صحراء الضاحك .. بياض الصخر في مواجهة الزمان

الهاشمية نيوز - نظمت الجمعية الأردنية للتصوير قبل أيام رحلة فوتوغرافية لصحراء الضاحك شرق المملكة، وقد خرج عشرات الفوتوغرافيين بمئات الصور البديعة لتلك المنطقة ذات الخصائص الجيولوجية الفريدة، وهي شاهدة على غنى الطبيعة في الأردن وتنوعها بين الصحارى والغابات والسهول الخصبة وغيرها من الملامح الجغرافية الفريدة، ونختار من صور الرحلة بعضا من الحصيلة الفوتوغرافية لعضو الجمعية الفنان جورج النبر.

محمية الضاحك

أسست محمية الضاحك الطبيعية عام 2018 وتقع في البادية الشمالية الشرقية ضمن حدود محافظة الزرقاء وتبعد حدودها الجنوبية المقترحة حوالي 500 م من الحدود السعودية-الأردنية، وتبعد حوالي 110 كم إلى الشرق من العاصمة عمان، كما تقع إلى الجنوب من الطريق الدولي الواصل بين عمان و بغداد. تبلغ مساحة المحمية المقترحة 265 كم مربع، وتقع المحمية ضمن الإقليم الصحراوي، والذي يغطي أكثر من 70 % من مساحة المملكة. يسود في المنطقة مناخ البادية، حيث تعتبر المنطقة من أكثر المناطق تعرضاً للجفاف لوقوعها في منطقة شبه مدارية. ويمتاز مناخها بقلة وتذبذب كميات الأمطار السنوية (70 - 100 ملم) سنوياً مع عدم توزيعها الشهري والفصلي حيث تكون على شكل عواصف مطريه وفيضانات. أما بالنسبة لدرجات الحرارة فتتميز المنطقة بشكل عام بارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تصل في بعض مواسم الصيف إلى 45 درجه مئوية، مع معدلات تبخر عالية. ويتميز مناخها بشكل عام بالحر الشديد صيفاً والبرد الشديد شتاءً.

تقع المحمية المقترحة إلى الشرق من مركز حدود العمري، وهي منطقة منبسطة صحراوية تمتاز بكثبان رملية وكثبان طينية وتلال كلسية جافة، كما يحتوي جزء من الموقع على غطاء نباتي كثيف. ويعود سبب تسمية المنطقة بهذا الاسم لأن حجارتها بيضاء كالأسنان العاجية التي تظهر خلال الضحك فكان هذا الاسم « الضاحك « فبعد سواد ووعورة الحرة يظهر هذا القاع الفيضي الطيني والرملي وهذه الصحراء البيضاء فيبعث المشهد في النفس ما يدعو للضحك.

الأبيض المتمرد

يقول الباحث الدكتور أحمد ملاعبة عن تلك المنطقة: هذه الصحراء الأردنية البيضاء - أصبحت ميزة من ميزات الأرض الأردنية الطبيعية والتي تحتاج الى حماية من توغل الآلات الجبارة فيها حتى لا تدمرها وتصبح ركاما او مواد بناء وإنشاءات للطرق والعمران والصناعات.محمية الصحراء الأردنية البيضاء هدف يتم طرحه الآن عبر هذا المقال والمزينة بالصور الجميلة من المنطقة.

الضاحك البياض الطباشري الذي تمرد على حافة الأسمر البازلتي على هيئة قبة بيضاء من صخور تكوين جيولوجي يسمى (وادي الشلالة) الطباشيري على مساحة 50 كيلومترا مربعا.

في هذه المنطقة تجمعت مقومات جيولوجية من الصخر الزيتي والطباشيري والصواني ومعادن الجلوكونايت وعقيدات البارايت والجبس، إضافة الى تنوع بيئي جميل يجمع المكونات الحيوية وغير الحيوية من الشجر والحجر والأثر والبشر.

إن حماية المنطقة لتصبح محمية للتراث الطبيعي الجيولوجي والبيئي أصبح امرا ملحا بعد ان تم اجراء عدة دراسات ورسائل ماجستير أهمها رسالة ماجستير الأستاذة إيناس الخلايلة - الجامعة الهاشمية ورسالة ماجستير الأستاذ عدي الطعاني- جامعة اليرموك.