-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 23-05-2021 11:34 AM     عدد المشاهدات 465    | عدد التعليقات 0

حكومة لا لون ولا طعم ولا رائحة!

الهاشمية نيوز - ثمة تسريبات بأن الحكومة ستغادر الدوار الرابع قريباً. الأمر لدى 80% من الأردنيين سيان، سواء كانت التسريبات للإلهاء أم أن عمر الحكومة قد شارف على النهاية بالفعل. النسبة المومأ إليها قبل قليل من الأردنيين، لا يعرفون أسماء الوزراء، وإن علق في الأذهان بعضهم، فلأسباب تتعلق بتصريحات صدرت عن هؤلاء أنعشت أخيلة الأردنيين في التنكيت والتبكيت.
هذه الحكومة غريبة عجيبة. فمن أغرب غرائبها، أنها تختفي عن الأنظار حين يجب أن تظهر. وتصمت في اوقات يجب أن تنطق، وتتخذ إجراءات أو تعلن موقفاً في حدود معقولة.
لقد سجلت الحكومة سابقة لافتة في تاريخ الحكومات، ربما على مستوى العالم كله. فالاردن هو الأقرب إلى فلسطين، بحكم التاريخ والجغرافيا وما يربط شعبين هما في الحقيقة أكثر من شقيقين. وعليه، فإن منطق الأشياء يؤكد ان الحكومة الاردنية، يفترض ان تكون أكثر حكومة في العالم حركة ونشاطاً خلال العدوان الأخير على غزة، لمؤازرة الأشقاء وتعزيز صمودهم بالدعم المعنوي وما يتيسر من دعم مادي وعيني. لكن ما حصل كان العكس تماماً، كما لو ان غزة محافظة يابانية.
تناهى للعموم قبل أيام، أن صاحب الدولة يعاني من شيء ما في كتفه. ومع أمنياتنا للرجل بالشفاء العاجل، لكن من الواضح أن الأمر يتعدى ذلك إلى معاناة الحكومة من إصابات في الإرادة ومن ضبابية الرؤية والرؤيا معاً.
كل ما يجري في فلسطين، يخص الأردن مباشرة. حركة حماس، بغض النظر عن موقف الحكومة تجاهها، أصبحت مركز ثقل فاعلاً في المعادلة الفلسطينية. لم يعد مستبعداً أن يكون لذلك ارتداداته في مواقف القوى الدولية لجهة الاتصال مع حماس. ولقد أعلن الاتحاد الأوروبي، وقبله أنجيلا ميركل ما يؤكد ذلك من دون لَبْس ولا شوب. وقد يحدث تحول أمريكي صهيوني مفاجيء بهذا الاتجاه.
أربع دول، حققت مكاسب سياسية وأضافت إلى أوزانها ثقلاً سياسياً، نتيجة مواقفها وما قامت به من أدوار خلال العدوان على غزة. دولتان منها عربيتان، الأردن ليس إحداها، ودولتان اقليميتان. هل تدرك الحكومة ذلك، وهل تعي ان تطورات جديدة استجدت على صعيد القضية الفلسطينية فرضها صمود الشعب الشقيق وتحركه الموحد في مواجهة العدوان؟!
بغض النظر عن المدة المتبقية لهذه الحكومة في الدوار الرابع، فمن الواضح انها اتخذت قراراً غير معلن بأن تظل منذ تشكيلها وحتى رحيلها، بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
د. عبدالله الطوالبه



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :