-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-05-2021 12:01 PM     عدد المشاهدات 326    | عدد التعليقات 0

مقام الأوان

الهاشمية نيوز - فدوى بهجت خصاونة

في مقام الأوان للمخرج الكبير الأديب صلاح أبو هنود يقول:

ماءُ قِدر القدس بدأ في الغليان، والطبخة بعد الآن لن تكون طبخة حصى.

الحصى التي صنعت الحضارة و وأعمدة الآثار و القصور المعلقة والمدرجات هي نفس الحصى التي أولمت الأمل في نفوس الأطفال والرجال ليهبوا للدفاع عن الأقصى، وهي كذلك نفس الحصى التي آمنت المقدسيين من الخوف فركموها إلى جوار صلاتهم ليدفعوا عن أنفسهم أذى الغاصب المحتل، منقوش عليها ولكن الله رمى.

يا أسود القدس يا أسود فلسطين كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة، النصر لا يخضع لمنطق العدد ولا لمنطق العتاد، ما بين النصر والهزيمة شعرة رفيعة عنوانها الصبر والثبات عنوانها اليقين بوعد الله، والثقة بأننا أصحاب حق ؛ فنحن والله بكسر الهاء نعلم اننا منتصرون ونعرف ان الغاصب الى زوال، إلى قاع الوجود وكأنه لم يكن.

هؤلاء المرابطون يبدأ سيرهم من أول ممر باتجاه الضوء حتى يصلوا ساحات الشمس التي لن يغطيها غربال، فالحق الذي لا تحميه قوة باطل باطل، فكيف بالحق الذي يحميه أعظم قوة في الوجود، يحميه رب الوجود ؟

لقد تعلمت باكراً أن الحق لا يُعْطى لمن يَسْكت عنه، وأن على المرء أن يُحْدِث بعض الضجيج حتى يحصل على حقه «مالكوم اكس».

يا أطفال فلسطين يا نساء فلسطين الماجدات يا أبطال العز يكفيكم عزا وفخرا أن الواحد منكم أشغل جيشا كاملا، انظروا اليهم كم هم جبناء يترقبون يخافون من ظلهم، يخافون من لغة الصمت حتى أنهم يخافون من أنفسهم ؛ فنرى عشرة جنود يطوقون امراة واحدة أو طفلا واحد او رجلا واحد ؛ ألكل هذا الحد هم جبناء أم أن أبطال فلسطين شداد غلاظ لا يخافون الموت، لا يخشون إلا الله، فالخوف من غير الله مذلة.

المقدسيون يعيدون صياغة التاريخ في حي الشيخ جراح، فقد كان الإسرائيليون على ثقة بأنهم سيتخلصون من المقاومة بجرة دم ؛ مع مرور الزمن سيأتي جيل -بعد أن استشهد الأجداد والآباء - جيل منفصل عن الماضي والتاريخ على حد قولهم، وهذا الجيل جيل البسكويت والبرغر، جيل لا يعرف خارطة فلسطين، ولا يعرف معنى الإحتلال ولا معنى الأرض، جيل لا يعنيه ولو نزرا يسيرا من فتات الماضي، غاب عن الغاصب كل شيء من أصالة العربي وكرامة العربي، وبقي عنصر المفاجأة والدهشة ؛ لقد أدهش جيل البسكويت العدو فهو يمضي للموت ضاحكا مستبشرا بوعد الله حتى تكلم وقع خطاه : نحن لا ننسى ولن ننسى، نحن لا نخضع ولا يعنينا كل الإتفاقيات والمعاهدات، نحن لم نقرأ شيئا عن عقود ومواثيق السلام المزعوم ولن نقرأها بيوم.

فما قيمة الحبر على ورق بين طرفين غير معنيين طرف العدو وطرف يبحث عن السلام بغياب العدل ؟

رهان المستعمرين على الجيل الجديد واهمين أنه جيل منفصل عن ماضيه، منفصل عن آبائه واجداده، جيل لا يذوب بقصص الحب والموسيقى جيل البسكويت جيل هش سريع الذوبان في حب القدس؛ بعد إشغاله ببرامج هدفها إلهاءهم بالموسيقى والموديلات ؛ وتخصيص برامج ومحطات كاملة لاعداد اطباق مختلفة من المأكولات، فكل ذلك لن يجدي نفعا أمام العقيدة الراسخة، واليوم ثبت بالوجه الشرعي ان المبادئ لا يمكن لها أن تتغير بتغير الزمن، وتغير الشخوص.

فهل فهم العبريون المثل العربي: «ما بضيع حق وراه مطالب»؟

صرخت الماجدات «وامعتصماه» كان الرد قاسيا مؤلما من ألف معتصم لنصرة صرخة لم يسمعها أصحاب الطاولات، ولكن صداها وصل إلى معتصم لا زال يحبو.

نزلت دمعة على وجه القمر على وجه طفل فلسطيني ؛ فغرق العالم المظلم، واستيقظ أموات الحي ؛ سفينة نوح لا زالت تبحر لا زالت تحمل معها طهر الأرض، لا زالت ثابتة تحمل من كل زوجين اثنين ليعم الخير.

على صهوة جرح الأقصى النازف يعلو علم الأحرار يرفرف على هامات الشمس.

إن القضية الفلسطينية قضية كل الشرفاء، ومن العار ان لا نعيش تفاصيلها، من العار ان لا نحمل الهم في استعادة شمس المدائن وتحفة الأرض، من العار ان نمضي في الحياة مفرغين من الشعور تجاه مسرى الرسول، فلسطين البطلة التي لا زالت تقاوم.

عندما يحدث نزاع بين طرفين فإن الميل وبمنظور سياسة المصلحة يكون للأقوى ومصلحة العرب أجمعين مع فلسطين لأنها الأقوى.

لن يسجل التاريخ أصحاب الشجب والاستنكار على أنهم أبطال؛ هم متخاذلون خذلوا أنفسهم قبل كل شيء.

إن ينصركم الله فلا غالب لكم.

آن أوان النصر آن أوان موسم الحصاد.

الله اكبر على المعتدين الله أكبر على العملاء، الله أكبر على الشيطان الأخرس الساكت عن الحق.




وسوم: #مقام


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :