-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 23-03-2021 11:19 AM     عدد المشاهدات 494    | عدد التعليقات 0

الزيتون الكبير

الهاشمية نيوز -
اسماء سليمان الطويسي

«الزيتون الكبير» ليس مجرد وصف بل انه اسم لمزرعة تحمل موروث قديم عن مزرعة لها قصة واي قصة....

لا يخالجنك التفكير بالطبع حين تسمع باسم مزرعة سميت بالزيتون الكبير فهي بلا شك سميت بذلك لكبر حجم شجرة الزيتون فيها وكثافته..

في القرن السابع عشر أحضر جد والدي غصون زيتون من الطفيلة والذي اتسم انذاك بأنه من اجود انواع الزيتون في السوق..

غصون معدودة هي التي استطاع جد والدي جمعها من إحدى مزارع في المنطقة بعد التقليم وحضر بها للقريه الصغيرة التي كان يقطنها، والتي لا تعرف من الزراعة حينها سوى زراعة الحبوب والبقوليات.

قام الجد بإعداد الأرض ونظفها من الحجاره والاشواك التي كانت تملاء الارض وقام بحرثها بنفسه وساعده بذلك شباب تلك القرية واهلها، فأنه لا ينكر احد شهامة الجيل القديم وتقديسهم للفزعة، وكان الجد قد استعان بمزارع خبير بزراعة الزيتون من الطفيلة، وجهز الارض حيث بدأ اخيرا بزراعة الاغصان.

اجزم جدي انه لم تبقى عائلة في القرية الا وقد اسهمت في زراعة الارض بصورة تظهر اسمى اشكال التعاون والتكاتف.

وبعد الانتهاء من زراعة كافة الاغصان بدأ حماس الجد واهالي القرية بالمرحلة الاهم وهي العناية بالزرع، سيما وانها التجربةالأولى في زراعة الزيتون تتخللها الرغبة في رؤية القرية مزينة بشجر الزيتون، حيث بدأت المسؤلية التي لم تكن مقتصرة الجد وحده بل كل من غرس غرسه فيها.

كلّ أصبح في تحدي مع نفسه ان تنمو وتنمو غرسته ويحافظ على بقائها، حيث استمر الجد وأهل القرية فرحين بهذا الحقل الذي بات ينمو امام اعينهم الى ان مرت السنين وأصبح حقلا مخضرا زاهيا من غصون معدودة..

في رواية الجد ان فرحة اهل القرية بحقل الزيتون الذين غرسوه بغصون لا جذور لها كان جلية على وجوههم يتخللها الانتظار بحماس ان تثمر تلك الاشجار.

حقل زيتون اصبح من اكبر الحقول الان زرع بدون اي استعانة بمهندسين زراعة ولا مواد تجدير انما كمية الحب لهذه الاغصان والأرض هي التي روت وانبتت.

بعد سنوات تم قطف اول قطفه وكانت الرواية عن جدي لوالدي فقد كان من الخير والبركة لهذه الأشجار ان الثمر كان أكثر من الورق..

و توراثت الاجيال هذا الحقل بنفس العطاء على مر السنين بنفس الرعاية والاهتمام والحب الى ان اصبح ثمارها من اجود الانواع.

ولا زالت مزرعة الزيتون الكبير قائمة وعطائها لم ينقص بالرغم كل اجهزة الزراعة الحديثة، الا ان اشجار مزرعة «الزيتون الكبير» ذات اوراق نقية حيث لم تغسل أوراقة بالمبيدات ولم تتشرب جذورهن اي اسمدة كيماوية.

لا شك ان كمية الثمر الكبيرة وكمية الزيت التي تتنجها شجرات الزيتون تلك لم تكن الا من كمية الحب الكبيرة التي غرست بها أصبحت هذه الشجرات منتمية للارض والاجداد الذي أوجدوها من لا شي حتى نمت بهذا الحجم والنوع..

ان الانتماء اعزائي يغرس وينمى وبعدها سينموا ويثمر، تحية لشجرة الزيتون الكبيره ورحم الله كل الأيادي التي شاركت في زراعتها ورعايتها وأطال الله بعمر من استمر بالمسيرةوالعناية بالزيتون الكبير..




وسوم: #الزيتون


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :