-

اخبار محلية

تاريخ النشر - 09-02-2021 09:15 AM     عدد المشاهدات 317    | عدد التعليقات 0

الصفدي: القضية الفلسطينية قضيتنا المركزية الأولى وأساس الصراع ومفتاح السلام

الهاشمية نيوز - شارك نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، امس، في الجلسة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، والتي انعقدت بدعوة مشتركة من المملكة وجمهورية مصر العربية الشقيقة لبحث الأوضاع العربية ودعم القضية الفلسطينية.

وأكد الصفدي في كلمة المملكة في الجلسة، مركزية القضية الفلسطينية، وأن السلام العادل والدائم شرطه زوال الاحتلال، ذاك أن الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان.

وشدد على استمرار الأردن بتكريس كل إمكاناته لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس تنفيذ لتوجيهات الوصي عليها جلالة الملك عبدالله الثاني.

كما شدد الصفدي على ضرورة إطلاق تحرك عربي لاستعادة المبادرة والقيادة في مقاربة الأزمات الإقليمية، التي يدفع العرب الثمن الأكبر بتبعاتها.

وفي ما يلي نص الكلمة:

«بسم الله الرحمن الرحيم،

والصلاة والسلام على سيدنا محمد، النبي العربي الهاشمي الأمين،

معالي الرئيس, الأخ سامح شكري، وزير خارجية جمهورية مصر العربية الشقيقة،

معالي الأمين العام، الأخ أحمد ابو الغيط،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أشكركم، الزملاء الأعزاء، على تلبية دعوة المملكة المشتركة مع مصر الشقيقة عقد جلستنا غير العادية هذه، لبحث الأوضاع العربية ودعم القضية الفلسطينية.

فالقضية الفلسطينية هي قضيتنا المركزية الأولى. هي أساس الصراع وهي مفتاح السلام العادل الشامل الذي تقوض الإجراءات الاسرائيلية اللاشرعية فرص تحقيقه.

من هنا تبرز الحاجة ضاغطة لتحرك عربي مبادر لإسناد الأشقاء، وإيجاد أفق سياسي حقيقي لتحقيق السلام.

وثمة أهمية لإطلاق هذا التحرك الآن مع بدء إدارة أميركية جديدة عملها، لننخرط إيجابيا معها، ونبني على ما أعلنته من بوادر إيجابية.

نحتاج أن نبلور تحركًا مشتركًا لإعادة إطلاق مفاوضات جادة وحقيقية، ولتفعيل دور الرباعية الدولية، للتوصل لحل الدولتين، الذي يجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس المحتلة، على خطوط الرابع من حزيران 1967، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية، ومعادلة الأرض مقابل السلام، ومبادرة السلام العربية.

حل الدولتين هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع. ونحتاج تحركاً مستمراً لحشد موقف دولي فاعل يواجه الخطوات الإسرائيلية التي تحرم المنطقة حقها في السلام العادل والشامل.

فالمستوطنات خرق فاضح لقرارات الشرعية الدولية يقتل حل الدولتين، ما سيجعل خيار الدولة الواحدة مآلا حتميا.

ووقتذاك سيواجه العالم لا إنسانية نظام آبارثيد عنصري ستكون عواقب استمراره أشد كارثية من الوضع الحالي، ولن يكون من الممكن تفاديها إلا بحصول الفلسطينيين على حقهم بالمساواة كاملة في كل مناحي الحياة.

والانتهاكات المستهدفة تغيير الوضع القائم في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وتغيير هويتها العربية الإسلامية والمسيحية انتهاك للقانون الدولي، واستفزاز لمشاعر مئات الملايين من المسلمين والمسيحيين. ويكرس سيدي صاحب الجلالة الهاشمية، الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله، صاحب الوصاية الهاشمية التاريخية على هذه المقدسات، كل إمكانات المملكة لحمايتها وحماية هويتها.

لا بد من عمل عربي ممنهج لحماية المدينة المقدسة، وتثبيت المقدسيين على أرضهم.

فالسيادة على القدس المحتلة فلسطينية، والوصاية على مقدساتها الإسلامية والمسيحية هاشمية، ومسؤولية الدفاع عن القدس ومقدساتها فلسطينية، أردنية، عربية، إسلامية، دولية، في ضوء مكانة مدينة السلام، وخطر العبث بها وبمقدساتها على الأمن والسلم.

نريد السلام شاملاً ودائماً، لكن الاحتلال والسلام نقيضان لا يجتمعان. السلام شرطه زوال الاحتلال. وفي هذا السياق ندعم جهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، ونثمن الدور الكبير لمصر الشقيقة في جهود ضمان نجاحها.

ونؤكد ضرورة استمرار توفير الدعم المالي والسياسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حتى تمضي في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين وفق تكليفها الأممي.

الزملاء الأعزاء،

نلتقي في زمن عربي صعب، يجعل من تفعيل عملنا المشترك شرطًا لخدمة مصالحنا وقضايانا. التحديات تتفاقم، وتبعاتها على شعوبنا ودولنا تتعاظم. ولا بديل عن فعل عربي منسق لتجاوز التحديات، والتصدي لانعكاساتها على أمننا المشترك، ومصالحنا وقضايانا المشتركة. لا بد من استعادة المبادرة، والقيادة، في مقاربة الأزمات الإقليمية، التي ندفع، نحن العرب، أكثر من أي غيرنا، كلفة استمرارها وتفاقمها. لا يعقل أن يغيب العمل العربي الجماعي في مواجهة أزمات تعصف بدول عربية، وتدمر مقدرات دول عربية، وتدفع أجيالا من الشعوب العربية إلى قيعان اليأس والحرمان والقهر والجهل والتشرد.

غيابنا فراغ يملؤه الآخرون على حساب مصالحنا. يجب استدراك الوضع والتوافق على منهجيات عمل مشتركة لخدمة مصالحنا وقضايانا وحقوق شعوبنا في راهن ومستقبل سمتهما الأمل والفرص والأمان والإنجاز.

تقوية الجامعة العربية قوة لنا جميعا. وفيه خدمة لمصالحنا المشتركة. جامعتنا العربية هي مظلة العمل العربي المشترك ليس هناك سواها بيتاً عربياً جامعاً. يمكن أن تكون أفضل؟ بالتأكيد. فلنطور أداءها، ولنقو مؤسساتها الاقتصادية والصحية والعلمية والاجتماعية، ولنعد لعملنا المشترك عبرها زخمه الضرورة، نبني على ما يجمع، ونحترم خصوصيات كل منا، وما يجمع كثير، ويوفر أرضية صلبة للانطلاق منه نحو بلورة مواقف عربية مشتركة إزاء قضايانا، وسبل معالجة الأزمات العربية.

ما تزال سوريا جرحا ينزف دمارا وتقويضا لدولة عربية رئيسة. فشلت كل المقاربات السابقة في حل الأزمة، وفي حماية سوريا الدولة والشعب. وأدعو هنا إلى بلورة آلية عمل فاعلة، تولد دوراً عربياً قيادياً ينهي الغياب العربي عن جهود إنهاء الكارثة، وعلى أسس تقدم سوريا وشعبها العربي الكريم الأصيل على أي اعتبار آخر، ليتوقف القتال، ويدمر الإرهاب، وتستعيد سوريا أمنها وعافيتها ودورها، وتتوفر ظروف العودة الطوعية للاجئين، وتنتهي التدخلات الخارجية في شؤونها.

نقف مع العراق الشقيق في حماية أمنه واستقراره، وندعم جهود الحكومة العراقية الكبيرة لتثبيت الاستقرار بعد النصر التاريخي الذي حققه العراق على العصابات الإرهابية.

دعم العراق في جهوده إعادة البناء وتكريس الاستقرار، وحماية سيادته من أي تدخلات خارجية، شرط للأمن والاستقرار الإقليميين، ومصلحة عربية عليا تستوجب جهداً عربياً متكاملاً.

وأمن الخليج ركيزة للأمن القومي العربي.

نقف في المملكة مع أشقائنا في دول الخليج العربي في أي خطوات يتخذونها لحماية أمنهم ومصالحهم. كلنا نريد إنهاء التوتر في العلاقات العربية مع إيران. وهذا سبيله معالجة كل أسباب هذا التوتر، وفي مقدمها التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، ليعاد بناء علاقات إقليمية صحية، قائمة على التعاون، وعلى مبدأ حسن الجوار.

وسط كل هذه التحديات برزت بوادر انفراج إيجابي في جهود حل الأزمة الليبية، تمثلت في انتخاب السلطة التنفيذية خلال مؤتمر الحوار في جنيف.

دعم هذه الجهود، وضمان استكمال الطريق نحو استعادة ليبيا الشقيقة استقرارها، وتخليصها من التدخلات الخارجية، وخروج جميع القوات الأجنبية منها، أيضا ضرورة تتطلب تحركاً عربياً فاعلاً. وثمة أرضية لحل الأزمة في اليمن يجب تدعيمها. اتفاق الرياض خطوة فارقة نحو الحل يجب أن نعمل معا لضمان تنفيذه، لنتقدم بشكل عاجل نحو إنهاء الأزمة وما سببته من مآس ومعاناة. والمصالحة التي أنجزتها قمة العلا إنجاز نثمنه، سيسهم بشكل كبير في تعزيز التضامن العربي وعملنا الجماعي خدمة لمصالحنا.

الزملاء الأعزاء،

نحسن راهننا، ونحمي مصالحنا بالتوافق على معالجات موحدة لتحدياتنا، وإطلاق تحركات جماعية لتنفيذها، واستعادة دورنا كاملًا في عالمنا العربي. نحتاج مشروعًا عربيًا في هذا الزمن الصعب. مقومات هذا المشروع موجودة. ضروراته واضحة. وأدوات إنتاجه بأيدينا. فلنبلوره، ولنطلقه فعلًا مؤثرًا يكسر العتمة، ويفتح الآفاق واسعة أمام مستقبل عالم عربي، نستطيع، معا، أن نجعله أفضل.»






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :