-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 19-05-2021 11:49 AM     عدد المشاهدات 277    | عدد التعليقات 0

صهيل داخل فنجان قهوة

الهاشمية نيوز -
طلعت شناعة

كلما صعدتُ درجات السلم أشمّ رائحة القهوة.

أُتابع صعودي. تمتلىء مساماتي بالرائحة. أسمع هسيس النساء ورنين الكلمات خلف الأبواب المغلقة.. ونصف المغلقة.

القهوة وصوت المرأة يكشطان عني غبار الكسل.

أذكرُ أيام دراستي في مصر ، كان « بوّاب العمارة « قد حوّل « بيت الدّرَج» الى منزل ياويه هو وأُسرته..

كنتُ في البداية، أتضايق من رائحة الطعام.: ملوخية و» تقلاية بصل»، « كفتة» ، بازيلا،الخ الخ.

ومرت الايام..

واختفت تلك الرائحة بعدما افتعلتُ شجارا معهم، لأن العمارة أصبحت كلها « ملوخية».

شعرتُ بالذنْب.

جلستُ بحزن أتأمل تلك الرائحة التي غابت، فتمنيتُ عودتها.

الى ان تعود رائحة القهوة لتذكرني بالأشياء المفقودة من حياتي.

أتحوّل الى رئتين. أشعرُ أنني أنسابُ تحت طرف الأبواب نصف المغلقة.

اكتشفتُ أن النساء أكثر قدرة من الرجال على تجميل الفضاء والأمكنة.

يُعجبني إنشغال المرأة بالقهوة. أشعر أنني أتأمل « أُنثيين».

المرأة تعد القهوة بطريقة مختلفة. ثمّة تأنٍّ ، و دقّة في الإعداد والغلي وتحويل الماء والبنّ الى « مزاج» خاص و» فرح» إستثنائي.

أعيش الحالة كل يوم وكل صباح واحيانا في المساء.

أنا كائن خُلقتُ لأتأمّل. أُحبّ التأمل والنظر من بعيد.

أردتُ ممارسة جنوني.

مرة ، دحرجتُ قطعة نقود على البلاطات الفارغة. وسرعان من تقافزتْ على السّلّم.. خطوة خطوة.

شعرتُ بالفرح.. إذ أطلّت إمرأة لتلتقط « لعبتي».

قالت: صباح الخير.

قلت: صباح القهوة.

قالت: تقصد(... )

قلت: ياريت!!






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :