-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-05-2021 12:03 PM     عدد المشاهدات 265    | عدد التعليقات 0

الوهم والافتراق !

الهاشمية نيوز -
ماجد شاهين


ما الذي يظهر في أفق الأماكن و الأسواق وأحاديث الناس و يوميّاتهم ؟

الآن ، لا نميل إلى حديث عن « مباهج « أو ميزات ناجعة ، بل نقول وبانتباه عن عزوف الناس عن دروب الألفة و انحياز الكثير منهم إلى دروب

« تعزيز الافتراق « !

يتعزّز الافتراق و ينمو كثيرا ً حين يتدافع الناس ويهرعون إلى ما يضرّ ولو بعد حين .

يـتدافع ُ الناس و يُهرَعون إلى « أسواق تبيع الوهم « و يـُقبـِلون على « شراء الوهم « بأكلاف عالية باهظة و يدفعون ثمنا ً كبيرا ً و عن طيب ِ خاطر ... أمّا « أسواق الحكمة « فلا أحد يرتادها و تبدو مقفرة رغم أنّها تمنح بضاعتها للناس بلا ثمن و من غير عناء .

يتدافع الناس و يُهرَعون إلى سوق « النميمة « فيشترون الكثير من فصولها للتسلية وللتسرية عن النفس وللإيقاع بآخرين ، أمّا سوق « الوئام والرحمة والتواد ّ « فيتجاوزنها و يبتعدون .

و يتدافع الناس و يُهرعون إلى مطارح الشوك ، و يغوصون فيها ، فيتأذّون ويؤذون ، أمّا عند الورد فلا يقتربون وعنه يرغبون .

و يهيم ُ نفر ٌ كثير من الناس بالفرجة على مشاهد العنف والخوف والرعب ، و يقضون كثيرا ً من أوقاتهم عندها ومعها ، فيما يضيقون ذرعا ً بسيرة المحبة والهدوء والبهجة والحكايات الجميلة .

هل ذلك يصيب كثيرا ً من الناس ، هل المشهد موحش ٌ غلى هذا الحد ّ ؟

ربّما القراءة المتأنية تفضي إلى أن « خرابا ً « نهش الذائقة و أطاح ملامح عديدة من روح التآلف ، ولذلك يمكن أن نبرّر خشيتنا من « تدافع الناس و تهافتهم « إلى « أسواق لا تجلب سوى التيه والفراغ والعنف « .

لا يقع ما ذهبنا إليه في باب التطيّر أو التشاؤم ، بل رُحنا إلى شيء ٍ من الحقيقة وإلى « تحوّل سلبيّ « حاد .

ونستطيع إن أردنا ، أن ْ نرجع ونعود إلى دروبنا النقيّة بالحكمة والصبر و البحث عمّا ينفع .

نريد ما ينفع بديلا ُ عن الوهم .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :