في ظلال آية .. / (وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا)!!

الهاشمية نيوز -
الداعية نائلة هاشم صبري

قال تعالى: «لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ « سورة آل عمران –الآية 188.

هناك فئة من الناس يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا من أعمال الخير وهم على ضلال وينطبق ذلك على المنافقين المتخلفين عن الغزو الذين يتظاهرون بالفرح بنصر المسلمين ويحبون أن يقال عنهم: المحاربون المنقذون رغم تخلفهم عن القتال والغزو، فلا تظننَّ الذين يفرحون بما أتوا بمنجاة من العذاب.

(عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رجالاً من المنافقين كانوا إذا خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الى الغزو وتخلفوا عنه فرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله -صلى الله عوسلمعن - فإذا قدم اعتذروا اليه وأخلصوا وأحبّوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا) أخرجه البخاري ومسلم.

(وقال الضحاك: إن اليهود كانوا يقولون للملوك: إنا نجد في كتابنا أن الله يبعث نبياً في آخر الزمان يختم به النبوة. فلما بعثه الله -عزوجل- سألهم الملوك أهو هذا الذي تجدونه في كتابكم؟ فقال اليهود وطمعاً في أموال الملوك هو هذا. فأعطاهم الملوك الخزائن. فقال تعالى: «لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا...» الى نهاية الآية -سورة آل عمران –الآية 188-) القرطبي مجلد 4 صفحة306.

وبعد: فهذه الآية الكريمة صورت لنا فئة من الناس الذين يتصفون بالخداع والجبن والادعاء، وفيها وعيد لمن يحمد أحداً بما ليس فيه. وهكذا في مجتمعنا أمثال هذه الفئة الضالة التي تحب أن تحمد على عمل لم تقم به وقد عمله غيرها فتنسبه الى نفسها كذباً وخداعاً وتقول وهي تباهي بنفسها لقد عملت كذا وهي في الحقيقة لم تعمل.

فلنحذر هذه الفئة التي تدعي أنها تعمل، وهي في الحقيقة لا تعمل، بل تقبع في عقر دارها. ولنحذر هؤلاء المرائين الذين لم يعطوا شيئاً وهؤلاء المدّعين الذين يدّعون خدمة الناس ويمنّون عليهم كذباً وافتراء، فلا تمدحوا أحداً ما ليس فيه.

قال رسول الله -صلى الله عليه سلم- «من ادّعى دعوى كاذبة ليتكثر بها لم يزده الله الّا قلّة» أخرجه البخاري ومسلم.

اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد