-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 09-11-2021 12:19 PM     عدد المشاهدات 280    | عدد التعليقات 0

الانتحار

الهاشمية نيوز -
كامل الشريف

تشير تقارير كثيرة إلى انتشار ظاهرة الانتحار وخصوصاً في الصين والدول الاسكندنافية كالسويد والنرويج.

والمعروف أن العيش في هذه الدول أكثر هو اكثر رخاء ورفاهية من غيرها.

بالمقابل تشير تلك التقارير عن انخفاض نسبة الانتحار بين الشعوب الإسلامية التي تعد أكثر بلاد الله فقراً وضنكاً.

هذه الإحصاءات تبيّن العلاقة الحميمة بين الانتحار ومدى التديّن وما يثيره من أسباب التوكل على الله وتسليم الأمور إليه سبحانه.

كما يقول القرآن الكريم « وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَ?ئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي وَأُولَ?ئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ «.

البوذية تنكر وجود الله وترد الحياة إلى الصدفة، وجاءت الشيوعية لتبني فلسفتها على هذه الأرض القاحلة، كما يقول ماركس: «لا إله، والحياة مادة».

والإنسان في الدول الاسكندنافية أوصلته المادية المفرطة إلى الحافة وأحاطته بخواء روحي يحجب عنه الشمس ويسد أمامه المسالك.

التوكل هو ذلك الموطأ الوثير الذي يتلقى صدمات الحياة، وهو حبل النجاة الذي يتدلى على فوهة الكارثة ليتعلق به من يريد.

كما يقول الشاعر العربي:

وقد يهلك الإنسان من وجه أمنه وينجو بإذن الله من حيث يحذر.

رأيت أنماطاً وقصصاً من هذا القبيل في كتاب «النار المجنونة» للكاتب الفرنسي دريو الذي أصبح فيلماً سينمائياً بعد ذلك.

هناك من يقتل نفسه فراراً من الديون، وهناك من يدفع ثمن الحب الفاشل، وهناك من ينتقم من قريب جاحد فيقتل نفسه، وهناك أنواع أخرى سببها كلها الجبن والعجز عن مواجهة الحياة.

كما يقول فونتاين في أبحاثه «الانتحار هو قمة الجبن لا الشجاعة، أن تزحف إلى القبر لتقي نفسك من ضربات القدر».

بورسعيد، اغسطس 1989




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :