تجربة رائدة في التعليم ( فنلندا)

الهاشمية نيوز - إنّ أول خطوة اتخذتها فنلندا للنهوض بالتعليم؛ هي التخلّص من 《الجراثيم》، كما أطلق عليها الدكتور سالبرغ، مؤسس الحركة العالمية لإصلاح التعليم «Global Education Reform Movement أو «GERM» (جرثومة) اختصارًا، ليذكر بأنّ أهداف التعليم الرئيسة هي بناء اقتصاد جيد، والمحافظة على ثقافة البلد. إذ يتهم سالبرغ الكثير من الدول بإفساد التعليم، وإن ادَّعت إصلاحه، وصار يختصرها بكتاباته ومحاضراته باسم 《الجراثيم》 كناية عن الأساليب المُعدية التي ما زالت تنتهجها الكثير من الدول في معظم مدارس العالم، وهي تكثيف المواد، كثرة الاختبارات والواجبات، إطالة أوقات الدوام، الدراسة المنزلية والواجبات، والدروس الخصوصية، وأخيراً المواد المعقدة التي لا تتناسب مع مستوى الطلبة، كلها 《جراثيم》 معدية،ويؤكد سالبرغ أنها قادرة على هدم أي نظام تعليمي يتكئ عليها، وتمنع تحقيق الأهداف المنشودة من التعليم في المجتمع، وبالتالي تحول دون التحوّل الى الاقتصاد الجيد .أما عند الحديث عن تمويل التعليم في فنلندا فإن معظم المؤسسات التي تقدّم التعليم للمرحلة الأساسية والمرحلة الثانية من الثانوي تحصل على تمويلها من السلطات المحلية أو مجالس البلدية المشتركة. إذ يبلغ التمويل القانوني من الحكومة لخدمات البلدية الأساسية حوالي ثلث الكلف. وتنقسم مسؤولية تمويل التعليم بين الدولة والسلطات المحلية. ولا تختلف معظم المؤسسات الخاصة عن الحكومية. فهي تلتزم بالمناهج الأساسية الوطنية، أما بالنسبة لتمويل المؤسسات الجامعية للعلوم التطبيقية؛فتخصّص الحكومة الموارد في شكل تمويل أساسي يعتمد على التمويل القائم على الأداء.
وتعتمد كل من مؤسسات العلوم التطبيقية والجامعات في عملها على أساس حرية التعليم والبحث، فهي تقوم بتنظيم إداراتها الخاصة، وتحديد قبول الطلاب ووضع محتويات برامج منح الدرجات التعليمية. وتتولّى وكالة وطنية، وهي المجلس الوطني الفنلندي للتعليم، مسؤولية تنفيذ أهداف السياسة، وتعمل بالتعاون مع الوزارة لوضع أهداف، ومحتوى، وطرق تعليمية لمرحلة الطفولة المبكرة، ومرحلة ما قبل الابتدائي، والمرحلة الأساسية، والمرحلة الثانية للتعليم الثانوي، وتعليم الكبار، وهي المسؤولة كذلك عن اتخاذ القرارات حول تخصيص التمويل، والمناهج المحلية، وتوظيف العاملين. وتتمتّع البلديات كذلك بالاستقلالية اللّازمة لتفويض سلطة اتخاذ القرار في المدارس الموجودة ضمن صلاحياتها
د. اخليف الطراونة