-

المجتمع والناس

تاريخ النشر - 09-05-2021 10:29 AM     عدد المشاهدات 1487    | عدد التعليقات 0

زكاة الفِطرِ و العَشرِ الأواخر

الهاشمية نيوز - هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان من الأمور التي يكثر البحث عنها مع مرور الأيّام من شهر رمضان المبارك. فالله تعالى قد رزق الكثير من عباده الصّالحين المال الوفير. و كذلك الرّزق الطّيّب الكثير. فأمرهم بإخراج الزّكاة والإنفاق في سبيله ولوجهه الكريم. وذلك لما في الزّكاة من زكاوةٍ للقلب. و كذلك زيادةٍ في الرّزق والأجر عند الله تعالى. كما يهتمّ موقع محتويات ببيان أهميّة زكاة الفطر وحكمها. و كذلك بيان جواز إخراجها في العشر الأخير من رمضان من عدمه. بالإضافة إلى بيان فضائل العشر الأخير وفضائل الصّدقة في رمضان المبارك.
زَكاةِ الفِطر: بعد انتهاء أيّام رمضان المبارك يأتي عيد الفطر مهنّئاً الصّائمين القائمين العابدين لله تعالى، على تمامهم لعدّة رمضان وإكمالهم وجوه الطّاعات والعبادات، وقبول أعمالهم الصّالحة. ولهذا العيد أحكامٌ عديدة، أحدها زكاته أو كما تسمّى زكاة الفطر.
وهي من أنواع الزّكاة الّتي أوجبها الإسلام على المسلمين. ففيها شكرٌ لله تعالى على إعانة المسلمين لإتمام الطّاعة والعبادة. و كذلك تُنشر تقوى بها أواصر المحبّة والتّعاون والتّكاتف بين طبقات المجتمع المختلفة.
حيث فرضها الله تعالى لتطهير النّفوس والقلوب من الصّفات القبيحة كالشّحّ والبخل. كما يتمّ الصّائم بها عبادته ويعوّض بها عن لغوه ولهوه خلال الشّهر الفضيل. كما أنّ فيها زيادةٌ للأجر والثّواب للأعمال الصّالحة الّتي يقوم بها الصّائم. ذلك جعل الله تعالى فيها مواساةً للفقراء والمحتاجين. و كذلك مساعدةً لهم في فقرهم وحاجتهم والله أعلم.
حُكمُ زَكاةِ الفِطْرِ: فرض الله تعالى زكاة الفطر على المسلمين في السّنة الثّانية للهجرة. و كذلك أوجبها عليهم بالقرآن الكريم والسّنّة المباركة وكذلك الإجماع.
وذلك كان بعد فرض زكاة الأموال، وزكاة الفطر واجبةٌ على كلّ مسلمٍ عاقلٍ سواءً كان أنثى أو ذكرا. و كذلك لو كان حرّاً أو عبداً فهي واجبةٌ عليه لا محالة. وقد روُي عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فرَضَ زَكاةَ الفِطْرِ صاعًا من تَمْرٍ، أو صاعًا من شَعيرٍ على كُلِّ عبدٍ أو حُرٍّ، صَغيرٍ أو كَبيرٍ».
وقد أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن تُؤدّى قبل أن يأتي العيد ويدخل النّاس إلى الصّلاة. حيث إنّها وجبت على كلّ مقتدرٍ وعلى من كان يملك فائضاً بقدر صاعٍ من التّمر أو الشّعير أو الزّبيب، كما أفتى علماء وفقهاء المذهب الحنفيّ بجواز إخراج زكاة الفطر نقداً من الأموال المتداولة، فذلك فيه مصلحةٌ للفقراء. فيتاح لهم بالمبالغ المقدّمة لهم أن يشتروا بها حاجيّاتهم. فقد لا يكون لهم حاجةٌ بالتّمر أو الشّعير أو غيره من الحبوب، وتكون لهم حاجيّات أخرى.
أمّا إن كانت زكاة الفطر في زمنٍ قلّ فيه الطّعام والموادّ الغذائيّة، فالزّكاة بما أمر به رسول الله أولى والله أعلم.
هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان؟
إنّ إجابة سؤال هل يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأواخر من رمضان هي نعم، يجوز إخراج زكاة الفطر في العشر الأخير من شهر رمضان المبارك. فكما ورد عن صحابة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ من الواجب والفرض إخراج زكاة الفطر قبل يومين أو ثلاثة أيّامٍ من عيد الفطر.
وهذا ما ثبت في السّنّة المباركة. بل إنّ هذا وقت إخراجها الشّرعيّ. و كذلك لا يجوز إخراجها أوّل شهر رمضان أو في وسطه. وقد أيّد هذا القول المذهبان المالكيّ والحنبليّ حيث استهديا إلى هذا الحكم من حديث عبدالله بن عمر -رضي الله عنمها- أنّه قال: «وكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيَومٍ أوْ يَومَيْنِ».
كما أيّد هذا القول من كبار العلماء الشّيخ ابن بازٍ رحمه الله، أمّا المذهب الحنفيّ والشّافعيّ، فقد ذهبا بالقول إلى أنّ إخراج زكاة الفطر في أوّل رمضان صحيحٌ وجائز، وذلك لأنّ السّبب الّذي أوجب زكاة الفطر هو الصّيام، فعند بدء الصّيام تحقّق الشّرط، فبذلك تصحّ الزّكاة في أيّ وقتٍ من شهر رمضان، لكنّ القول الأوّل هو الرّاجح والأصحّ والله أعلم.
حُكمُ تقديم زَكاةِ الفِطْرِ قبْلَ العيدِ بيومٍ أو يَوْمَيْنِ ؟
من الأحكام الهامة التي لا بدّ من التعرف عليها، فمن الجدير بالذّكر أن الشريعة الإسلامية جاءت للعبادة كما أنها جاءت لخير الفرد والمجتمع، كأداء الزكاة فهي ركن من أركان الإسلام، وحق الله في أموال المسلمين الذين يدينون بها، وتسمى بالعبادات المادية المفروضة على المسلم المقتدر، ولا سيما الزكاة التي تخرج في العيد حيث تسمى بزكاة الفطر، وفي هذا المقال تفصيل ذلك.
إن حكم تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، جائز، مما يعني لا يوجد مانع من إخراج الزكاة قبل عيد الفطر بيوم أو يومين، ويفضل إخراجها في أول يوم من أيام العيد، وزكاة الفطر واجبة على كل مسلم سواء كان كبيرًا أم صغيرًا إذا كانت جاهزة عند غروب الشمس ليلة عيد الفطر في شهر رمضان، وأمر الناس بأدائها قبل الخروج إلى صلاة العيد، وهي واجبة على الرجال والنساء والشباب وكبار السن والأحرار والعبيد الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأما الجنين الذي في بطن المرأة فلا زكاة فطر عليه، إلا أنها مستحبة ويكون الحكم في حقه الاستحباب، وقد فضل بعض الصحابة كعثمان رضي الله عنه دفع زكاة الفطر على الجنين الذي لم يولد، مما يعني أنه رضي الله عنه أخرجها في عهده بحق المرأة الحامل.
تأخيرِ زَكاةِ الفِطرِ بَعْدَ صَلاةِ العيدِ بدونِ عُذرٍ؟
لا يصح أن تؤخر زكاة الفطر في شهر رمضان بعد تأدية الصلاة، فإن زكاة الفطر التي ترسلها نيابة عن صديق يريدها ويوافق عليها لا يمكن أن تكون صدقة في اسمك نيابة عنه، لأنه لا نية في الزكاة وأنت ترسل الزكاة ويكفي أن ينوي إخراج الزكاة وتأديتها مما يعني لا يصح له الزكاة عنك.
وأما تأجيل الزكاة من صلاة الفجر إلى صلاة العيد فلا يجوز للعبد إخراج الزكاة عن نفسه أو عن من عينه في وقت متأخر ولا يجوز تأجيلها لمخالفتها لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «أن تؤدى زكاة الفطر قبل خروج الناس للصلاة»متفق عليه، فمن أخرها من أجل ظرف بدون عذر شرعي، فقد خالف أمره صلى الله عليه وسلم، وأما لإذا كان مرتبط بعذر أدى إلى تأخير أداء الزكاة: كالذي لا يمكن الحصول على من يوصل الزكاة، أو عدم وجود معين أو إذا لم يكن هناك أحد محتاج، كما أنه لا يجوز إرسال زكاة الفطر لأحد خارج البلد، فمن شروط صحة الزكاة واستكمالها أن يكون المستحق للزكاة في بلد المُزكّي.
كيف تُحْسَبُ زَكاة الفِطر؟
إنّ حساب زكاة الفطر بالصاع على قول الجمهور أنه صاع واحد من القمح أو الشعير، وذلك واضح في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كُنَّا نُخْرِجُ إذْ كانَ فِينَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ، عن كُلِّ صَغِيرٍ، وَكَبِيرٍ، حُرٍّ، أَوْ مَمْلُوكٍ، صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ فَلَمْ نَزَلْ نُخْرِجُهُ حتَّى قَدِمَ عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا فَكَلَّمَ النَّاسَ علَى المِنْبَرِ، فَكانَ فِيما كَلَّمَ به النَّاسَ أَنْ قالَ: إنِّي أَرَى أنَّ مُدَّيْنِ مِن سَمْرَاءِ الشَّامِ، تَعْدِلُ صَاعًا مِن تَمْرٍ فأخَذَ النَّاسُ بذلكَ. قالَ أَبُو سَعِيدٍ: فأمَّا أَنَا فلا أَزَالُ أُخْرِجُهُ كما كُنْتُ أُخْرِجُهُ، أَبَدًا ما عِشْتُ».
ودمتم للخير،،،،






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :