-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-05-2021 12:02 PM     عدد المشاهدات 429    | عدد التعليقات 0

فلسطين ثورة واحدة وشعلة من نور ونار ونصر يولد من جديد

الهاشمية نيوز - عمر أبو الهيجاء

ها هو الوجدان الإنساني والعربي ينتفض وينتصر للقدس وغزة والشيخ جراح وكل فلسطين.. فلسطين التاريخ والأماكن المقدسة.. ها هو الدم العربي يثور وينتفض نصرة للقدس وغزة هاشم والشيخ جراح ضد الصلف الإجرامي لهؤلاء المارقين الفاشيين قتلة الأطفال والشيوخ والنساء.. وها هي شعوب العالم الحرة تتظاهر انتصارا للقضية الفلسطينية في وجه المحتل الغاصب.

«الدستور» توجهت بهذا السؤال إلى المبدعين والمثقفين: ماذا يقول المثقف والمبدع تجاه ما يجري من غطرسة وهمجية وقتل وتدمير وتشريد للإنسان الفلسطيني من هؤلاء القتلة المارقين الصهاينة؟

عنوان أكبر ظلم تواطأت عليه قوى الشرّ

الشاعر والروائي والناقد د. إبراهيم السعافين رأى أن ما يجري في فلسطين، الأرض والتاريخ والمقدسات ليس منقطعًا عن السّياق العام للقضيّة الفلسطينية، عنوان أكبر ظلم تواطأت عليه قوى الشرّ والعدوان، معلوم أن فلسطين هي وطن الفلسطينيين، والفلسطينيون هم مكون من مكونات الحضارة العربية الإسلامية، فالمشكلة في الأساس هي مؤامرة كونيّة على شعب مسالم يعيش فيه الناس من كل الأديان والأعراق والثقافات بحب وتسامح.. المفارقة الكبرى أن المؤامرة الكونية المسلحة بالخرافة والأسطورة عزمت على اقتلاع شعب بأكمله تحت غطاء إنساني يستند إلى رواية المحارق التي نفذها العرب وفق رواياتهم، وأراد دهاقنة السياسية الغربية أن يحلوا عقدة الذنب لدى الغرب على حساب الشعب المسالم.

وتساءل السعافين: كيف لعقل متحضر أن يستوعب اقتلاع شعب من أرضه وتدجينه ثقافيا بمقولة: فلسطين وطن قومي لليهود، وهي أرض الميعاد وعلى أصحاب الأرض والتاريخ أن يقبلوا برحابة صدر أن يعيشوا في المنافي ويقبلوا الأمر الواقع. قالوا لهم اقبلوا بخمس مساحة فلسطين فقبلوا، ولكن الكيان الاستعماري الاستيطاني لا يقبل أي حل سلمي، لا يريد فلسطين كلها وحسب، بل يريد أن يشمل نفوذه كل العالم العربي. ينشط بهوس وجشع في الاستيطان والقمع والطرد والسيطرة على الثقافة والتاريخ والمقدسات. نحن أمام الرواية النقيض، فما الذي نتوقعه من الفلسطينيين سوى أن يدافعوا عن وجودهم؟ لم يترك المحتل مجالاً لأي فرصة سلام ممكنة متسلحا بغطرسة القوّة، مع أنه كيان استعماري استيطاني وقاعدة غزو استعمارية استيطانية. إن هذه الغطرسة، في النهاية، ليست في صالح اليهود، بل هي ضد اليهود أنفسهم الذين كانوا يعيشون في هدوء آمنين، في أرجاء الوطن العربي الكبير.



لن يكون الصمت عذرا

أما الشاعر د. محمود الشلبي فقال: أن يصهر النور ظلام الليل ويولد حلم جديد من أكناف القدس والشيخ جراح وغزة...هبة واحدة لا يتأخر عنها الجبل ولا يؤجلها الشعب العربي الغاضب.. كل فلسطين تقف صفا واحدا ومعها الشعب العربي في هذه الأيام العصيبة في الداخل والخارج وقد شكل الحجر والكلمة صوت الحق في مواجهة الباطل لردع الاحتلال الصهيوني عن غطرسته وعدوانه هذا العدو الذي لا يأخذ بحسابه كرامة العربي وحقه في وطنه لمحتل...فلسطين كلها ثورة واحدة وشعلة من نور ونار ليكون النصر والعودة وتعود الحياة إلى وطن الخلود.

وأضاف: لن يكون الصمت عذرا في يوم من الأيام لتبرير موقف المتخاذلين...والجبناءـ وهاهم القابضون على جمر المقاومة يقفون صفا واحدا لمواجهة هذا العدوان الإسرائيلي الشرس حيث يفوق هتاف الغاضبين قوة الرصاص... فيتحول الحجر بيد الرافضين أصحاب الحق إلى قنابل ليرتفع العلم الفلسطيني مرفرفا فوق قباب القدس وفي سماء غزة رغم الدمار.

مؤكدا أن الشعوب العربية والإسلامية لن تقبل الخنوع بالصمت والذل وها هي تنتفض... وها هو النداء الفلسطيني يتجسد قوة حقيقية في الإنسان العربي ليكون دم الثوار هو القرار. ولم تكن الشعوب العربية يوما سوى السند والقوة التي تكسر الخذلان وتمحو الصمت لتقف صفا داعما ومواكبا للجيوش العربية حين تدرك ان النصر قادم لا محالة. نعم! ستقف الشعوب بجانب الجيوش صفا واحدا للتحرير حين يكون الواجب حقا والحق واجبا ولن يضيع الحق الفلسطيني في وطنهم وسيبقى مؤمنا بحتمية التاريخ في النصر والتحرير. وسيبقى الحق الفلسطيني في وطنه وأرضه درسا يوميا يتعلمه الأطفال الفلسطينيون رجال المستقبل.. وفي الختام أقول: «النداء الأبي حلم تنامى/في شباب وكلهم ثوار/ يصهر النور ظلمة الليل حتما/مثلما تصهر الحديد النار/في فلسطين يعمر الأرض جيل/ يعربي وصوته إعصار».



المقاومة هي السبيل الوحيد لاستعادة الحق

الناقد والشاعر د. رامي أبو شهاب عبّر عن ما يجري في من غطرسة بقوله: لطالما كان رهان الكيان الصهيوني الأهم يتحدد بمحاولة تسويق وجوده بوصفه جزءاً طبيعياً في المنطقة، أي أن يشرعنه من خلال اتفاقيات التطبيع التي كان الرد عليها عبر باحات المسجد الأقصى، وحي الشيخ جراح. لقد راهن الكيان الصهيوني على أن القضية الفلسطينية سوف تتلاشى مع الزمن موظفاً استراتيجيات سياسية، وعسكرية، وثقافية، وخطابية، بالتضافر مع تواطؤ بعض الأنظمة الغربية. لقد سعى هذا الكيان إلى نفي الوجود الفلسطيني، غير أن فلسطين التاريخية انتفضت لتبرهن على أن ذاكرتها التي شكلتها النكبة لم يمحُها الزمن، وما محاولات حرف البوصلة عن المعنى الحقيقي للصراع، أو تصفيته عبر اللجوء إلى منطق أحمق سوى تآمر على حقيقة هذا الصراع الذي ينهض على مركزية الوجود.

مؤكدا أنه قد تبددت إنجازات ما اعتقد الكيان الطارئ بأنه قد حققها... فالنموذج الذي نراه اليوم من المقاومة مغايراً في رؤيته، وآلياته حيث استعاد الفلسطيني وعيه الجمعي، ولا سيما الداخل الفلسطيني الذي التحم مرة أخرى بالروح الفلسطينية ليضرب عمق الكيان الصهيوني الذي سيبقى وجوده مهدداً على الدوام بوصفه نموذجاً كولونيالياً من مخلفات الحقبة الاستعمارية، بالإضافة إلى أنه لا يمتلك من مؤهلات للبقاء سوى الحاضنة الغربية التي ما انفكّت تدعم نظاماً عنصرياً لا يختلف في ممارساته عن النازية؛ ولهذا علينا أن نقرّ بأن المقاومة بكافة أشكالها هي السبيل الوحيد لاستعادة الحق، وما التطبيع سوى محض هراء لن يعود إلا بالوبال والعار على من سعى إليه.



ضرورة استمرار تفاعل المبدعين مع القضية

الشاعر والناقد د. محمد عبيد الله رأى أن الشعب الفلسطيني يواجه عدوانا جديدا أمام أنظار العالم كله، عدوانا على المكان والإنسان، وعلى المقدسات التي لا يجوز المساس بها، وهي جولة في سلسلة طويلة من اعتداءات الاحتلال البغيض، وليست أمرا جديدا عليه.

لافتا أن المطلوب ثقافيا تكثيف الجهود بكل السبل للتعريف بالقضية الفلسطينية وجذورها، وكشف أكاذيب المحتل الذي يريد أن يمحو شعبنا ليثبت أن فلسطين أرض بلا شعب، والمطلوب أيضا الوقوف إلى جانب المقاومة الشرعية وحق الضحية في الدفاع عن النفس والمحافظة على الوجود، هذا حق للفلسطيني، بينما فعل الاحتلال فعل عدواني همجي ليس له مسوغ. ومن الضروري استمرار تفاعل المبدعين والكتاب مع القضية والكتابة عنها وعن تاريخها وحاضرها ذلك أن حضور الأدب والإبداع يسهم في التوعية وفي توثيق الحقيقة والدفاع عنها، كما يسهم في ملء النفوس بالأمل والمحافظة على جذوة المقاومة، فالحق لا يسقط بالتقادم، والحق لا يسقط؛ لأن المعتدي يمتلك أسلحة حديثة تبيد البشر والحجر والشجر. من الضروري أن تكثف الهيئات الثقافية والروابط واتحادات الكتاب والمثقفين والإعلاميين تضامنها مع فلسطين وشعبها، وأن تعمل هيئاتنا مع غيرها لإصدار بيانات تكشف مواقف الكتاب والمثقفين وتوحد الجبهة الثقافية بعيدا عن أي تردد أو مراوغة، وكل ذلك جزء من المقاومة بالكلمة والموقف والتضامن، لتقوية موقف الشرفاء في كل مكان لإيقاف العدوان بكل أشكاله.. ومهمة المثقفين الشرفاء عربيا وعالميا أن يقولوا الحقيقة التي لا لبس فيها: فإسرائيل ليست دولة وإنما هي قوة احتلال واستعمار وكيان مصطنع.



عودة للأمل والروح

فيما أشار الشاعر د. حكمت النوايسة: إلى أن فلسطين تنتفض، كلّ فلسطين، إنه أشبه ما يكون بصدمة، ولكنّها الصدمة الإيجابية، الصدمة التي تروّي القلوب الباحثة عن الفرح بعد يأس وقنوط، عندما يبتدئ الأمر بحي الشيخ جراح، ثم يمتد إلى المسجد الأقصى، ثم إلى بلدات في الداخل الفلسطيني لم تتوقع (إسرائيل) أن يقوم فيها الوجدان الفلسطيني العربي، ثم تكون غزة العزة والكبرياء، فتكون الحرب بكل ما يمكن أن تحمل الكلمة من معاني، كأنها الحرب بين كيانين متكافئين، وعندما تدكّ الصواريخ الفلسطينية مآمن الكيان الغاصب، وتصل إلى مواطن ظنّها آمنة مطمئنة، وإذا هي في مرمى من الصواريخ، يقابل هذا ما كشفته هذه الانتفاضة من فضح للآلة الإجرامية للكيان الصهيوني، وتعرية للعقيدة الوحشية التي يعتنقها، وغياب أي وازع إنساني، فلا فرق في العقيدة الصهيونية بين مقاتل وطفل يلثغ بحروفه الأولى، وهاهي الإنسانية جمعاء تنظر وترى في أي درك أخلاقي منحط يقبع هذا الكيان المارق، وها هي الروح العربيّة تستردّ أنفاسها في الشعب العربي في أقطاره المختلفة.

مبينا أن ما يجري من بطولات للشعب الفلسطيني عودة الأمل، وعودة الروح، وبطاقة العبور إلى الرأي العام العالمي الذي لم تعد تنطوي عليه الأكاذيب الصهيونية، وبطاقة العبور إلى قرب الأمل، والدليل القطعي إلى قرب زوال هذا الكيان المبني على الغطرسة، وها هو يرى ما كان يخشاه، فكل المعاهدات التي كان يرى أنّها ستجعله يعيش في وسط الريح، لم تعد قادرة على إقناع أي صهيوني بهذه الخرافة، فالمعاهدات لا تنسي الشعوب حقوقها، والغطرسة زادت وتزيد الشعب الفلسطيني إصرارا على الحق، والعودة إلى المحتل من الأرض، فقد أرادوا التوسّع في الشيخ جراح ليكتشفوا أنهم ليسوا مطمئنين في البلدات التي تخضع للاحتلال منذ ثلاثة وسبعين عاما، فألف تحيّة للمقاومة البطلة، وللأبطال من الشباب الطالع من رحم المعاناة، مظهرا للكون أجمع أنه شباب مختلف من شعب جبار، ألف تحيّة لهم، وألف تحية لزنود المقاومين الأبطال في غزة الذين لم تهزّهم الغطرسة، وقهروا الصلف الصهيوني بكل ما تعني الكلمة.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :