-

كتابنا

تاريخ النشر - 16-02-2021 10:22 AM     عدد المشاهدات 299    | عدد التعليقات 0

مئوية حب لعمان

الهاشمية نيوز - غدير حدادين/ شاعرة وفنانة تشكيلية

عمّان ليست مجرد بنايات وأسواق وشوارع تزدحم بالنهار وأضواء تتشابك فيها الألوان وهي تستقبل أماسيها على وقع خطوات الليل، عمّان هي روح قبل أن تعدّ مكاناً، تحملُ عبق تاريخ حافل ما تزال أطيافه تحوم حول قلعتها منذ عصر بني عمون، بُناتُها الأوائل، مروراً بكل مَنْ انتموا إلى روحها من شعوب حضارات الشرق والغرب ووشحوا آثارهم على أردان ثوبها، حتى ائتلقت بالعروبة وفاضت أرجاؤها بها عزاً. وعمّان هي حضارة المحبة والتآلف والتعايش، إنها اللمسة الحانية على أبنائها وساكنيها وزائريها ومَن مروا بها، ومَنْ يطوف بهم الحنين والشوق إليها.
عمّان بأدراجها التي تشبه القلائد على صدور العظماء تصعد بك إلى فضاءٍ من أنفاس الصباح المعطرة بياسمينها، وتسير وإياك في جُنبات ذكرياتها هامسةً، وينصِتُ الغروب لتخبرك بكلّ حكايتها في نظرة عاشق، وضحكة طفل، والتفاتة صبية نحو لازورد السماء وأفق الورد والشيح والريحان، الذي يحتضن بيوتاتها الدافئة وأسراب اليمام.
عمّان هي التفاصيل المنقوشة على ثوب الجدّة وخطوط كفّيها وجبينها، وهي عطر شتلة غرستها الأم على نافذة إطلالة غردت لها عصافير الحيّ .. إنها حكاية إنسان ومكان، وتقاسيم على أوتار قلوب تحتضن المدينة والزمان، إنها لمسات الروح على بياض الأحلام وجدران الفيّ!
عمّان.. مدينتي ومئوية حب في سيرتها.. هي الحياة بتعددها و تنوعها، هي الأمكنة والبشر و لشجر ورائحة المطر، وفي التراب أيضا هي الزمن في حالة حركة.
عمان في ضمير أهلها طريقة النظر إلى الأشياء، و طريقةُ البوح والتعبير عن كينونة الحب!
عمان لحظات الفرح للناس وملاذ القلوب إذا أضناها تعب الحياة، وهي هدأة الحزن ونافذة الأمل والاستبشار.
نقول عمّان ونحن نستقبل من نحب، ونودع بشفيف الدمع من شاءت الأقدار أن يحمل في قلبه الحنين ويرحل في البلاد ..
ونحن نتصدى لمن يعادي، ونحن نرثي له كيف لم يدرك عمّان الحب.. تعيس من يعادي الحب وزائل وعمان باقية ما شاء الله.. والله محبة !




وسوم: #مئوية#حب


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :