-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 15-11-2021 10:46 AM     عدد المشاهدات 274    | عدد التعليقات 0

جراح أندلسية

الهاشمية نيوز -
يوسف غيشان

بشكل موسمي ينخرط المهتمون بالشأن العام العالمي في عمليات إحصاء الاعتداءات على حقوق المواطنين المتنوعة في دول العالم، مثل الحقوق الديمقراطية وحقوق التظاهر وحقوق الطفل والمرأة والأسرى ومرضى التليف الكبدي وأمثال ذلك، ويصدرون القوائم التي تتصدرها الدول الأكثر ديمقراطية وحرية، وهي دول أوروبية عادة، وفي نهاية القوائم تتربع الدول العربية والأفريقية وكوريا الشمالية والصين منذ قرون. لكن لا أحد يصدر قوائم في الدول التي تهدر الحقوق الفكرية للبشر وتقوم بتهميشهم وخنق امكانياتهم الإبداعية، بالتأكيد سنتسيّد -نحن العرب -القائمة.
ماذا جنينا في العام المنصرم، والأكثر انصراما وانصراما. عدا تغطية جراحنا الملتهبة بالمساحيق، دون محاولة علاجها، وبضعة انتصارات ناتجة عن الدخول في كتاب (جينيس) للأرقام القياسية من بوابة المعدة. صحن فول. جاط تبولة... دونم كبسة... منسف... كسكسي. علم .... وهكذا.
ربحنا عدة أرقام قياسية، وخسرنا أنفسنا، لكأننا بعنا أرواحنا لشياطين الأرض والسماء مجانا.... طبعا فإننا نمتلك الكثير من القضايا المحفوظة بالأرشيف منذ طفولة البشرية ... مثل قضية لواء الإسكندرونة، وقضية النتوءات الصخرية على مدخل البحر الأحمر التحتاني، وقضية جنوب السودان. ودارفور. والحدود بين جنوب السودان وشماله، والمذابح اليومية في سوريا، ولا ننسى قضية عربستان وقضية سبتة ومليلة... لكنها جميعها قضايا خفيفة، وعلينا أن نفتش عن قضية أكبر وأعظم يهتز لها العالم، ويراقب بطولاتنا بوجل تشيب لهوله الولدان.
ما رأيكم ــ دام فضلكم ــ بتفجير المطالبة بالأندلس... تلك التي فاضت جروح فلسطين مذكرة بجروح الأندلس التي لم تلتئم بعد. وكيف لا نطالب بالأندلس؟ ألم نترك لهم أطفالا بشعر فاحم السواد وعنجهية خرقاء وسؤدد أغبر؟!
ألم نترك لهم قصورنا الفاخرة ونوافير الليوث المتحفزة؟!
من حقّي، لا بل من واجبي، أنا حفيد أبي عبدلله الصغير، آخر ملوك بني الأحمر الذي بكى مثل النساء ملكا مضاعا لم يحافظ عليه مثل الرجال... من حقي أن أطالب بأملاك جدي وبقبو نبيذه وطوابير جواريه ومحظياته وتاجه المرصع بالياقوت.
نعم وجدنا قضية ندافع عنها... إنها الأندلس ما غيرها... علينا أن نتحالف مع ثوار الباسك ونعلن الكفاح المسلح والمملح.
لا .... علينا أولا أن نلجأ للقضاء لإخراج أحفاد فرديناند وايزابيلا... وإذا لم ينصفنا القضاء، فسوف نلجأ إلى سلاحنا المزدوج... القضاء والقدر!!




وسوم: #جراح


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :