-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 09-11-2021 12:17 PM     عدد المشاهدات 277    | عدد التعليقات 0

نزرع الأمل .. !!

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن


كثير من الاصدقاء والمتابعين لما أكتب ، يصفون كتاباتي بانها تبعث الامل.. وتثير التفاؤل .. وتنحي الياس والاحباط..!!

ولعمري فانها شهادة أعتز بها .. واعتبرها وساما يزين صدري .. وحافزا ، ودافعا للاستمرار في الكتابة رغم كل المعيقات ، والمثبطات والتي لا حد ولا حدود ..ولاحصر لها..!!

وبوضع النقاط على الحروف..

اسمحوا لي اعزائي ان اشير الى بديهية تعرفونها جميعا وهي :

ان الكتابة أمانة ومسؤولية جسيمة ، يحاسب عليها الباري –عز وجل- يوم لا ينفع مال ولا بنون ..

فالكتابة هي طريق الشهادة .. وكثيرون من الكتاب استشهدوا ، وفي مقدمتهم عبدالله بن المقفع ، وهم يدافعون عن مبادئهم وقناعاتهم .. وزج بكثيرين في غياهب السجون لانهم رفضوا الاعتذار عن كلمة حق صدعوا بها .. الم ينكل بابي العلاء المعري في حضرة الخليفة، لاستشهاده ببيت شعر للمتنبي :

اذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل

«فاعظم الجهاد كلمة حف عند سلطان جائر» كما ورد في الحديث الشريف..!!

والكتابة جهاد ضد المحتلين والغزاة .. وضد الظلم والجهل ، فالكاتب الذي يزين الاحتلال .. وينافق للمحتلين هو:خائن .. يرتكب الخيانة العظمى ويستحق الاعدام شنقا في الميادين العامة..والكاتب الذي يؤيد التطبيع .. وينظر لهذه الخيانة هو : خارج الملة ..مرتزق .. ممسوخ .. ونسخة جديدة وسيئة لابي رغال والعلقمي..فالاول قاد جيش ابرهة لتدمير الكعبة .. والثاني قاد جيش التتار لتدمير بغداد عاصمة الخلافة .. ومنارة العلم والتقدم والحضارة في حينها..

فالكاتب الحقيقي هو من يرفض التزييف.. ويرفض التزوير.. ويلتحم بابناء شعبه .. ينام مع الفقراء والمساكين .. ويلتحف بلحاف الايتام والارامل .. يرفض ان ينسلخ عن ابناء جلدته .. عن طبقته .. ولو نشروا جسمه بالمناشير ..

العشرات بل المئات من الكتاب والفنانين الفرنسيين المرتزقة اعدمتهم المقاومة الفرنسية فور تحرير باريس من النازي .. وقدرت مصادر مستقلة عددهم بعشرة الاف مرتزق .

كما تم اعدام الالاف من الفيتناميين الجواسيس الذين ارتضوا ان يكونوا حذاء للاميركي الغازي ..وما دام الشيء بالشيء يذكر فلا بد من الاشارة الى ان خيرة المفكرين والكتاب والروائيين العالميين شاركوا في الحرب الاهلية الاسبانية ضد الفاشية ،واستشهد عدد كبير منهم وعلى راسهم الشاعر الرمز «لوركا» . كما دفع شاعر الحرية «نيرودا «حياته ثمنا لوقوفه ضد الفاشيين ،واعدم مع صديقه «الليندي» على يد عملاء «السي.اي. ايه» .اما في فلسطين فالمجال لا يتسع ..فتصدى الشعراء والكتاب والروائيين والصحفيين للعدو الصهيوني، وقدموا قوافل الشهداء..يتقدمهم غسان كنفاني .. ناجي العلي .. عبد الرحيم محمود... والقائمة تطول جدا .. بعد ان اصبحت الكلمة الحرة مرادفة للبندقية المقاتلة..

اخطر السموم التي تبثها الاقلام الماجورة هي: قلب الحقائق .. نشر الاخباط واليأس والدعوة الى رفع الراية البيضاء ، والتعايش مع العدو بحجة العقلانية والموضوعية .. وكان الاخيرة لا تستقيم الا بالنسليم للعدو.. التسليم بروايته المزورة .. وتكذيب الرواية العربية .. وتكذيب الحق العربي والنبي العربي والرسالة المحمدية التي سطع نورها في الخافقين.

أقدس مهمات الكاتب المحترم هي الاصرار على قول الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، وثاني واجباته هي: التمسك بالامل .. ونشر التفاءل .. .. فالامل هو الكفيل ببقاء الامة متماسكة .. والكفيل باعلاء التمسك بالثوابت.. فهو سفينة النجاة ، والكفيل بتعبيد طريق الاستشهاد امام الشرفاء دفاعا عن الارض والمقدسات ، دفاعا عن الوجود والكرامة «المنية ولا الدنية»

نعم متفائلين .. وسنبقى .. فنحن اصحاب الارض .. واصحاب المقدسات.. ونحن ابناء كنعان منذ ان خلق الله هذه الارض، وسنبقى مرابطين فيها.. وقد شرفنا الباري بالوجود فيها وعهد الينا بحمايتها ، فصد شعبنا «27 غزوة ، وسنبقى مرابطين حتى تقوم الساعة.. لن نغادرها.. ولن تغادرنا فهي تسكن ارواحنا..وها هو شعبنا يخوض حرب المائة عام الاولى.. وسيستمر ولن يتراجع وسيخوض حرب المائة عام الثانية حتى يطرد الغزاة الى غير رجعة.

نعم نحيا بالامل .. ونزرع الامل .. ونستشهد على الامل

اعلل النفس بالامال ارقبها ما اضيق العيش لولا فسحة الامل.

المجد للقابضين على جمرة الامل ..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :