-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 25-05-2021 11:07 AM     عدد المشاهدات 223    | عدد التعليقات 0

حكايات الجَدّات !

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين

يعرف الذين نالوا فرصة العيش مع جدّاتهم او الاستماع غليهن ّ أو حتى زيارتهنّ ، أن ّ الجدات راويات و حارسات للذاكرة و صانعات للحكايات العميقة .
في الحكايات التي كانت ترويها الجدّات ُ ، كان الرَّوي ُ المتحرّك عنوانا ً واضحا ً فيها ، فالراوية كانت تحرّك يديها هنا وهناك و تتحدث بلسانها وبعينيها و ربّما تنادي على هذا و تنهر ذاك و تطلب من تلك أن تعدّ شايا ً للضيوف و تطلب من ذاك أن يجعل جمر الموقد واضحا ً .
الجدّات كن ّ راويات حقيقيّات من دون مواربة و من دون تزلّف و من دون باطنيّة ولم يكن ّ يعرفن التورية إلا ّ حين يتعلّق الأمر بكلام لا تُستطاب روايته أو لا يليق قوله في الناس .
و حكايات الجدّات كانت تقع في التصنيف الذي عرفناه في ما بعد ، بين القصة القصيرة و الرواية القصيرة .
وفي حكايات الجدات أبطال حقيقيّون ،
وقد تكون الشجرة محور الروي وبطلا ً للرواية ،
أو الدار ،
أو الطابون ،
أو حجارة السنسلة ،
أو بئر بعيدة ،
أو منديل كانت نسيته بنتٌ جوار دالية ،
أو صاع قمح ،
أو فخّارة زيت ،
أو دجاجة تطرح بيضها في الحوش ،
أو ولد ٌ شقي ّ يذرع الحارة بلا سروال داخلي ّ !
وقد تكون الرواية عن وجع يجرّ وجعا ً ، و تكون القبرُ بطلا ً للرواية !
..
ربّما ، الوجع يظلّ بطلا ً حاضرا ً في الروايات كلّها ، حتى وإن غابت الراويات !
مَن ْ عنده جَدّة أو يعرف إحدى الطاعنات في الزمن ، فليقترب من حكاياتهن ّ .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :