-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 30-11-2021 11:15 AM     عدد المشاهدات 179    | عدد التعليقات 0

أحزان الموجة

الهاشمية نيوز -


عائشة الخواجا الرازم

أما آن لليل أن ينجلي ؟
ويلتف بالضوء من حولي ؟
يضيء السرايا التي تعتلي
ذراع المجاديف في عقلي؟
فليت مع المد لي شاكرا
وليت مع الجزر يرضى هلي !
شراعي تمزق من هبة
وما كنت للريح يوما سلي !
فعندي الرياح خفوقي الذي
أغني معاه وقد أعتلي
ركوب البحار بعزف الرضا
وما شق صدري ولا أبتلي
ولا ردت الكف منها الغبار
ولا ظن ظني وظني خلي .
تقول الرياح الهبوبة لي :
لتشحن موجي إذن : هللي
يرد صرير السفين المخيف
ارفعيني عن اليم أو غن لي
فكل القوارب قربي تموج
وحظي مع البحر إني الولي
وأن السفوح وأن الجبال
بدوني بلا موجتي تمتلي
بقحط وغربالها فارغ
ويأبى الجمال لها يعتلي
لماذا مع الليل تسري السفين
وتمخر عظمي ولم أنهل
من القطر كوبا يبل الفؤاد ؟
وكل يحملني ما ابتلي ؟
فذاك قواربه راقصات
وتنزل في موجتي من عل
ويرتفع العزف عند السراة
وفي الفجر صيد بلا منخل
وأعكس في الليل نور السماء
وفي اللون فرشاة رسم الحلي
ونجم السهارى على خافقي
يديرون كأس الهوى المنجلي
وعند المغيب أرى قاربي
يغذ المجاديف في معقلي
يشد الرياح التي زينت
لقاح الجمال ولم يجمل
ولم يدرك الريح في مهجتي
ولم يحصد الشكر أو يحمل
ويهوي مهينا سنا موجتي
يرد لقلبي هنا منجلي !
أنادي لبحارتي بالحنين ؟
بلا لهفة غادروا ..! ويللي !
وما زلت والكتف مني الطريق
ولم أسلك الغدر لم أهمل
ومازلت أوفي وجوب الرياح
أقول لموجة روحي إسألي!
هل الشط يعلو لأجلي أنا ؟
أم السفح يخضر مني ولي؟
هل الصيد آكله مبسمي؟
أم البسمة النور لم تنهل؟
ومنها الشغاف يفيض الندى
لأعتله العمر ...لم يعتل
ومن غيرهم إن أتوا بالحنين ؟
وباللهفة التفتوا من عل !
وجاسوا بموجي وقالوا هنا
عزيز ... علينا بنا مبتلي
فحق علينا شهود الصبور
ويعدل كل الهوا المائل
غريب وحيد ومكظوم فضل
ومنكر موج ... ولا أهل لي...
....
لعمري مضيت وحل العدو
يهيج ويسرح في حينا
وتنده عن بعد يا بيتنا
سلام عليك سلام المنى
فهلا رفعت التحايا المليحة
حي الصبايا لترنو لنا ...
وتسعد فينا مروج الحياة
ويخضر عمر الأماني بنا
فبالله يا نذر تلك السنين
أكنت وفيا على وعدنا ؟
وأوفيت بالنذر مثل العقيقة
تضحي لتفدي سنا عيننا
وتجمع شمل الشباب المهاب
كما الكف لمت صنوف الهنا
وفي باطن الكف جلت خطوط
لتحفر دهرا بودياننا ؟
وفي كل واد نزلنا بشرح
وفي كل شرخ شربنا الضنا
وكنا نفكر أن الشروخ
تمر وتمضي كومض السنا
وأنا السنا مثل لسع العطور
يدب الحنايا بما حولنا
وينثر نور الشباب ويبقى
أريج الصبا يحتوي بيتنا
وكنا وكانوا ...وكان العيال
أحن على سقف عش الهنا
ويلهو الحمام يبرجم حزنا
وما أدركت في القلوب الضنا
وما عرفت ثلة البائعين
بأن الزمان رفيق القنا
وأن القنا صنو حد السيوف
يميل بنا نحو وادي الفنا
ويهطل دمعا كأن البراءة
من طبع أم الزمان اغتنى
نعم ...كيف يغنى فؤاد
الزمان بدون المنايا تعي رحلنا
وتفهم سر الرحيل الجميل
وتأخذ أجملنا كلنا
أتبكين دارا رعتنا كراما
وكنا وكانت لنا دارنا
نقبل فيها جدار الأسامي
حفرنا الأسامي على ظلنا
لأن النقاء الكرام
دليل الظلال ستبقى هنا
وأن الخيال الطويل كسرو
يشابه في عقلنا عمرنا
وأن الجمال الذي قد نراه
سيحيا غروبا على ظلنا
فنحن مع الظل كونا مضيئا
وتاريخ حرف على رسمنا
وينقشه دمع أهل يعودون
في الفجر شمسا
وتشرق نورا
ومن شرقنا !




وسوم: #أحزان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :