تاريخ النشر - 29-10-2020 10:49 AM عدد المشاهدات 421 | عدد التعليقات 0
في المولد النبوي
الهاشمية نيوز - سعيد يعقوب
بِمَدِيح «أَحْمَدَ» تَفْخَرُ الأَشْعَارُ // إِنْ مَسَّ قَوْمًا بِالمَدِيح فَخَارُ
مَا زِيدَ بِالأَشْعَارِ قَدْرًا إِنَّمَا // أَعْلَتْ بِهِ مِنْ قَدْرِهَا الأَشْعَارُ
وَمَدِيحُهُ تَاجٌ يَتِيهُ بِدُرِّهِ // شِعْرِيْ وَتَغْمُرُ وَجْهَهُ الأَنْوَارُ
إِنِّيْ لأَخْجَلُ أَنْ تَسِيرَ قَصَائِدِيْ // شَمْسًا لَهَا فيْ المَشْرِقَيْنِ مَسَارُ
تَرْتَادُ أَرْضًا بَعْدَ أَرْضٍ شُهْرَةً // وَلَهَا دِيَارُ العَالمَينَ دِيَارُ
وَكَأنَّمَا أَشْعَارُ غَيْرِيْ أَنْجُمٌ // وَكَأنَّ شِعْريْ لِلنُّجُوم ِ مَدَارُ
وَلَدَى مَدِيحِكَ يَا رَسُولُ يُصيبُنِيْ // عِيٌّ وَيَمْلُكُ خُطْوَتِيْ إِقْصَارُ
فَكَأنَّنِيْ مَا كُنْتُ نَهْرًا دَافِقًا // بِالشِّعْرِ تَحْسُدُ دَفْقَهُ الأَنْهَارُ
وَكَأنَّنِيْ مَا كُنْتُ طَيْرًا شَادِيًا // مِنْ شَدْوِهِ تَتَعَلَّمُ الأَطْيَارُ
وَكَأنَّنِيْ مَا كُنْتُ زَهْرًا عَابِقًا // فيْ الرَّوْضِ تَغْبطُ نَشْرَهَ الأَزْهَارُ
فَاعْذِرْ رَسُولَ اللهِ جِئْتُ مُقَصِّرًا // أَوَ لَيْسَ عِنْدكَ تُقْبَلُ الأَعْذَارُ
هَذا مَقَامُ « مُحَمَّدٍ « مَنْ دُونَهُ // كِسْرَى وَقَيْصَرُ فَالكِبَارُ صِغَارُ
مَا قِيلَ مِنْ مَدْحٍ بِغَيْرِكَ ضَائِعٌ // وَأَجَلُّ مَعْنَىً فِيهِ مِنْكَ مُعَارُ
فَجَوَادُ فَضْلِكَ جَاءَ أَوَّلَ سَابِقٍ // وَعَلا سِوَاهُ لَدَى السِّبَاقِ غُبُارُ
مِنْ عَهْدِ آدَمَ لِلْقِيَامَةِ لَنْ يُرَى // فيْ الكَوْنِ مِثْلُكَ أَيُّهَا المُخْتَارُ
بِأَبِيْ وَأُمِّيْ يَا أَجَلَّ ذَوِيْ العُلا // وَأَعَزَّ مَنْ تَسْمُو لَهُ الأَنْظَارُ
إِنْ قِيلَ مَنْ خَيْرُ الوَرَى وَأَجَلُّهُمْ // قَدْرَاً فَلَيْسَ إِلى سِوَاكَ يُشَارُ
وَكَأنَّمَا لَكَ أَنْتَ وَحْدَكَ فيْ الدُّنَا // خُلِقَ الجَلالُ وَأُفْرِدَ الإِكْبَارُ
إِنْ قُلْتُ « أَحْمَدُ « فَاحَ مِنْ شَفَتِيْ شَّذَىً // وَسَرَتْ صَبًا وَتَألَّقَتْ أَقْمَارُ
إِنِّيْ عَقَدْتُ بِهِ رَجَائِيْ مُوقِنًا // أَنْ سَوْفَ تُقْطَفُ لِلرَّجَاءِ ثِمَارُ
فَهْوَ المُرَجَّى لِلشَّفَاعَةِ يَوْمَ لا // مَالٌ وَلا جَاهٌ وَلا أَنْصَارُ
إنِّيْ لأَرْجُوَ أَنْ أَنَالَ جِوَارَهُ // وَمَنِ اسْتَجَارَ بِهِ فَسَوْفَ يُجَارُ
كُنَّا رَسُولَ اللهِ قَبْلَكَ أُمَّةً // تَنْتَاشُهَا الأَنْيَابُ وَالأَظْفَارُ
الفُرْسُ مِثْلُ الرُّومِ تَمْلُكُ أَمْرَنَا // وَكَأنَّنا شَاةٌ وَهُمْ جَزَارُ
وَكَأنَّمَا أَوْطَانُنَا سِلَعٌ تُبَاعُ وَتُشْتَرَى وَكَأنَّهُمْ تُجَّارُ
وَحَيَاتُنَا فَوْضَى فَجَهْلٌ مُطْبِقٌ // وَالظُّلْمُ يَنْخَر ُ عَظْمَنَا وَالثَّارُ
حَتَّى أَتَيْتَ لَنَا بِنُورٍ سَاطِعٍ // فَجَلَى الظَّلامَ وَشَعَّ مِنْهُ نَهَارُ
أَحْيَيْتَ بِالقُرْآنِ أَنْفُسَنَا كَمَا // أَحْيَتْ مَوَاتاً فيْ الفَلا أَمْطَارُ
هذَّبْتَ بِالحَقِّ النُّفُوسَ فَأَصْبَحَتْ // عَنْهَا تَسِيرُ وَتُنْقَلُ الأَخْبَارُ
وَجَمَعْتَ أَمْرَهُمُ فَأَضْحَوْا قُوَّةً // يَخْشَى وَيَرْهَبُ سَطْوَهَا الإِعْصَارُ
هَذا (أَبُو بَكْرٍ ) وَهَذا ( خَالِدٌ ) // هَذا ( أَبُو حَفْصٍ ) وَذَا (عَمَّارُ)
هَذيْ (صَفِيَّةُ) تِلْكَ ( خَوْلَةُ ) هَذِهِ // ( الخَنْسَاءُ) تِلْكَ الصَّفْوَةُ الأَطْهَارُ
النَّصْرُ يَمْشِيْ حَيْثُ يَمْشِيْ خَطْوُهُمْ // وَيَسِيرُ رَكْبُ المَجْدِ أَنَّى سَارُوا
حَطَمُوا جِدَارَ الظُّلْمِ بِالنُّورِ الذِيْ // حَمَلُوا فَمَا لِلظُّلْمِ قَامَ جِدَارُ
بِالعَدْلِ صَانُوا مَا بَنَوْهُ وَإنَّهُ // سُورٌ يَقِيْ مَا لا تَقِيْ الأَسْوَارُ
وَبَنَوْا حَضَارَتَهُمْ عَلَى أُسُسِ التُّقَى // فَالعَيْشُ نُعْمَى وَالحَيَاةُ يَسَارُ
حَتَّى هَجَرْنَا مَا سَنَنْتَ مِنَ الهُدَى // لِمَهَامِهٍ فِيهَا الحَلِيمُ يَحَارُ
وَتَفَرَّقَتْ أَهْواؤُنَا هَذَا يَمِينٌ // بَاتَ يُغْويهِ وَذَاكَ يَسَارُ
فَتَرَى مَلايينًا وَلكِنْ لا تَرَى // أَحَدًا بِهَا هُمْ غُيَّبٌ حُضَّارُ
لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ أَشْكُو أُمَّةً // قَدْ ضَاقَ عَنْ إِحْصَائِهَا المِلْيَارُ
مَا أَكْثَرَ الأَصْفَارَ إِلا أَنَّهَا // وُضِعَتْ شِمَالَ الوَاِحِد الأَصْفَارُ
هِيَ كَالغُثَاءِ فَمَا لَهَا مِنْ قِيمَةٍ // كَلا وَلَيْسَ لأَهْلِهَا مِقْدَارُ
وَفَشَا بِنَا الوَهْنُ الذِيْ حَذَّرْتَنَا // لَوْ كَانَ يَنْفَعُ ذَا الجُمُوحِ حِذَارُ
وَالجَاهِلِيَّةُ مِنْ جَديدٍ أَطْبَقَتْ // فَالجَارُ يَشْكُو مِنْ أَذَاهُ الجَارُ
هَذِيْ شُعُوبُ المُسْلِمِينَ جَمِيعُهَا // تَشْقَى وَتُحْدِقُ حَوْلَهَا الأَخْطَارُ
وَالمَسْجِدُ الأَقْصَى يَئِنُّ وَيَشْتَكِيْ // وَلِحَالِهِ تَتَفَطَّرُ الأَحْجَارُ
وَتُصَمُّ مِنْ دُونِ النِّدَاءِ مَسَامِعٌ // وَتُغَضُّ عَمَّا نَابَهُ الأَبْصَارُ
وَإِذَا تَفَشَّتْ فُرْقَةٌ فِيْ أُمَّةٍ // فَالذُّلُّ يَغْشَى وَجْهَهَا وَالعَارُ
يَا رَبُّ إِنَّ الحُزْنَ يُلْهِبُ أَضْلُعِيْ // وَهُمُومُ صَدْرِيْ كَالعُدَاةِ كِثَارُ
أَدْعُـوكَ دَعْوَةَ مُسْتَغِيثٍ مُوجَعٍ // ضَاقَتْ عَلَى سَعَةٍ بِهِ الأَقْطَارُ
أَدْرِكْ وَوَحِّدْ أُمَّتِيْ مِنْ قَبْلِ أَنْ // تَأْتِيْ عَلَى هَذا الهَشِيم ِ النَّارُ
وَبِحَقِّ « أَحْمَدَ « لا تُشَتِّتْ شَمْلَنَا // وَالْطُفْ بِنَا يَارَبُّ يَا غَفَّارُ.