-

كتابنا

تاريخ النشر - 19-04-2021 11:20 AM     عدد المشاهدات 338    | عدد التعليقات 0

سجود 70 ألفًا و(أقصى) صامد بدعواتهم

الهاشمية نيوز -
امان السائح

عندما تعج ساحات الاقصى بأقدام نحو 70 الف مصل أتوا من كل بقاع فلسطين، فتلك هي الروح، وعندما يعلن خطيب الاقصى الشيخ عكرمة صبري امام العالم بأن زحفكم ايها المصلون للمسجد الاقصى هو تذكير بأن هذا المسجد اسير، فتلك دعوة للعالم أجمع ان القدس باقية عاصمة لفلسطين، وبأن الزحف نحو الاقصى لن يتوقف ما زال في أرض ثالث الحرمين الشريفين، عزم وعزيمة، وبأن هذا الشعب الجبار لا ولم ولن يوت يوما عن أداء الصلاة الاروع، في ابهى مكان، على أرض اسيرة وشعب يفك كل يوم أسرها بجبروته واصراره..

كانت ساحة الاقصى وجهتهم، وباب الاقصى قبلتهم، وصوت الاقصى دينهم وديدنهم، فصوت الخطيب في رمضان، كان حالة شوق لا يشبهها شوق بالكون، وكان اعتلاء منبر الخطابة للشيخ صبري هو دالة الخير على صمودهم، فأعلمهم أن الاقصى لن يموت، وأن سيكون هنالك قادم يقول انه لا صلاة تحت الحراب، وأن صوت دعاء مصلي الاقصى سيصل ويخترق الكون، نحو انفكاك من احتلال غاشم دمر الارض وعاث بها فسادا، لكن صوت الدين وصوت الدعاء، وسورة الفاتحة، والانشراح، والفتح، هي مفتاح النصر والتحرير.

أتوا من كل بقاع أرض الاسراء والمعراج، أرض الديانات السماوية، وأرض العبادات، وأرض الدين والدنيا، حاملين تصاريح عبورهم الى حيث الدعاء الذي يصل الى رب العباد، في شهر العبادة، والى حيث ينطق الحجر والصخر، والطفل بأن لا اله الا الله، وأن محمدا رسول الله، وأن الاقصى هو بيت الله، وهو برئ من تدنيس صهيوني يحمل سلاحا مدججا لمنع فلسطيني صاحب حق، من السجود على أعتاب أقصى مبارك والركوع على بوابة ثالث الحرمين الشريفين، وأرض الاسراء والمعراج.

70 ألفا وأكثر لبُوا نداء الله والوطن، حملوا عتادهم الرحماني، وسجادة صلاتهم، وتصاريح عبورهم، وشهادات مطعومهم لمن استطاع الى ذلك سبيلا، وخطوا رحلتهم من ساعات الفجر بعد أن تناولوا سحور الوطن، حتى يصلوا الى باحة الاقصى وبواباته، الصلاة نحو القبلة، تقبل في أي مكان بالعالم، لكن صلاة الاقصى تعدل ألف منها، فكيف لا يجرون أقدامهم رغم الاغلاقات والتضييق، والتفتيش، والتعطيل على الحواجز، ليخترقوا كل الصعاب ليقولوا الفاتحة على اعتاب هذا البيت الطاهر..

أي شعب هذا، أيها الفلسطينيون، أيها الجبارين، أصحاب الرسالة والارادة، والنصر القادم المحقق، فالاقصى بكم يزهو، وأرض المعراج تنتفض دينا ووطنا، وقصة النضال، تتوج بأقدامكم رسالتها للعالم أجمع، بأن الله مع الصابرين، وبأن منكم من سيحمل راية التحرير، وبعزيمة قوتكم التي تبث للكون دروس القوة والتحدي، ستعود الارض، وسيكف الغاصب عن دس الاهانة في قلب كرامتكم التي لا تمسها كل بنادقكم..

حيٌا الله همتكم وكبريائكم، ونصركم الذي ترسمون به لوحة فسيفساء النضال، وحيٌا بكم رب العباد، هذا الاصرار الذي لا يشبه الا أنتم، فكيف بكم تخترقون كل شيء وتخاطرون ربما باولادكم وحياتكم، لتسجدون على أعتاب أقصاكم، في رمضان حزين بكورونا الاحتلال، والتي هي الاخطر والاكثر فتكا، الا بكم وعليكم..

شكرا أيها الشعب العظيم، على تلك الدروس المجانية بالبطولة التي تقدمونها للكون، فالجمعة الاولى سبعون الفا، والتي تليها ستلامسون بعون الله النصف او الربع مليون، بهمتكم ودعائكم ستمنحوننا جميعا روح الاقصى وسيصلنا من اياديكم الى تبتهل الى الله جرعة من الامل والتوازن والتصالح مع الله والذات، فالدعاء تحت منبر الاقصى تهتز له عرش السماوات والارض..

فكما أنتم ابقوا أصل حكايات كل الشعوب على الأرض وفوق الأرض وتحت الأرض، فأقدامكم بالجمعة الاولى زلزلت قلوبنا، وزلت بكم رؤوس وبساطير الاحتلال..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :