(عـربـة جمعـة) 39 عـامــا مــن الحفــاظ علــى مهنـة الآبـــاء

الهاشمية نيوز - يحافظ كثير من الأبناء على مهنة أبائهم ويسيرون على نفس دربهم المهني، سواء كان ذلك بطريقة فطرية أم مقصودة ام مجبرين على المضي فيها لظرف ما.. ومعظم من يرثون مهن أبائهم تتشكل لديهم أبعاد عميقة في وجدانهم وتتحول إلى نظام حياتي ومنظومة لا يستطيعون الخروج منها لانهم اعتادوها وألفوها رغم متغيرات الحياة واختلافاتها من جيل الى جيل.. وهذا ما حدث مع شخص التقيته في مخيم البقعة وهو جمعة محمد عشيش، إذ تقف عربته في المخيم البقعة منذ أن خرج والده من فلسطين عام 1948، ورثها عن والده محمد عشيش، وهي أشهر عربة لبيع الترمس في المخيم.
وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً لم يتغير شيئاً على العربة سواء بشكلها أو حتى مكانها.
يقول جمعة، بدأت حكاية العربة منذ خروج والدي من فلسطين عام 1948 كان وضعه المادي صعبا، فعمل في الطوبار وكنا نقطن بمخيم الحسين ثم انتقلنا لمخيم البقعة، فامتهن والدي بيع الترمس على عربة متنقلة ورثتها عنه منذ 39 عاماً، أمضيت على هذه العربة لأحافظ على مهنة والدي.
وأضاف، حافظت على مهنة والدي لليوم لإعانة أخواتي، كما ان لدي خمس بنات على مقاعد المدرسة وفي الجامعات، وقد استطعت على مدار السنين المحافظة على هذه العربة والتي هي مصدر رزقي. وقال، «39عاماً وأنا في مخيم البقعة أعمل وأسترزق من خلال هذه العربة، أقتنع بالقليل، الرضا والقناعة هما قاعدتي، وبناتي اعتدن على ظروفي، وفترة جائحة كورونا كانت صعبة على الجميع، أثرت علي جداً، فأعمل يوما، ويوم لا اعمل، حسب الحظر والاغلاقات، لكن الله هو الرزاق.