-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 16-07-2021 09:42 AM     عدد المشاهدات 1334    | عدد التعليقات 0

الـنـمـلـيـة .. بـيـت الـمـونـة الأصـيـل

الهاشمية نيوز - تتوسط النملية المطبخ الصغير وبجانب المطبخ باب خشبي يطل على بستان يحوي كل ما لذ وطاب من خضار ورقية، خس، رشاد، كزبرة، نعنع، ميرميمة، بصل أخضر وليمونة تعطي بربيعها رائحة زكية، وفي الصيف والشتاء يحوي ليمونا يعجز الوصف عن وصف رائحتة ومذاقة، لنرجع للنملية ذات اللون الأحمر القرميدي، هنا صحن زيت زيتون وبجانبة صحن زعتر بلدي من صنع ربة البيت يعبق بسماق عجلوني وسمسم حصناوي بعل وصحن تطلي «مربى « مشمش بحبات لوزه الشهي، تعطي مذاقا ولا أشهى، وصحن لبنة مدحبرة بزيت زيتون بكر تلك موجودة بـ»الرف التحتاني»، أما «الرف الفوقاني» فهو أرشيف لذكرى مخزنة من مطباقيات وعلب أفراح، هنا علبة من عرس فلان من كاسات ومتكات وفازات وبقايا «ملبس ع لوز» وصحون مرتبة منها الصيني والياباني ماركة روميو وجوليت ناقوط عرس وباكيت ناشد بطعمه السخي وخاصة الحبة البيضاء بنكهة الفستق الحلبي وملبس الفاكهة بحبته المستطيلة ونكهاته المتعددة.

وكانت النملية لها ثلاثة رفوف يغطيها من الخارج بابان يفتحان إلى الجانبين ويؤمنان دخول الهواء عبر الفتحات الدقيقة للمنخل الناعم (الشبك) كانت لنملية بيتنا ثلاثة جوارير كل له اختصاص واحد للشوك والملاعق والسكاكين و الثاني كفاكير وملاعق خشبية ومفتاح زجاجات الكازوز وغيرها، أما الجارور الثالث فهو للمبارش ومناقر الكوسا والباذنجان ومصافي عصير البندورة، أما ما تحت الجوارير فهي خرائن بهل كل شيء مرطبانات الجبنة البيضاء واللبنة بالزيت والزيتون والمخللات وتتطالي التين والعنب، وعلب مستعملة وأكياس قماشية صغيرة وبداخلها العدس والأرز والبرغل والفريكة والحبوب اليابسة كالفاصولياء والبازيلاء والحمص وبزر البطيخ والسكر والملح والشاي الناشف الحلل والقطين والزعتر، والرز المصري.. الخ.

نعم نمليات الزمن بها حنو نفتقده هذه الإيام بها رائحة المحاشي الدافقة تنتظر من تأخر عن موعد غذاء، ورائحة قالب كيك مغطى تفوح منه رائحة الفانيلا وبشر الليمون وحز الكاكاو هي الحنين لزمن كانت النملية فيه هي ملكة المطبخ بلا منازع وهي مؤونة الدار راعية الطعام وأدواته المتنوعة وهي مصنوعة من خشب قوي متين يعطي برادا في الصيف ودفئا بالشتاء، ظلت تلك النملية هي ملكة المطبخ حتى جاء من ينازعها في التموضع وأخذ مكانة عليا وهي الثلاجة والتي أزاحت ولو قليلاً دور النملية والتي كانت من أركان البيت والتأثيث وجهاز العروس حيث كانت لها دور رئيس في اكتمال اثاث البيت عامة والمطبخ خاصة وحتى ظهر النملية كان يستعمل بوضع أغراض مثل طناجر الطبخ النحاسية الصغيرة والمتوسطة.

وعلى ما أعتقد وقد اكون مصيباً أنها سميت نملية لمنع دخول النمل وإبعاده.

تلكم شرح بسيط عن النملية والتي لها ذكرى وحنو لزمان البساطة والحياة الهادئة وتبادل الرغيف بين الجيران، فقد كانت الجدات قديماً يصفن النملية بأنها أشبه ما يكون بالثلاجة في هذه الأيام، ولكن من دون كهرباء.

وكان القسم السفلي من النملية يضم «المرطبانات» الكبيرة و»تنكات» الزيت والبرغل أو «المؤونة» التي يتطلب حفظها البعد عن نور الشمس، ويغطي القسم السفلي خزانتان أيضا مغلقتان أو مفتوحتان للهواء عبر المنخل (الشبك) ويسمح للهواء باللعب فيهما ليمنع تزايد الحرارة والرطوبة فيها...

هناك انواع متعددة من «النمليات» فمنها ما كانت تصنع غير مرتفعة وتضم خزانات سفلية فقط ويوضع على ظهرها فراش النوم المطوى. ما كتبته جزء يسير من ذاكرة النملية والتي عاشاها جيل الزمن الجميل جيل القرن الماضي خاصة خمسينيات وستينيات القرن الماضي.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :