-

كتابنا

تاريخ النشر - 14-01-2021 11:47 AM     عدد المشاهدات 396    | عدد التعليقات 0

الرواشدة .. نريد أن تتحول «الصرخات» إلى سياسات

الهاشمية نيوز -

حسين الرواشدة 
حين تابعت خطابات بعض النواب في جلسات مناقشة البيان الوزاري للتصويت على الثقة بالحكومة قلت في نفسي : هذا « الصراخ « ليس جديدا، فقد سمعناه يتكرر في معظم دورات المجلس السابقة، لا يخطر في بالي ابداً ان اشكك في نوايا إخواننا الأعزاء، ولا ان انتقص من مواقفهم، على العكس تماما، لكن من واجبي ان اصارحهم بان ما فعلوه كان هو المطلوب لسببين – على الأقل -، احدهما : التغطية على أداء البرلمان لتمرير ما يصله من مقررات، والثاني « التنفيس « -ما امكن - على الجمهور ‏لكي يطمئن بانه ثمة من يقوم بالواجب نيابة عنه، فيستغرق في صمته من جديد.

«ماكينة « مجلس النواب لم تتغير منذ ربع قرن، والصورة التي تصلنا من كل مجلس هي ذاتها، كان يمكن – بالطبع – ان نلتفت حولنا لنرى ما جرى من تحولات على صعيد العالم والمنطقة، ‏وعلى صعيد بلدنا أيضا، كانا يمكن أن نتحرك خطوة أو خطوتين الى الأمام لكي نستعيد عافيتنا، ‏ونقنع الناس بانه ثمة من يمثلهم حقا ومن يحمل همومهم ويدافع عن قضاياهم تحت القبة، وبان صرخات البعض ليست حالة نشاز، وإنما هي مواقف وخطاب عام، يعبر عن اغلبية نيابية ومجلس قوي، ومؤسسة وطنية تعرف قيمتها الدستورية، وتباشر وظيفتها بمنتهى الاستقلالية والمصداقية.

لكن يبدو اننا لم نفعل ذلك حتى الان، ‏أرجو ان لا تسألني : لماذا؟ يكفي ان تدقق في حالة مجتمعنا فقط، لتكتشف حجم ما خسرناه حتى الان، سواءً على جبهة السياسة او الاقتصاد والوئام الاجتماعي، ناهيك عن التراجعات التي شهدناها في مجالات التعليم والصحة، والاخرى على صعيد الوجدان الشعبي، حيث قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية، وكلها تشير الى نقطة واحدة، وهي اصرارنا على « النكران « وعدم اخذ المسالة بمنطق الجدية والاحساس بالخطر، والاستثمار في الفرص المتاحة، لدرجة اصبح عندها سؤال اللاجدوى من الكلام ومن المطالبة ورفع الصوت اقصر طريق للانضمام الى حزب « وانا مالي ؟ «.

‏يا سادة : نحن نحب بلدنا ونريد ان ينهض ويتجاوز كل المحن التي واجهته، ‏نحن نعتز بمؤسساتنا واجهزتنا كلها، ولا نسمح لاحد ان ينتقص من دورها او ان يجرحها، نحن المعلمين والعسكر و المزارعين والعمال والموظفين من بنى هذا الوطن حجرا فوق حجر، لا فضل لاحد على احد، فكلنا في مربع المواطنة سواء، ‏لا نريد اكثر من ان نراه واقفاً على قدميه، صامدا في وجه العاديات، كريما كما كان دائما، عصيا كما اراده اباؤنا واجدادنا على كل العابثين والفاسدين.

‏نريد ل» صرخات» بعض النواب التي سمعناها ان تتحول الى سياسات تمشي على الارض، نريد ان يفتح المسؤولون اذانهم لسماع صرخات الناس ايضا، ‏فهذا الوطن يستحق من الاردنيين كلهم ان يغادروا منصات المناكفات والاستعلاء وتصفية الحسابات، ليجلسوا على طاولة حوار وطني، يتقاسمون فيه الادوار لا الغنائم، ويخرجون منه بتوافقات تضعنا على عتبة مئة عام جديدة، ان لم يكن من اجل الوفاء لتضحيات الاباء، فمن اجل مستقبل الابناء والاحفاد.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أضـف تعلـيق

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة الهاشمية الإخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الهاشمية الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :