-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 09-11-2021 12:16 PM     عدد المشاهدات 238    | عدد التعليقات 0

سيمفونية المطر

الهاشمية نيوز -
يوسف غيشان

يقول مثل أحببته، ولا أعرف «بديدته» ولا أصوله العرقية، يقول: -» إذا لم تكن تعلم الى أين أنت ذاهب، فكل الطرق تؤدي إلى هناك». مثل رائع فعلا، لكنه ينطبق على البشر، ولا ينطبق اطلاقا على المطر.

في مدينتنا قبل عقود، كان المطر ينشر البهجة بين الجميع، ويتسلل نسغه في أزقة الروح لتعم الفرحة، رغم البرد والجوع والمزاريب ودخان الحطب وانقطاع الكهرباء غير المفاجئ. كان المطر يعني الخير، والخير يعني الحياة والانتصار على الفقر والجوع.

وفي ذات حارتنا، كنا نسمع أصواتا عالية تعانق السماء الممطرة، صوت من الشمال وآخر من الجنوب وثالث من الشرق ورابع من الغرب وخامس من بيتنا. كانت الأصوات موجهة إلى السماء الممطرة، وكان كل صوت يحاول بل يطلب توجيه الغيم والغيث إلى المنطقة التي توجد بها أرضه المزروعة بالقمح أو القطاني، وكان كل واحد يحاول الصراخ

بصوت أعلى من الآخرين لتسمعه السماء قبل الآخرين.

أبي كان يصرخ بصوته الجهوري:

- ع التيـــــــــــم وارعدي.

والتيم هو اسم منطقة حوالي مادبا كنا نمتلك أرضا زراعية فيها.

وكنا نسمع من كافة الاتجاهات :

-ع الحدب..وارعدي

- ع الحنو..وامطري

- ع حنينا....

- عالمقطاع....

- ع الحبيس....

- ع الشريط....

وهكذا....

ربما نكون رضعنا حليب المناطقية من ذلك الزمان.

كان الجميع يصرخ بما يريد، وكانت السماء تفعل ما تريد.




وسوم: #سيمفونية


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :