-

كتابنا

تاريخ النشر - 01-06-2021 10:43 AM     عدد المشاهدات 401    | عدد التعليقات 0

تشابك مرتبك

الهاشمية نيوز - دينا العزة

اجمع رحيلك عن أرصفة تبعثرك، هاجر إلى حيث تشاء، دع عنك نحيب الذاكرة، لا تجعل محطة مشاعرك حدادا على بقايا أوجاع، أخذت منها قطارات ترحالك الكثير.

قلت لي يوماً: (نساء يومياتك ضميرهن أسود الملامح).

أوقفتني جملتك المعبأة بالقصص الجاحدة لرجل يرتدي خلقا عظيما، وملامح شرقية متفتحة المدارك، ذكاء مصبوب في فكر عميق، رجل برتبة أنيق، عريق التاريخ، قائد في عمله، سائح في مواطن الجمال، يحمل المشاعر الناضجة، يطهوها على نيران قلبه.

أيعقل أن تجذب الخطر رغم كل ما تملكه من بهاء..!

أيعقل أن تدسّ أفاعٍ أنيابها تغرز في طراوةِ سحرك، تغتالك في لحظة براءة عفوية، وربما لحظة حلمٍ بأن تصبح الأفعى هرّة أليفة الطباع..!

حاورتك ذات لقاء معجون بضبابية تصرفاتك:

- أهدمت معابد قلبك على أجساد محشوة بغريزة تسودها لغة صماء العواطف؟ تكسوها مصلحة الآنية، عارية من تراتيل الحب؟ أم مازلت تبحث عن مجنونة عاشقة، تسمو بك إلى روح المصالحة أولاً ثم ترتل لك قداساً بترانيم تأخذك لصوفية الحواس..؟

نظرت حينها إلى عينيّ، يجول بأحداقك الخوف، العبث، الثورة، اليأس.

يداك تمارسان التشابك المرتبك، قدماك كما هزّة أرضية تكاد تبتلعُ رزانتك، تكاد تسمعني ذاك الغضب المحشو بالنكبات.

- لطفاً.. أتحسبين قيامتي ببوق الشهوات

- القيامة يا سيدي بعثٌ جديد، لا مقامرة بلهيب النزوات

لُجم برهة، كأن انهيال الإجابة دفن بداخله حرباً، انهارت حصون وجعه، كأن الضباب الذي غلفه يتلاشى،

يسقط عِمران توهمه أن ما كان.. ما كان:

- توقفي، هل كنتُ لاهثاً وراء وهمٍ لا نسلّ له من العشق بل محاولة لقيطةٌ من تجارب الحياة.

- هو كذلك.. ليست ولادةً شرعيّة، بل سفور يعتريه غاية تخدش نبضك، تنهشُ تدفقه أمام كل امرأة تحاول أن تجدَ نفسك طفلاً يبحثُ عن مرآته التي تكسّرت بحجارة كذبهن، لعبة الاكتشاف تغريك، لعل و عسى أن تجد ضالتك، فكبرت خيباتك.

- من أنت يا سيدتي، كيف فهمتِ أن ما فات ظلال..!

أن لقاءاتي الفاشلة كانت بحثاً عن المرآة..!

- لن أتحدث عن شخصيتي معك، سأجعلك تكتب على جدران الذات كأنثى تقرأ احتياجاتك دون ثرثرة تقيمها على أسماعها، وعذراً منك .. قلت جدرانا لتبقى صلبة أمام رياح إرهاقك ، فلو كانت صفحات لمزقتها بأول عناق لك للسطور، ربما لتمحو أثر ضعفك الذي أقمته بمكالماتك الفائته على أرقام مشبوهة النوايا، لا أقبل أن أمسح من قائمة ذاكرتك، لستُ عابرة الشهوات، ولا بليدة الرؤى، طموحي أكبر من ليلة عابرة، أكبر من لقاء مزيف.

- أتسمحين لي برقصة مشاعر غلبت سكوني؟ أشعر بأن قلبي لا يسعه كتمان لهفتي، وسريان دمائي بات محموم التدفق، أنفاسي تتسابق على شهيق مغمور بك، لا أنكر أن أول دهشة لي بدأت بعبورك أمامي صدفة

وأنت ترتدين ثوبك الأخضر، أما كحل عينيك فألبسني الرجفة. تفاصيلك الأنيقة غلبت وحدتي.

- تمهل.. المشاعر لا تنتظر السماح، مازلت تحت تأثير الصدمة، خدرت اتزانك قليلاً، المباغتة لطفلك لن تهديك خبرة النضوج، وأنا أحتاج نضوج رجل كصمام أمان لعاطفتي، تعلم جيداً أنني مستقلة، حرّة، قوية، لا أبحث عن هذا مطلقاً.

كان حوارنا هذا جائحة لقلبه التائه، عافاه من داء عنصريّة الضياع، أقفل أبواب الرحيل بعدها، بقيّ بضعفه قريباً جداً لامرأة أصبحت جيشه الوحيد لأي معركة جابهتهُ بسلاح فقد، توطن قلبي، ماعادَ لاجئاً في منفى الأخريات!




وسوم: #تشابك


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :