمرح، وابتعد بقدر الإمكان عن المشاكل والغضب لأنها للأسف تزيد من الطاقة السلبية التي تؤثر على المزاج العام وتصيب الجسد بالهوان والضعف والخمول، والتجديد يشمل كل شيء حتى تغيير أماكن الأثاث في المنزل، فالعادات التي تحرص عليها كلها قابلة للتغيير، حيث إن الطاقة الإيجابية دواء لكل جسد» .

شيرين جمال تقول:» أتفق على فكرة ان الحياة تسير في رتم سريع جدا، إلا في الإجراءات والمعاملات اليومية، هناك تسوييف وتأخير لا داعي له».

أما خالد عمار فيقول : «مجتمعنا من قبل كان رتم الحياة فيه شبه طبيعي ! ومن بعد، أصبح رتم الحياة سريعا جدا . . وبالتالي سرقت منا الطمأنينة ! «، ‏‎ نور مهدي تقول : «اختلطت الأمور علينا وأفكارنا بدأت تتبعثر وقيمنا بدأت تذوب»، أما علي محمد فيرى أن الحجر الصحي أثناء جائحة كورونا قلل من تسارع رتم الحياة.

عمر باسم له رأي مختلف يقول:» مع سرعة رتم الحياة أصبحنا ننسى كثيراً، وهذا ما افقدنا الروابط الاجتماعية، وهذه الحالة يتعرض لها الكثير والكثير ولكن للأسف النسيان قد يكون مؤشرا خطرا أو أوليا للتعرض لمشكلة فقدان الذاكرة المؤقت أو قد يتطور الأمر إلى الزهايمر».

محمود رزق يقول :»بسبب رتم الحياة السريع وزحمة الحياة وتسارع الأحداث، صعقت عندما ذكرني فيسبوك بمرور عشر سنوات كاملة على تخرجي من الجامعة».

يارا عماد ترى أن رتم الحياة السريع جعلنا نتجه نحو الوجبات السريعة وفعل كل شيء بسرعة، وهذا يتسبب مع الوقت بحدوث مشاكل صحية كثيرة».

أما حسام جابر فيقول :» مع رتم الحياة السريع أصبحنا لا نستطعم أي شيء نأكله أو نفعله... الأكل أصبح لمجرد سد الجوع ومعظم المأكولات تصنع على عجل حتى المحاصيل صارت تزرع على عجل ..الدواجن تنمو على عجل .. الأبقار تسمن على عجل ... الأكل أصبح بلا طعم ولا رائحة ولا فائدة ... فما بالك بالمشاعر الإنسانية والعلاقات الأسرية .. تحولت أيضا إلى معلبة وعلى عجل ... كما أن الفرد يعيش ولا يشعر بوجود أهله حتى يفقدهم ... لذلك لا يجب أن نعيش مجرد حياة والسلام .. استطعموا ماتأكلون واستمتعوا بالنظر لوجوه من تحبون قبل الرحيل حتى تحيوا الحياة الطيبة ...».

عبدالله نور الدين يقول :»رتم الحياة السريع أجبرنا على استخدام التقنية بشكل يومي، ويستحيل العودة للحياة التي كانت في التسعينيات من القرن الماضي حيث أن الحياة كانت أجمل وكان لكل شيء قيمته وأبسط الأشياء كانت ثمينة، كان هناك رضا عام واطمئنان، اليوم لا أحد مرتاح الكل عقله منشغل».

أسلوب الحياة

يبدو أنّ سرعة العصر الذي نعيشه لم تدخل فقط في اختياراتنا للثياب التي نرتديها والتي يحبها بعضهم لكونها عملية، ولم تعد حصراً على الطعام الذي نتناوله على عجل ونحبه طعاماً سريعاً وخفيفاً وجاهزاً، بل إنّ السرعة والعجلة دخلت في كل شيء حتى في مشاعرنا الإنسانية وعلاقتنا في الحياة التي أصبحت تتخذ من شكل البالونة مضموناً، تحب التحليق بخفة شريطة إسعاد الأطفال بألوانها وشكلها وخفتها ثم سرعان ما تنفجر من أول وخزة تعترض طريقها.

ولم تعد الارتباطات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية التي تربط الناس ذات ميثاق سميك، فقد أصبح الإنسان يلهث كثيراً في الحياة عن شيء لا يعرفه، يلهث خلف المال، خلف العمل، خلف العلم، خلف الأصدقاء، خلف اهتماماته، وأصبح يعبر عن علاقاته الإنسانية بالشكل السريع من دون كلفة، وأن يؤديها - من وجهة نظره - خيراً من أن يتركها تماماً خوفاً من عتاب الآخرين، حتى ابتكر بعضهم طريقة جديدة في التواصل الإنساني تتناسب مع الحياة العصرية السريعة، فتواصل المرء مع والديه أصبح ذا إيقاع سريع نظراً لإنشغالاته الدائمة، وتواصل الزوج مع زوجته أصبح سريعاً نظراً لإنشغالاته، وتواصل الأصدقاء بعضهم مع بعض أصبح سريعاً ومقتضباً نظير سرعة الحياة التي أصبحت تمضي كسرعة البرق.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :