-

كتابنا

تاريخ النشر - 11-08-2021 09:25 AM     عدد المشاهدات 299    | عدد التعليقات 0

الزمن العربي

الهاشمية نيوز -
عبد اللطيف العواملة


ما مر به العالم العربي خلال القرن الماضي، على الاقل، من ازمات وتحديات وانتكاسات، والتي شملت جميع العرب مع حالات استثائية محدودة، لا بد ان يشكل حالة نفسية واجتماعية وسياسية تخلق فرصا للخروج من عنق الزجاجة. فهل تؤسس الارهاصات الحالية لثورة عربية بيضاء هادئة تنقل عالمنا نوعيا نحو التقدم والبناء؟ يجيب البعض بأن فرصا كثيرة ضاعت على مدى العقود الماضية لنهضة عربية وبقيت مجرد افكار، فما هو الجديد الان؟.

الجديد ان ازمة كورونا الحالية اصابت الجميع وعلى مستويات حقيقية وواقعية، فقد اثرت على الفرد والمجتمع والحكومات. لقد قلبت الموازين في العلاقات والعادات الاجتماعية واساليب الدراسة والعمل وانماط الاستهلاك. وكذلك تحدت في العمق قيمنا المحورية ونظرتنا للعالم. لقد كنا نعيش تغيرات كثيرة قبل ازمة كورونا، ولكنها كانت بمثابة المد والجزر، اما الازمة الحالية فقد عصفت بنا وافاقاتنا من سباتنا وحطمت كثير من المسلمات. ومن هذه المسلمات، القبول بالاوضاع غير المثالية لا بل السيئة بذريعة الخوف من التغيير. لم يعد ذلك قائما، فلم لا تشكل هذه اللحظة التاريخية صدمة تفيق العالم العربي وتدفعه الى طموحات اكبر وغايات اسمى يمكن ان تؤسس لعصر نهضوي تنويري جديد؟.

لدينا اليوم بالفعل فرصة مواتية لاعادة تشكيل العقل العربي بقيم متجددة قائمة على العلم والمعرفة والمواطنة الحقيقية في ظل القانون. الم تكفينا حالة المراوحة التي نعيشها منذ عقود؟ يقال ان نهضة الامم تولد من رحم الازمات التي يمكنها ان تشعل شرارة اليقظة. وحتى تتحقق هذه اليقظة لا بد من بئية حاضنة ومكتملة تصل الى التحول النوعي. يؤدي ذلك الى حالة من الوعي الجمعي تعيد النظر في المسلمات وتبحث عن اجابات عن الاسئلة الكبرى.

تنوعت تجارب العالم العربي في العصر الحديث، ولكنها في مجملها لم تحقق نهضة مستدامة. فهل تشكل ارهاصات الماضي واستحقاقات الحاضر لحظة وعي جمعي تعبر بنا الى زمن عربي جديد تجعل من هذا القرن عربيا؟ التداعيات النفسية والاجتماعية والاقتصادية للازمة الاخيرة يمكن ان تبلور اليوم حالة ايجابية للتغيير الحقيقي.




وسوم: #الزمن


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :