-

مقالات مختارة

تاريخ النشر - 16-02-2021 10:18 AM     عدد المشاهدات 333    | عدد التعليقات 0

الحب في زمن (الكورونا) .. !!

الهاشمية نيوز -
رشيد حسن

أدهشنا الروائي العالمي «ماركيز « في تجسيد معاناة الانسان في رائعته «الحب زمن الكوليرا».. ولمس ببراعة الروائي الفذ عمق احاسيس هذا الانسان، وهو يحاول ان يتجاهل هذا الوباء، ليعيش حياته كما يتمنى.. وكما يشتهي..!! وكانت دهشتنا اكبر، وهو يؤكد ان الحب ممكن في كل زمان ومكان.. ولكن تشتد كثافته في زمن الكوليرا..!! ما دام الانسان هو المستهدف، وما دامت مشاعره هي التي تستحق ان تروى ويكتب عنها..!
مناسبة هذا الكلام هو «عيد الحب» الذي صادف امس الاول «14» الجاري.. ولا نعرف كيف احتفل المحبون والعشاق في هذه المناسبة ؟؟ ما دامت تعليمات السلامة العامة تفرض التباعد، ولبس الكمامات، للحد من انتشار الوباء. وقد أصبح وباءا مجتمعيا يهدد الجميع، ولا يرحم احدا..
فاذا ما قمنا بتوسيع دائرة البيكار قليلا.. فان هذه الجائحة وقد مرت سنة عليها وها هي تدخل سنة جديدة.. تبدو أكثر قساوة من السنة الاولى .. وأشد خطرا في ظل تحور الفيروس الى انواع جديدة .. تبدو اسرع انتشارا.. وأكثر فتكا.. ما اوقع الاطباء والعلماء والباحثين وكافة المعنيين بالتصدي لهذه الكارثة في ارباك شديد.. وفي نفس الوقت زادهم اصرارا على الاستمرار في انتاج المطاعيم واللقاحات وتطويرها للحد من انتشار الوباء..
لا نستطيع نحن ولا غيرنا.. تجسيد معاناة البشرية من هذا الوباء القاتل.. ولا شك اننا بحاجة الى روائيين افذاذ امثال ماركيز وكويليو ومحفوظ ومعلوف..الخ. لتصوير هذه المعاناة وفواجعها، وقد هدها المرض.. وسيطر عليها الخوف.. وأصبحت نظرتها للحياة مختلفة تماما عما كانت عليه قبل عام.. واصبحت نظرتها للحب مكثفة اكثر مما كانت عليه ..
وفي تقديرنا.. فان هذا الوباء قد غير الكثير من انماط السلوك البشري ومن قناعات الناس.. ومن نظرتهم للحياة..!! بعد ما خطف اكثر من 2.5مليون انسان.. ووضع البشرية كلها: غنيها وفقيرها.. كبيرها وصغيرها امام حقيقة الحقائق.. وهو استحالة القضاء على هذا الفيروس في المدى المنظور.. وان الجميع في دائرة الموت بما فيهم اصحاب المليارات واصحاب الابراج والسيارات الفاخرة،، واصحاب الحكم والجاه والهيلمان والصولجان.. و لا فرق بين الفقير والغني امام هذا الفيروس.. ما دامت كل الاموال.. وكل الثراء.. لم تستطع ان تسهم في حماية الانسان من عدو لا يرى بالعين المجردة..
وباء « الكورونا» حول الحياة الى عبث.. الى مسخرة.. الى عبء ثقيل.. وحول الحلم الى مجرد كابوس.. الى سراب.. وقد اصبحت الحياة بكل ضجيجها الى مجرد سجن كبير.والناس الى مجرد سجناء محكوم عليه بالموت.. وها هم في ساحات الاعدام ينتظرون تشريف الفيروس اللعين..
باختصار..
في زمن الكوليرا اشر «ماركيز» الى ان الموت يزداد كثافة وحضورا..
وهو كذلك في زمن «الكورونا»..وقد فقدت الحياة اهميتها.. و تحولت الحياة الى مجرد سجن كبير.. والناس الى مجرد سجناء ينتظرون سيف الجلاد.. ينتظرون الموت بفيروس لعين..
ولاحول ولا قوة الا بالله.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

عـاجـل :